هآرتس: عندما يتمسك نتنياهو بمطالب إسرائيل الامنية

هآرتس 28/2/2025، يسرائيل هرئيل: عندما يتمسك نتنياهو بمطالب إسرائيل الامنية
في صيف 2006 تم اتخاذ قرار مجلس الامن 1701، الذي كما يبدو وضع الحد لحرب لبنان الثانية. كما يبدو، لأن حزب الله عاد وتمركز عسكريا، خلافا للاتفاق في جنوب لبنان؛ وتزود بالصواريخ وسلاح متطور آخر وقام بحفر الانفاق الهجومية واقام أبراج للمراقبة، التي من خلالها قام بمراقبة ما يحدث في الغرف المغلقة لسكان الشمال. اهود أولمرت، الذي كان يتعرض لضربات في الداخل ومن الخارج، قام باغماض عيونه.
في انتخابات2009 عاد بنيامين نتنياهو الى الحكم، وهو ايضا كعادته منذ ذلك الحين اكتفى بتحذيرات ضعيفة وغير موثوقة، أكدت قول حسن نصر الله بأن “قوة الدولة الصهيونية هي مثل قوة خيوط العنكبوت”. هكذا ولد مفهوم “الاحتواء” – الذي جلب علينا جولات قتال فاشلة في الجنوب والعجز، (“ضبط النفس يعتبر قوة”)، إزاء منظومة الصواريخ والانفاق الهجومية في الجنوب وفي الشمال.
وفي نهاية المطاف الكارثة الأكبر.
في خطابه الذي القاه في نهاية دورة ضباط في بداية هذا الأسبوع، تنصل نتنياهو (لفظيا على الأقل) من عقيدة الاحتواء التي قادها في سنوات حكمه الكثيرة، ووضع للنظام الجديد في سوريا خط ثابت وواضح: “نحن نطالب بنزع كامل للسلاح في جنوب سوريا… أيضا لن نتحمل أي تهديد للطائفة الدرزية”، قال وأضاف. “الجيش الإسرائيلي سيبقى في المنطقة العزلة لفترة غير محدودة… ونحن سنحتفظ أيضا بمناطق في لبنان الى أن يقوم لبنان بالوفاء بتعهداته في الاتفاق”.
من اجل تجسيد جدية هذه الاقوال فان طائرات سلاح الجو قامت بقصف بنى تحتية عسكرية في جنوب دمشق، التي بقيت من النظام السابق. في المنطقة نفسها، حسب مصادر مختلفة، قوات برية إسرائيلية تقوم بمراقبة أن لا تدق أي قوة أو مليشيا أو النظام الجديد وتد في جنوب دمشق. تداعيات هذه العقيدة الجديدة، اذا لم يتراجع نتنياهو عنها، ستكون ثورية. لأن العقيدة السابقة التي اتبعها سمحت بوجود حزب الله على طول الحدود ولم تمنع حدوث الاقتحام من جنوب الحدود (تذكرون الخيمة؟)، وشجعت حزب الله وحماس على شن حرب تدميرية، التي نواجه نتائجها المؤلمة بدون نجاح زائد من سنة ونصف.
الزعيم السوري الجديد احمد الشرع قام بالاحتجاج، كما هو مطلوب منه، على مضمون الخطاب، لكنه سلم بالمعنى العملياتي له. فقد سارع الى استدعاء رؤساء الطائفة الدرزية ونقل اليهم (خاصة لإسرائيل) رسائل بعيدة المدى: “نحن نريد السلام… نريد بناء دولة، وتقديم الخدمات… لا توجد لنا أي نية لشن الحرب على أي أحد… نظام الحكم في سوريا يعمل على مصادرة السلاح الذي يتم ارساله الى حزب الله عن طريق سوريا”. هذه الاقوال هي اقوال ثورية، شريطة أن يتمكن بارادته وبنيته، تطبيقها.
ماذا بشأن نتنياهو؟ هو يكشف فجأة أن التمسك – المدعوم بالافعال – بطلبات إسرائيل الأمنية تتم الاستجابة لها (حتى لو كان ذلك مع صك الاسنان). أيضا النغمة التي تخرج من البقاع في لبنان آخذة في التغير. أذننا تسمع.
لو أنه تم في السابق اتباع مثل هذه السياسة، التي طلب الكثير من الأشخاص الطيبيت اتباعها، لكانت حماس بقيت قوة هامشية لا يوجد لديها ما يمكن أن يشكل خطر على إسرائيل، وبالتأكيد ما كان يمكنها تنفيذ مذبحة 7 أكتوبر، وحزب الله كان ربما سيبقى منظمة دينية متعصبة، لكن بدون قوة فتاكة، مثل القوة التي حاربت ضدنا في المعركة الأخيرة.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-02-28 19:44:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>