اشترك في :

قناة واتس اب
عين على العدو

هآرتس: ماذا لو اختبأ خمسة مخربين في المستشفى في غزة؟

هآرتس 29/12/2024، جدعون ليفي: ماذا لو اختبأ خمسة مخربين في المستشفى في غزة؟

الجيش اقتحم فجر أول أمس مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا وأمر المرضى والجرحى واعضاء الطاقم الطبي باخلائه. عشرات الاشخاص الذين كانوا في حالة ذهول، والذين بعضهم بصعوبة كان يمكنهم الوقوف، تجمعوا في ساحة المستشفى في تلك الليلة شديدة البرد، وعندها أمرهم الجنود بخلع ملابسهم والبدء في السير. هناك فيلم فيديو تظهر فيه قافلة تتمركز فوق الرمال بين الانقاض، رجال بدون ملابس يرفعون ايديهم وحولهم الدبابات، في حالة اذلال كبيرة. تم تركهم بدون ملابس في ليلة باردة في غزة، ومن خلفهم بقي من يحتضرون وبعض اعضاء الطاقم الطبي الذين لم يتخلوا عنهم، 25 شخص تقريبا.

الجيش الاسرائيلي قام بقصف المستشفى، وقتل خمسة من اعضاء الطاقم الطبي، النار اشتعلت واحرقت قسم الجراحة والمختبر في المستشفى. بعض المرضى تم نقلهم الى ما تبقى من المستشفى الاندونيسي الذي اقتحمه الجيش قبل ثلاثة ايام. عشرات الاشخاص تم اختطافهم للتحقيق من مستشفى كمال عدوان، من بينهم مدير المستشفى الدكتور اسامة أبو صفية، الذي تم اطلاق سراحه أمس حسب علمنا. لقد كان اطباء في غزة ماتوا اثناء التحقيق وفي السجن. ابراهيم، ابن الطبيب الذي لم يترك المرضى، قتل قبل بضعة اشهر وتم دفنه في ساحة المستشفى.

أنا كتبت “مستشفى كمال عدوان”، ولكن في المرة الاخيرة التي زرته فيها في 2006، وصفته بـ “عيادة بائسة”. على عربة يجرها حماس نقلوا في حينه مسن مصاب الى ما بدا كعيادة في العالم الثالث أكثر مما يبدو مستشفى.

هناك شك كبير اذا كانت اعمال التطوير والاستثمارات المدنية في غزة في سنوات الحصار التي انقضت منذ ذلك الحين، قد رفعت كمال عدوان الى مستوى مستشفى، لكنه المكان الاخير الذي بقي في شمال القطاع والذي قدم العلاج لبقايا اللاجئين الذين لم يهربوا حتى الآن من التطهير العرقي. كم من المرضى والجرحى سيجتازون الليالي القادمة؟ هذا لا نعرفه.

المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي سارع الى القيام بدوره، التغطية على الجرائم. القوات عملت في المستشفى في اعقاب معلومات استخبارية مسبقة عن وجود مخربين وبنى ارهابية وتنفيذ نشاطات ارهابية في المكان. لم يتم تقديم أي دليل على ذلك أمس، ايضا الحريق في المستشفى لم يقم الجيش باشعاله. هل الجيش الاسرائيلي يقوم باحراق المستشفيات؟ هذا أمر لا يخطر بالبال. “لم يتم العثور على أي صلة بين الحريق وقوات الجيش”، جاء من الجيش. ربما صاعقة اصابت قسم الجراحة، أو أن النار اشتعلت بسبب سيجارة مريض.

في الفترة الاخيرة قتل الجيش الاسرائيلي خمسة من الصحافيين في غزة داخل سيارة كانت تحمل لوحة الصحافة، وقال إن الامر يتعلق بـ “مخربين في قسم الاعلام الحربي”. “الاعلام الحربي” لهم كان بالتأكيد أقل بكثير من الاعلام الحربي لكل المراسلين العسكريين في اسرائيل، لكن لو أن حماس قامت بقتل خمسة من المراسلين الاسرائيليين لكان الصراخ وصل الى عنان السماء. قبل يوم من ذلك منع الجيش اخلاء امرأتين اصيبتا في الهجوم على بيت في مخيم طولكرم، وتمت محاصرتهما في البيت وتوفيتا. غزة ايضا في طولكرم.

لم تعد هناك حرب في غزة، فقط قتل وتدمير من جانب واحد، الذي بين حين وآخر يتم خرقه ببعض التشنجات الاخيرة للمقاومة. ولكن عندما يكون الهدف هو التطهير العرقي والابادة الجماعية فان العمل لا يتوقف للحظة. فهو يبرر كل الوسائل.

بعد 14 شهر على القتل والتدمير الهستيري فانه لم يبق أي “بنى ارهابية” في مستشفى كمال عدوان. ببساطة لأنه لم يبق أي بنى تحتية، سواء للارهاب أو للحياة، في شمال القطاع. هذه القصص الخيالية استهدفت تطهير التطهير العرقي، الذي يقتضي التدمير المطلق من اجل أن لا يستطيع أي أحد العودة الى بيته، بالضبط مثلما في النكبة السابقة. لنفترض أنه من بين المرضى على الأسرة الذين كانوا يحتضرون في المستشفى كان يختبيء خمسة مخربين وربما حتى ستة. في كانون الاول 2024 اسرائيل ما زالت تعتقد أنه مسموح لها الهياج كما تشاء مثلما في تشرين الاول 2023، حتى في المستشفيات.

مركز الناطور للدراسات والابحاث فيسبوك

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2024-12-29 15:50:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى