هآرتس: “نعم” لنفتالي بينيت لرئاسة الحكومة
هآرتس 5/1/2025، ديمتري شومسكي: “نعم” لنفتالي بينيت لرئاسة الحكومة
رام فرومان خرج مؤخرا وبقوة ضد فكرة دعم نفتالي بينيت كمرشح لرئاسة الوزراء بدلا من نتنياهو (“هآرتس”، 25/12/2024). حسب قوله فان كل الاسرائيليين العلمانيين – الليبراليين الذين يظهرون الاستعداد للتصويت له اذا قام بتشكيل حزب جديد، نسوا السجل القومي الديني المناهض لليبرالية الذي قام بينيت بمراكمته في الـ 15 سنة الاخيرة.
بينيت شكل وبحق مع اييلت شكيد جمعية “اسرائيل خاصتي” في 2010، التي ساهمت بشكل كبير في تعزيز حكم نتنياهو. وعندما شغل منصب وزير التعليم في حكومة نتنياهو فقد ساهم بشكل جوهري في تعزيز تهويد التعليم الرسمي. وعندما كان رئيس حكومة التغيير (الامر الذي يناسب المدير العام السابق لمجلس “يشع”)، تجاوز من اليمين حكومات نتنياهو السابقة وزاد بشكل كبير تمويل مشروع الاستيطان. ازاء كل ذلك، يقول فرومان، فان تحالف الجمهور الليبرالي في اسرائيل مع بينيت من اجل استبدال نتنياهو هو خطوة انتحارية، ستقود اسرائيل من الدلف الى المزراب.
سيتم القول على الفور، بشكل واضح جدا، بأنه محظور على الجمهور الليبرالي الذي يميل نحو اليسار في مواقفه السياسية، ناهيك عن التحدث عن جمهور مصوتي اليسار الواضح، التصويت لاسباب “استراتيجية” ليميني ايديولوجي واضح مثل بينيت. بدلا من ذلك يجب على هذا الجمهور بذل الجهد الكبير من اجل ترميم المعسكر الديمقراطي – الليبرالي في اسرائيل الذي بدأ في الظهور واصبح الآن بقيادة يئير غولان.
لكن مجرد فكرة أنه في فترة النقاهة المأمولة من صدمة نتنياهو، سيترأس حكومة اسرائيل زعيم وطني مثل بينيت، هي فكرة مباركة ومن الضروري دعمها. محاولة فرومان تشويه هذه الفكرة بواسطة استعراض تاريخي للسنوات التي سبقت الكارثة القومية المزدوجة لاسرائيل – تشكيل الحكومة القومية – الكهانية الاولى في تاريخ الدولة والمذبحة في 7 اكتوبر – تدل على أنه عالق في الماضي قبل هذه الفوضى، ولم ينتبه الى معنى التغيير التكتوني الذي مر على المجتمع الاسرائيلي في السنتين الاخيرتين. التطور الكارثي الذي حدث في اسرائيل تحت حكومة الدمار الوطني هو كهننة سريعة وشاملة لليمين الاسرائيلي. ولأن كل المجتمع الاسرائيلي تحرك نحو اليمين قبل سنوات من ذلك فان كهننة اليمين تعني بالفعل زيادة كهننة الجمهور الواسع في اسرائيل. ازاء هذه الامور فان المهمة المستعجلة في اطار الاصلاح الداخلي المأمول في اسرائيل بعد نتنياهو يجب أن تكون نزع كهننة وفاشية اليمين – لا يوجد شخص مناسب لهذه المهمة مثل نفتالي بينيت، وذلك لثلاثة اسباب.
السبب الاول هو أن بينيت يميني بارز. ففي نهاية المطاف مفهوم ضمنا بأن عملية التنصل الداخلي لليمين من توجهات الكهانية يمكن أن يدفعها قدما وبنجاح فقط شخص يميني بكل معنى الكلمة. السبب الثاني هو أن بينيت يدرك كم هو جيد لو أن كل يميني قومي ونزيه في اسرائيل يعرف المفهوم ضمنا: أن اليساريين ليسوا اقل اخلاصا للشعب من اليمينيين.
هذا الادراك كان بضاعة نادرة، الى درجة العدم، في اليمين في ظل نزع شرعية اليسار في عهد نتنياهو. ولكن هذا هو بالضبط ما قاله بينيت بعد هزيمته في الانتخابات الاخيرة: “اليساريون يحبون الدولة ليس اقل من اليمينين، باستثناء أنهم يتبنون مواقف مختلفة حول التوجه الصحيح”. اذا كان وبحق كرئيس حكومة سيبذل الجهود من اجل غرس هذه الرؤية في خطاب اليمين فهو بذلك خدمة اغلى من الثمن لعملية تطهير سم الكراهية القاتلة التي تعمل على قضم المجتمع الاسرائيلي من الداخل في عهد البيبية.
السبب الثالث هو أن بينيت، الذي يتمتع بحبه العميق لاسرائيل، اظهر بالاشارات والمعجزات أن حب اسرائيل لا ينبغي أن ينطوي على كراهية الامم. وقد اوضح ذلك عندما كان يتولى رئيس حكومة التغيير. ورغم الكراهية ونزع الشرعية عن الاقلية العربية في اسرائيل، التي سيطرت على اليمين بشكل كامل، لا سيما بعد اقوال التحريض لنتنياهو ضد العرب في انتخابات 2015 (“العرب يتدفقون الى صناديق الاقتراع بجموعهم”)، إلا أن بينيت تجرأ على التعاون في اطار الائتلاف مع حزب عربي مسلم وطور علاقات ثقة واحترام متبادلة مع رئيسه منصور عباس.
وقد كتب فرومان، كما يبدو هو محق في ذلك، بأنه ذات يوم بينيت سينجح في افضل الحالات في الحصول على اربعة مقاعد في اوساط جمهور معتمري القبعات المنسوجة. مع ذلك، لا يوجد شك بأنه ازاء ابعاد الدمار والفساد الذي تسبب به نتنياهو وامثاله لاسرائيل فانه توجد لبينيت امكانية كامنة في الانتخابات غير قليلة، سواء في اوساط مصوتي المعسكر الرسمي أو في الجناح المعتدل لمصوتي الليكود.
يجب رؤية الواقع كما هو: للاسف الشديد، حلم دولتان لشعبين في ارض اسرائيل/ فلسطين، الطريقة الوحيدة لضمان سلامة وأمن وشرعية وجود الدولة اليهودية، ابتعد بعد مذبحة 7 اكتوبر والقتل الجماعي لسكان غزة في اعقابها، نحو مستقبل مجهول وبعيد حتى أكثر مما كان في السابق. الحكومة المتوقعة برئاسة يئير لبيد، ولا نريد التحدث عن بني غانتس الذي موقفه الوحيد هو أنه محظور أن يكون للمرء أي موقف، لن تدفع قدما بالعملية السياسية حتى شبر واحد، وستواصل الدفاع قدما بمشروع السلب الانتحاري للاستيطان، بالضبط كما ستفعل الحكومة المقدرة لبينيت.
في ظل حكومة برئاسة لبيد أو غانتس، أو في ظل أي حكومة لها هوية فكرية مطموسة، فان اليمين في اسرائيل سيواصل الاندفاع نحو النازية المطلقة، لأن حكومة واسعة بقيادة حزب اليمين لبينيت مع حزب الديمقراطيين فيها، على الاقل ستبدأ في اعادة الطابع الانساني لليمين في اسرائيل. واذا تمكن بينيت من الدفع قدما بهذه الخطوة فان هذا كاف.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-05 13:00:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>