هآرتس: وماذا بعد اليوم التالي؟

هآرتس 25/2/2025، الوف بن: وماذا بعد اليوم التالي؟
موسم الانتخابات يقترب، وفي طرف “فقط ليس بيبي” يتأثرون قبل تتويج نفتالي بينيت كزعيم جديد للمعسكر، الذي سيقود المعركة الحاسمة ضد بنيامين نتنياهو. خائبو الأمل من بني غانتس، يئير لبيد، غادي ايزنكوت وجدعون ساعر، يعلقون الآن الآمال على الزعيم الفاشل لـ “حكومة التغيير”، الذي يستعد للعودة (رفيف دروكر، “ما الذي ينتظره بينيت”، “هآرتس”، أمس). اليميني المتطرف السابق يمكنه أن ينقل الاصوات من الطرف البيبي الى ما كان يسمى ذات مرة “الوسط – يسار”، وارسال نتنياهو الى البيت مرة والى الأبد.
بينيت نجح في السابق في التلاعب بنتنياهو والوقوف بنجاح ضده. وتوجد له قدرة مثبتة على التركيز على الهدف وكسب ود المحيطين به واطلاق الشعارات القابلة للاستيعاب، مثل لمن نسي: “توقفنا عن الاعتذار”، “يخافون من المدعي العسكري العام اكثر من السنوار”، “بينيت سيهزم حماس، وشكيد ستهزم المحكمة العليا”. والاكثر اهمية هو أنه من غير المسؤولين المباشرين عن كارثة 7 اكتوبر. ولكن مهمته في هذه المرة معقدة اكثر مما في السابق أمام نتنياهو. مشكلة بينيت وكتلة “فقط ليس بيبي” الاولى ستكون السحب على المكشوف لعشرات آلاف الناخبين الذين غادروا البلاد قبل الحرب وخلالها. “هجرة الثمانين ألف” تتعلق بمعارضي نتنياهو الذين سئموا من حكمه ومن الاضرار الشديدة التي الحقها باسرائيل. هؤلاء لن يعودوا بسرعة ولن يقفزوا الى رحلات شركة “ال عال” من اجل التصويت، الامر الذي يمكن أن يغري نتنياهو ويقوم بالدعوة الى اجراء انتخابات مبكرة، لأنه يوجد مصوتون من المعارضة في تايوان واليونان والبرتغال.
المشكلة الثانية هي اكثر شدة وهي عدم وجود رسالة. معارضو نتنياهو يقدمون الآن طلبين مهمين: اعادة المخطوفين وتشكيل لجنة تحقيق رسمية في اخفاقات 7 اكتوبر. وفي اساسهما يوجد التوق الى العالم القديم الذي كان قبل هجوم حماس. وماذا بعد ذلك؟ الى أين ستذهب الدولة بعد اعادة المخطوفين، مع أو بدون لجنة تحقيق؟. معسكر بيبي لديه جواب واحد وهو أن العرب هم نازيون وأن الترانسفير هو الحل الوحيد، وترامب معنا. صفحة الرسائل هذه لها شعبية كبيرة في اوساط الجمهور اليهودي، وهي تنطلق في كل برنامج في التلفزيون. نتنياهو يعززها بالوعد بالحرب الخالدة وتوسيع حدود الدولة، ويركب في الطريق الى صناديق الاقتراع على موجة تقوية التدين والقومية المتطرفة في الجيش، الثقافة وفي اوساط المخطوفين العائدين.
ماذا يوجد في المقابل؟ لا شيء. يئير غولان (“الطريقة الوحيدة لتدمير حماس”، “هآرتس”، أمس)، يطرح نموذج معقد لادارة غزة في اليوم التالي. اذا فهمت بشكل صحيح فان غولان يقترح احتلال طويل للقطاع (“اشراف عملياتي وثيق”)، ونقله على مراحل الى نظام فلسطيني معتدل. كاتب محتوى فقير سيضطر الى استخلاص شعار لهذه الحملة. يجب عليه البحث عنه في “اليس في بلاد العجائب”. ومثل اصدقاءه في الكتلة فان غولان يتجنب، وهو زعيم بقايا اليسار بقدر استطاعته، مصطلح “الدولة الفلسطينية” وحتى “السلطة الفلسطينية. هذا مخجل لأن اليمين سيظهر دائما مقنع اكثر منه في اقتراحات الاحتلال والهدم والطرد.
مأساة اليسار والوسط هي غياب المرشحين الذين يعودون الى الاساس الفكري للمعسكر الليبرالي: تقسيم البلاد الى دولتين كاساس لاتفاق سلام اقليمي، مساواة كاملة بين الاسرائيليين من الشعبين. من غير السهل تسويق ذلك بعد 7 اكتوبر، لكن هذه هي الرسالة الشاملة والعادلة، التي تطرح البديل الفكري والقيمي للتطهير العرقي الذي يطرحه البيبيون. والى أن يتجرأ أي أحد على قول كلمة “سلام” بدون اعتذار، نحن سنبقى مع اليمين بدون بيبي، الذي يقترحه بينيت. ربما بالنسبة له الترانسفير سينزلق بصورة اسهل في الحلق.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-02-25 16:17:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>