هآرتس: يجب الاعتراف بقيود القوة: حماس تسيطر على غزة، معها يجب أن نتحدث

هآرتس 13/3/2025، جدعون ليفي: يجب الاعتراف بقيود القوة: حماس تسيطر على غزة، معها يجب أن نتحدث
في نهاية المطاف حماس ستبقى. بعد 17 شهر دموية حماس بقيت قائمة. بعد مئات الجنود الإسرائيليين وعشرات الآلاف من سكان غزة القتلى حماس بقيت. بعد تدمير بابعاد دريزدن، حماس بقيت. بعد عدد لا يحصى من وعود إسرائيل حماس بقيت. عمليا، فقط حماس بقيت في قطاع غزة. يجب الاعتراف بذلك واستخلاص الدروس.
ما لم يتم تحقيقه في 17 شهر لن يتم تحقيقه بعد 17 شهر أخرى. ما لم يتم تحقيقه بالقوة الأكثر بربرية في تاريخ إسرائيل لن يتحقق بعد المزيد من القوة البربرية. حماس هنا من اجل أن تبقى. هي تضررت بشكل كبير من ناحية عسكرية، لكنها ستنهض. سياسيا وفكريا هي تعززت في الحرب. بعد أن قامت باحياء القضية الفلسطينية التي قالت إسرائيل والعالم بأنه يجب نسيانها. حماس بقيت وإسرائيل لا يمكنها تغيير ذلك.
لا يمكنها تتويج جسم آخر في غزة. ليس فقط لأنه مشكوك فيه أن يكون مثل هذا الجسم، بل بالأساس لأن هناك قيود للديكتاتورية. هي لا يمكنها استبدال نظام لشعب آخر، مثلما فعلت الولايات المتحدة ذلك ذات يوم. لذلك، الحديث عن “اليوم التالي” هو أمر مضلل. لا يوجد يوم بعد حماس، ويبدو أيضا أنه لن يكون في القريب. لأن حماس هي الجسم السلطوي الوحيد في غزة، على الأقل في الواقع الحالي الذي يصعب تغييره. “اليوم التالي”، لذلك، سيكون يوم مع حماس. يجب التعود على ذلك.
الاستنتاج الأول من ذلك هو بالطبع عدم الجدوى من استئناف الحرب. هذه ستقتل آخر المخطوفين، إضافة الى عشرات الآلاف من سكان القطاع. أيضا في نهايتها الثانية حماس ستبقى. ولكن هذا الوضع الصعب أيضا يبقي ثغرة للتغيير في غزة، اذا استوعبت إسرائيل والولايات المتحدة عملية بقاء حماس. هذه منظمة صعبة وعنيفة، لا بديل لها. كان من الأفضل أن يكون لغزة حكم آخر – مثلا حزب اشتراكي ديمقراطي من السويد، لكن هذه الاحتمالية لا تلوح في الأفق في القريب.
من “حكم العشائر” المضحك ومرورا باستيراد السلطة الفلسطينية الى غزة على جنازير الدبابات الإسرائيلية، وحتى “حكومة التكنوقراط” المعقدة – كل ذلك أحلام وردية. ملك غزة سيكون من حماس، أو سيتم تتويجه بموافقتها. لا يمكن تتويج أي أحد في غزة، ولا حتى محمد دحلان الكاريزماتي رغم أنف حماس. السلطة الفلسطينية التي تحتضر ببطء في الضفة الغربية، هي أيضا لن تبعث الى الحياة فجأة في غزة. من أراد حكم آخر في غزة كان يجب عليه التفكير في ذلك عند الانفصال، الذي كان يجب تنفيذه في اطار الاتفاق مع السلطة. ولكن في الاختيار بين الجيد والسيء إسرائيل ستفضل دائما الخيار الثاني.
حماس هي اذا اسم اللعبة، سواء اردنا ذلك أم لا. هذه ليست حقيقة تبث الامل بشكل خاص، لكن يجدر الاعتراف بقيود القوة، وهو الامر الذي تجد إسرائيل والولايات المتحدة صعوبة فيه. بدلا من منع حرب أخرى من اجل “تدمير سلطة حماس” يجب التعود على وجودها. من هنا من الجدير محاولة التحدث معها حتى بعد 7 أكتوبر، بالأساس بعد 7 أكتوبر.
الانتقام، قمنا به بشكل كامل. وتمت معاقبة القادة والقتلة والمغتصبين والخاطفين ومساعديهم. منذ 17 شهر وإسرائيل تجري مفاوضات مع حماس، حتى لو لم تكن مباشرة. الولايات المتحدة تحدثت مباشرة مع حماس والسماء لم تسقط. وقد أدت المحادثات الى اتفاقات التزمت بها حماس، الامر الذي لا يظهر فقط قوتها، بل أيضا الوفاء بوعودها. لو أن إسرائيل التزمت بالوعود كما فعلت حماس لكنا الآن في المرحلة الثانية والمرحلة الثالثة في اتفاق وقف اطلاق النار.
لو أنه كان في إسرائيل سياسي لديه الشجاعة والرؤية، الامر عديم الاحتمالية كما يبدو، لكان سيحاول التحدث مع حماس. بشكل مباشر وعلني وامام الجميع، في غزة أو في القدس. نحن غفرنا لألمانيا، وسنغفر لحماس اذا ظهر لديها زعيم شجاع. في هذه الاثناء من الجدير تحديها ومحاولة ذلك. هناك القليل مما سنخسره من ذلك مقارنة بالخسارة في جولة أخرى هستيرية من القصف والتفجير.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-03-13 15:39:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>