هل تستطيع طائرات ميغ-29 الإيرانية الصمود أمام المقاتلات الإسرائيلية؟
وعلى الرغم من أن إيران تعتمد استراتيجيًا على أنظمة الدفاع الجوي الأرضية وتملك مجموعة كبيرة من الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية للردع، فإنها تحتفظ أيضًا بأسطول من الطائرات المقاتلة لتعزيز دفاعها الجوي. ومن بين هذه الطائرات، تُبرز طائرات ميغ-29 السوفييتية الأصل باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية طهران الدفاعية، حيث يُقدر أن سربين منها يعملان بحوالي 35 طائرة. إن فهم وظائف هذه المقاتلات أمر حيوي عند تقييم قدرة إيران على حماية عاصمتها وسط التوترات الإقليمية المتصاعدة.
تعود رحلة الطيران العسكري الإيراني إلى التغييرات التي أعقبت الثورة الإسلامية عام 1979. ومع رحيل المرشد الأعلى المناهض للسوفييت روح الله الخميني في عام 1989، شهدت إيران تخفيفًا لعلاقاتها المتوترة مع الاتحاد السوفييتي. سمح هذا الدفء الدبلوماسي بتحقيق مكاسب سريعة في التكنولوجيا العسكرية، وبالتالي وضع إيران كمستقبل مهم للأسلحة السوفييتية.
وتشمل الخصائص التقنية لطائرة ميغ-29 سرعة قصوى تبلغ 2400 كيلومتر في الساعة ونصف قطر تشغيلي يبلغ حوالي 1500 كيلومتر، مما يسمح للقوات الجوية الإيرانية بإجراء رحلات طويلة المدى والاستجابة السريعة للتهديدات.
بالإضافة إلى ذلك، تم تجهيز الطائرة بمحركين من طراز RD-33، مما يوفر قدرة مناورة ممتازة، وهو أمر بالغ الأهمية في معظم المعارك الجوية. كما تتمتع طائرة ميغ-29 بسعة حمولة، مما يسمح لها بحمل أسلحة مختلفة، بما في ذلك صواريخ جو-جو R-73 وR-27، والتي توفر للطيارين الإيرانيين قوة نيران كبيرة.
على الرغم من أن الخصائص التقنية لطائرات ميغ-29 الإيرانية تقدم مزايا في سياق التكوين العسكري الإقليمي، إلا أن قدرتها التشغيلية محدودة بسبب التكنولوجيا القديمة. تحتوي الطائرة على أنظمة ملاحة واتصالات لم يتم تحديثها منذ وقت إنتاجها، مما يجعل أي مواجهة بينها وبين الطائرات الغربية الأكثر حداثة أمرًا صعبًا.
بالإضافة إلى ذلك، بالمقارنة مع الأجيال الجديدة من المقاتلات مثل إف-35 الإسرائيلية، تعاني ميغ-29 من قيود في تكنولوجيا الرادار وقدرات الاستطلاع. ومع ذلك، تظل ميغ-29 عنصرًا حيويًا في النهج الاستراتيجي لإيران للدفاع عن مجالها الجوي، وخاصة في سياق التهديدات العسكرية المتزايدة من إسرائيل والولايات المتحدة.
في غضون عامين فقط، عززت إيران قوتها الجوية بشكل كبير من خلال الاستحواذ على أسراب ميغ-29 وأسطول من طائرات سو-24 إم الضاربة. تم تقديم ميغ-29 لأول مرة إلى القوات الجوية السوفيتية في عام 1982، وكانت جزءًا أساسيًا من مجموعة أدوات الجيش السوفيتي. بمرور الوقت، أصبحت الخيار الأول للتصدير، ووجدت طريقها إلى دول مثل الهند وكوريا الشمالية وسوريا، واكتسبت سمعة كطائرة مقاتلة موثوقة وقوية.
تصنف ميغ-29 على أنها مقاتلة متوسطة الوزن، وتتمركز استراتيجيًا من حيث الحجم والقدرات بين طائرتي إف-16 وإف-15 الأمريكيتين. أداءها المتميز في خفة الحركة والتنوع في الطيران يجعلها جيدة في القتال الجوي القريب. ومن المزايا الفريدة لهذه المقاتلة قدرتها على الإقلاع من مطارات مؤقتة، وهو ما يشكل ميزة كبيرة للدول ذات البنية التحتية المحدودة.
إن العامل الحقيقي الذي يغير قواعد اللعبة هو دمجها لصاروخ جو-جو R-73، والذي اشتهر بقوته الاستثنائية في الاستهداف خارج خط التصويب. وهذا يعزز بشكل كبير من قدرات مقاتلة ميغ-29 القتالية، مما يسمح لها بمواجهة الطائرات العودة على مدى الرؤية بدقة ملحوظة.
على الرغم من هذه المزاياها، فإن المد الجيوسياسي تحول بشكل كبير بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في عام 1991. لم يضع هذا التفكك حداً لمزيد من عمليات الاستحواذ لإيران فحسب، بل حد أيضاً من قدرتها على الوصول إلى الإصدارات المتقدمة من ميغ-29 وغيرها من الطائرات المقاتلة الروسية الحديثة، مثل ميغ-31 وسو-27.
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2024-10-13 17:07:00