هل حقًا يجدد جسم الإنسان نفسه كل 7 سنوات؟

اعتقد جميع الناس خلال مرحلة ما من حياتهم أن جسم الإنسان يجدد نفسه بالكامل مرة كل سبع سنوات. تكمن المشكلة بأن المعلومة السابقة ليست صحيحة، فماذا يحصل داخل الجسم البشري في الحقيقة؟
يجب أولًا فهم السبب الذي أصبحت نتيجته المعلومة السابقة خرافة شائعة للغاية. يعود غالبًا أصل المعلومة السابقة إلى ورقة بحثية نُشرت عام 2005 لأسلوب دراسة كان جديدًا حينذاك، واستخدم تحديد عمر خلايا جسم الإنسان، إذ أبلغ أحد مؤلفي الورقة البحثية السابقة، مع أخذ جميع أنواع الخلايا البشرية بالاعتبار، بأن متوسط فترة حياة خلايا الجسم تتراوح من 7 إلى 10 سنوات تقريبًا.
تتضمن تلك الخرافة الشائعة شيئًا من الحقيقة إذا كان جسم الإنسان يتكون من نوع واحد فقط من الخلايا، ما يعني أن كل خلية من خلايا الجسم ستشكل خلية جديدة وتموت هي ذاتها في الوقت نفسه مرة كل سبع سنوات تقريبًا، بشكل متسق ومنظم.
في الواقع يحتوي جسم الإنسان الكثير للغاية من أنواع الخلايا، لكل منها وظائف واحتياجات خاصة بها، تجتمع معًا لتشكل أعضاء تؤدي أدوارًا مختلفة وتتطلب احتياجات مختلفة. يعني ذلك أن بعض أنواع خلايا جسم الإنسان تجدد نفسها بمعدل أسرع من بعض الأنواع الأخرى، ولم يتمكن العلماء حتى الآن من تحديد معدل وسطي لجميع الأنواع.
لنأخذ مثلًا خلايا الطبقة الأولى من بطانة المعدة التي تُسمى الطبقة المخاطية السطحية. تتمثل وظيفة هذه الخلايا بإنتاج المخاط الذي يحمي بطانة المعدة من حمضها القوي المسبب للتآكل. تتطلب الوظيفة الدفاعية المهمة التي تؤديها هذه الخلايا أن تكون في أفضل حال دائمًا، ما يفسر معدل التجدد العالي لهذه الخلايا، الذي يبلغ مرة كل 10 أيام.
أما الخلايا الظهارية المعدية المعوية، وهي الخلايا التي تبطن كامل جهاز الهضم وليس فقط المعدة، فتمثل نحو 12% من عمليات التجديد والتبدل التي تحدث في جسم الإنسان يوميًا. تتجدد يوميًا نحو 330 مليار خلية ضمن جسم الإنسان، ما يبرز أهمية النسبة السابقة.
تحتل خلايا الدم، تحديدًا كريات الدم الحمراء، التي يقدر متوسط عمرها بنحو 120 يومًا، المركز الأول ضمن معدل التجديد اليومي في الجسم بنسبة 65%، في حين تشكل جميع أنواع خلايا الدم معًا 90%.
بالمقابل يحوي جسم الإنسان خلايا تحافظ على ذاتها طوال العمر دون تجدد، مثل خلايا الجهاز العصبي المركزي. يفسر ذلك الخطورة العالية لأذيات الدماغ والنخاع الشوكي، إذ لا تتجدد الخلايا العصبية تلقائيًا مثل معظم أنواع الخلايا. تحافظ الخلايا العصبية في الحالات الطبيعية على ذاتها طوال فترة أداء جسم الإنسان وظائفه، ويعتقد بعض العلماء أن الخلايا العصبية قد تواصل أداء عملها حتى بعد زرعها في جسم إنسان آخر.
اقرأ أيضًا:
عضو عديم الفائدة في جسم الإنسان قد يساعد على محاربة السرطان!
هل يُعد فيتامين د سر إبطاء شيخوخة الإنسان؟
ترجمة: رهف وقاف
تدقيق: أكرم محيي الدين
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.ibelieveinsci.com
بتاريخ:2025-03-22 23:30:00
الكاتب:رهف وقاف
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>