هل يساعد خل التفاح على إنقاص الوزن؟
يُعد خل التفاح مادةً جيدة للجسم، ويجب أن يكون متوفرًا دائمًا في المنزل، لكن ماذا عن فوائده المزعومة في فقدان الوزن؟
لا يُعد خل التفاح عقارًا سحريًا، فهو لا يعالج حب الشباب أو السعفة أو حتى الثآليل من أي نوع، منتضمنةً التناسلية. ولا يجب استخدامه جلديًّا على الإطلاق -ما لم يكن جزءًا من منتج للعناية بالبشرة- كي لا يُحدث حرقًا كيميائيًا.
ما خل التفاح؟ وما فوائده الصحية؟
هو عصير تفاح مخمر مرتين، في أثناء عملية التخمير ينشأ حمض الخل، وهو المركب الكيميائي الذي يمنح الخل رائحته المميزة.
يظن بعض الباحثين أن لحمض الخل فوائد صحية. توجد الكثير من الادعاءات الخاطئة المتعلقة بخل التفاح، لكن هناك أيضًا دراسات علمية تشير إلى أنه يتمتع بالعديد من الفوائد، منها:
- يساعد على خفض الكولسترول: تشير الأبحاث إلى أن خل التفاح يقلل من الكولسترول الكلي في الجسم، ومن ثلاثي الغليسيريدات (الدهون الموجودة في الدم)، ويرفع من مستويات الكولسترول الجيد.
- يساعد على ضبط مستوى السكر في الدم: وجدت دراسة دليلًا على تحسن مستوى السكر في الدم عند تناول خل التفاح مع وجبة تحتوي على كربوهيدرات معقدة.
يعمل خل التفاح على إبطاء انتقال الطعام من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة -إبطاء عملية الإفراغ المعدي- وعلى إبطاء امتصاص جزيئات الغلوكوز، لكنه لا يُعد بديلاً لعلاج السكري لأنه قد يسبب مضاعفات خطيرة.
- يعزز جهاز المناعة: نظرًا إلى أن خل التفاح مخمر، فإنه مليء بالبروبيوتيك الطبيعية، التي تعمل على توازن تركيبة البكتيريا المعوية وتحسن صحة المناعة.
- يمنع تلف الخلايا: يحتوي خل التفاح على مضادات الأكسدة، التي تحمي الخلايا من الجذور الحرة.
هل يساعد خل التفاح على فقدان الوزن؟
أعطت دراسة عام 2007 الأمل بأن خل التفاح قد يكون مفيدًا لفقدان الوزن، وأشارت الأبحاث إلى أن تناول من 1 إلى 2 أوقية من الخل في الصباح الباكر على مدى 12 أسبوعًا أدى إلى فقدان الوزن باعتدال، وتقليل مستويات ثلاثي الغليسيريدات.
ارتفعت الآمال أكثر عندما أفادت دراسة عام 2018 بأن المشاركين الذين استهلكوا من 1 إلى 2 ملاعق كبيرة من خل التفاح يوميًا، انخفض وزنهم بشكل كبير، وانخفض لديهم مؤشر كتلة الجسم، ونسبة الخصر إلى الورك، ومؤشر السمنة الحشوية.
لكن نتائج هذه الدراسة لم توحِ بالكثير من الثقة، فقد كانت الدراسة تضم 39 مشاركًا فقط، وركزت على إضافة خل التفاح إلى نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية، أي أنه لم يُعرف ما إذا كان فقدان الوزن ناتجًا عن تقليل السعرات الحرارية، أو عن تناول خل التفاح، أو كليهما معًا.
ولم يُطلب من المشاركين تقديم تقارير حول ما يتناولونه ضمن نظامهم الغذائي منخفض السعرات الحرارية، أو ما إذا كانوا يمارسون أي تمارين رياضية في أثناء ذلك.
لم تقتصر قيود الدراسة على ما سبق، فالمشاركون لم يكونوا محجوبين -أي أن الأشخاص الذين كانوا يتناولون خل التفاح كانوا يعلمون بذلك- وقد يكون لهذا تأثير نفسي على النتائج.
دور خل التفاح في السيطرة على الشهية:
قد لا يوجد رابط مباشر بين خل التفاح وفقدان الوزن، ولكن ماذا عن قمع الشهية؟
لا يفيد خل التفاح في قمع الشهية، فقد وجدت دراسة عام 2013 أنه بعد تناول خل التفاح شعر الناس بالشبع، لكن مع وجود مشكلة، فقد أدى تناول الناس لحمض الخل إلى الشعور بالغثيان وعدم الرغبة في تناول كميات كبيرة من الطعام.
لا يدعم أي شخص هذه الاستراتيجية لفقدان الوزن، بما في ذلك مؤلفو الدراسة أنفسهم.
أقيم تحليل بعدي للأبحاث عام 2022، وُجِد فيه أن نتائج الدراسات التي تربط بين تناول خل التفاح وقمع الشهية على المدى القصير كانت مختلطة على أفضل تقدير.
لم يوجد دليل على تأثيره طويل المدى على الشهية إطلاقًا، ولا يوجد ما يكفي من الأدلة التي تستدعي وجود خل التفاح في خطة فقدان الوزن أو ضبطه، مع أنه لا يمكن استبعاد فكرة أن خل التفاح قد يجعل الشخص يشعر بالشبع فترةً أطول.
دور خل التفاح في الهضم:
عندما يتعلق الأمر بعملية الهضم، هناك سببان يجعلان الناس يلجؤون إلى خل التفاح.
السبب الأول أن خل التفاح مصدر للبروبيوتيك، أي يُدخِل البكتيريا الجيدة إلى الأمعاء، ما يقلل من الالتهابات ويحافظ على الجهاز الهضمي.
أيضًا يُظن أن خل التفاح قد يساعد على تقليل حدوث الارتجاع المريئي، لكن الأمر ليس مثبتًا كما هو الحال في فقدان الوزن.
يجد العديد من الأشخاص أن خل التفاح يسبب إزعاجًا في المعدة، لذا يفضل للأشخاص الذين يعانون حرقة المعدة أو الارتجاع المعدي المريئي استخدام علاج مثبت سريريًا.
الاحتياطات والآثار الجانبية المحتملة:
لا يُعد خل التفاح محظورًا ما لم توجد حساسية أو عدم تحمل له، لكن يعاني بعض الأشخاص مشكلاتٍ معينة، لذلك يجب أن يكونوا حذرين في الكمية التي يستهلكونها، وتشمل هذه الحالات:
الأشخاص الذين يعانون مرض السكري:
توجد أدلة قاطعة تثبت أن خل التفاح قد يؤثر في مستوى السكر ومستوى الإنسولين في الدم، ما قد يسبب انخفاض مستوى السكر عند استخدامه مع الإنسولين.
الأشخاص الذين يعانون انخفاض مستويات البوتاسيوم:
قد يجعل خل التفاح الحالة أسوأ، لذلك تجب مراجعة الطبيب قبل إضافة خل التفاح إلى خطة التغذية.
الأشخاص الذين يتناولون مدرات البول (أقراص الماء):
في حال تناول أدوية مدرة للبول مثل لازيكس (فوروسيميد)، يجب تجنب استخدام خل التفاح لأنه قد يسبب زيادة التبول ومن ثم يزيد مخاطر حدوث التجفاف.
الأشخاص الذين يتناولون الملينات:
قد يحتوي خل التفاح على المغنيزيوم إضافةً إلى حمض الخل. يوجد معدن المغنيزيوم في العديد من الملينات التي تُباع دون وصفة طبية. يقول العديد من الأشخاص إن له تأثير ملين، لذا تجب مراجعة الطبيب قبل استخدامه بجانب علاج آخر للإمساك.
الأشخاص الذين يعانون خزل المعدة:
سواءً أكان الشخص يعاني خزل المعدة -حالة تصعّب تحرك الطعام عبر المسار الهضمي- نتيجة لمرض السكري أو حالة طبية أخرى، فمن المهم تجنب تناول خل التفاح، نظرًا إلى أنه يبطئ عملية إفراغ المعدة.
آخر ما يرغب فيه الشخص الذي يعاني خزل المعدة أن يتحرك الطعام عبر سبيله الهضمي أبطأ، لذا تجب مراجعة الطبيب قبل محاولة فقدان الوزن بأي شكل من الأشكال خاصةً خلال تناول خل التفاح علاجًا.
الأشخاص الذين يتناولون أدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم:
قد تقلل هذه الأدوية من مستويات البوتاسيوم في الدم، لذلك تجب استشارة الطبيب قبل البدء باستهلاك خل التفاح أو زيادة استهلاكه.
يعد طعم خل التفاح لاذعًا وحامضًا، لذلك لا يستطيع الجميع تحمله، حتى بعد تخفيفه. لا يجب استخدام خل التفاح حال الشعور بالغثيان أو عند عدم تحمل الطعم، فالفوائد المحتملة لا تستحق التعرض للآثار الجانبية.
قد يؤدي حمض الخل أيضًا إلى تآكل طبقة مينا الأسنان، أو إلى حرق الحلق في حال تناوله مباشرةً، لذا يجب تخفيفه بإضافة ملعقتين أو ثلاث ملاعق صغيرة إلى مشروب ما، ويمكن تناوله أيضًا بشكل حبوب أو بشكل مخصص للمضغ.
من الجيد إضافة خل التفاح إلى نظام غذائي صحي ومتوازن، لكنه قد لا يؤثر في الوزن.
ليس لخل التفاح القدرة السحرية على فقدان الوزن:
لا يعد خل التفاح علاجًا لكل شيء، ومن غير المرجح أن يسبب فقدان الوزن بشكل دائم، هذا لأن الجسم غير مبرمج على التخلي عن الوزن بسهولة، ما يُسمى نظرية النقطة المحددة.
عندما يبدأ الجسم بفقدان الوزن، يرسل إشارات كيميائية تزيد من الشهية والجوع، أي أن الجسم يحاول تعطيل عملية فقدان الوزن، في فعل مرتبط بغريزة الحفاظ على الحياة.
بسبب وجود هذا الدافع البيولوجي، قد لا يوجد حل سحري لفقدان الوزن. فعند استخدام كابحات الشهية مثل أدوية فقدان الوزن، يعمل هذا الدافع على استعادة الأرطال المفقودة لحظة التوقف عن تناول هذه الأدوية.
اقرأ أيضًا:
ما حقيقة المزاعم الشائعة عن استخدام خل التفاح علاجًا للسرطان والسكري؟
ترجمة: قيثارة درويش
تدقيق: أكرم محيي الدين
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.ibelieveinsci.com بتاريخ:2024-05-20 18:48:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي