هل يهاجم نتنياهو لبنان؟ – قناة العالم الاخبارية
كل هذه “الاخبار” ظهرت انها كاذبة ومزيفة، فخبر “ان اسرائيل ستهاجم لبنان خلال 48 ساعة” نفاه المتحدث باسم الوكالة رويترز، وقال انه غير صحيح، وان الوكالة لم تنشر مثل هذا الخبر. اما خبر اجلاء كندا لرعاياها من لبنان، فنفته السفارة الكندية في بيروت. كما تبين ان الأخبار حول سحب مجموعة من الدول الغربية سفراءها من لبنان، غير صحيحة ايضا. واما خبر صحيفة “التغراف” البريطانية حول تخزين حزب الله اسلحة في مطار بيروت، فنفاه وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، ووصفه بالسخيف، وأكد أنه سيقوم برفع دعوى قضائية ضد الصحيفة، وقام بدوره بتفقد مطار بيروت ودعا السفراء المعتمدين ووسائل الإعلام إلى جولة ميدانية اليوم الاثنين. اما مشاهد الازدحام على بوابات المغادرة في مطار بيروت، فتبين انها مزيفة، نشرتها حسابات على وسائل التواصل، لتثبيت اشاعة ان اللبنانيين يهربون بعد ان اصبحت الحرب على الابواب.
هذه الاخبار المزيفة والملفقة والشائعات، انتشرت في وقت واحد، الامر الذي يؤكد وجود جهة واحدة تدير الحرب النفسية التي تشن على الشعب اللبناني، لتحقيق هدف واحد، وهو التلاعب بالرأي العام اللبناني وقناعاته، وهذه الجهة مدعومة من الوكالات العالمية والمحطات الإعلامية الأوروبية والأميركية، المنحازة للكيان الاسرائيلي، وكذلك مدعومة من اذنابها في لبنان والمنطقة.
هذه الحرب النفسية، التي ظهرت انها منسقة ومتعمدة، جاءت لثبيت شائعة ان الحرب على لبنان واقعة لا محالة، بهدف تأليب الراي العام اللبناني ضد المقاومة وتحمليها مسؤولية “تدمير لبنان”، وبالتالي الضغط على المقاومة لإبعادها عن مساندة غزة، وتفكيك الوحدة بين ساحات المقاومة. لكن اللافت ان كل هذا السحر لم يأت باي نتيجة، بل على العكس فقد انقلب على ساحره، الذي بان ضعفه وضعف كيده بعد هذه الفضيحة، فضيحة الاكاذيب.
اكاذيب الايام الماضية، وتصاعد الحملة الإعلامية المترافقة بتهويل دبلوماسي ورسائل من كافة الأطراف بأن “الحرب على الأبواب”، كشفت عن امر في غاية الاهمية، وهو ان “اسرائيل” اضعف واجبن من ان تهاجم لبنان، لذلك لجأت الى هذه الفضيحة، فضيحة الاستعانة بهذه الكم الهائل من الاكاذيب و وكالات الانباء العالمية والصحف العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي والذباب الالكتروني في الخليج الفارسي، وتحريك شبكة عملائه في لبنان والمنطقة، وتجييش الحسابات والمواقع الالكترونية، لاقناع اللبنانيين انه سيشن هجوما عليهم، فجهد العاجز هذا اثبت ان الكيان في اضعف حالاته، بل انه بات هو الجهة المرعوبة والمردوعة والخائفة، فلو كان بامكانه ان يشن هجوما على لبنان لفعل ذلك دون اللجوء الى هذه الفضائح.
بعيدا عن اكاذيب “اسرائيل” وحماتها الغربيين واذيالها في لبنان والمنطقة، سنشير هنا الى شهادات دامغة، لا نقلا عن مواقع وحسابات مزيفة، ولا عن جيوش الكترونية، تحركها دولارات النفط، بل شهادات ننقلها من افواهة اصحابها مباشرة، تصف الحالة المزرية التي وصلت اليها “اسرائيل” بفضل بطولات وتضحيات غزة ومحور المقاومة.
“قناة 12” في الكيان الإسرائيلي، سلطت الضوء على حالة الذعر التي يعيشها الكيان ، بسبب تهديد انقطاع الكهرباء خلال الحرب مع حزب الله، الذي كشف في الأيام الماضية عن امتلاكه بنك أهدف حيوية واستراتيجية، واستهدافها يعيد “إسرائيل” إلى العصر الحجري. ونقلت عن مدير شركة “نوغا”، وهي إدارة مؤسسة الكهرباء في الكيان، شاؤول غولدشتاين، أنه لا ضمان للتغذية بالتيار الكهربائي خلال الحرب، مؤكداً أنه بعد 72 ساعة من انقطاع الكهرباء “لا يمكن السكن في إسرائيل”.
في مقابل الخبر الكاذب عن اجلاء كندا لرعايها من لبنان، و “هروب اللبنانيين”، تجاهل اذناب “اسرائيل” في لبنان ، الخبر الصحيح، الذي ذكره الموقع الإلكتروني الإسرائيلي “واللا”، مساء امس الأحد، عن هروب “الاسرائيليين” من الكيان، بعد ان اقترحت الحكومة الكندية “على المواطنين الإسرائيليين، الهجرة إليها بعد التصعيد الجاري في الشمال مع حزب الله””!!.
ومن اجل الوقوف على الفزع الذي يعيشه المستوطنون في ظل حرب غزة، وخير شاهد على هذا الفزع، هو الخير الذي أكدته وسائل إعلام “إسرائيلية” من “أن نصف مليون شخص غادروا إسرائيل في الأشهر الستة الأولى من الحرب، بلا عودة”.
اما الرعب الذي اصاب زعماء هذا الكيان بسبب الحرب على غزة، ووقوف محور المقاومة الى جانب غزة، فهو حديث يطول، ولكن نكتفي بذكر بعض الشواهد التي تنقلها وسائل الاعلام والصحافة في الكيان نفسه، فقد كشفت وكالة بلومبيرغ في تقرير لها إن الأنباء الواردة من كيان الاحتلال تشير إلى تراجع “الجيش” عن الهدف الرئيسي المعلن للحرب على قطاع غزة والمتمثل بالقضاء على حماس. واستندت بلومبيرغ الى تصريح المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري الذي اعتبر فيه أن “القول إننا سندمر حماس ونجعلها تختفي هو مجرد ذر للرماد في عيون الإسرائيليين”، مضيفا أن “حماس هي فكرة، ومن يظن أننا نستطيع أن نجعلها تختفي فهو مخطئ”.
اما رئيس الموساد السابق تامير باردو فاعترف في مقابلة مع القناة 12 “الإسرائيلية”إنه يصدّق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أكثر ممّا يصدّق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، فتنياهو لا يسمع ولا يرى، وهو يفكر فقط في نفسه، ويقود إسرائيل” إلى كارثة، وليس لديه استراتيجية ولا رؤية في أي موضوع”.
وفي مقال رأي نشره بصحيفة “معاريف” الإسرائيلية حذر اللواء المتقاعد في جيش الاحتلال الإسرائيلي إسحاق بريك ، من أن إعلان تل أبيب الحرب على حزب الله، سيعني الانتحار الجماعي لـ”إسرائيل”.
بدوره سخر الكاتب جدعون ليفي في مقال بصحيفة “هآرتس”،من التقارير التي تفيد بأن دولة الاحتلال تخطط للإعلان، عن أنها قضت على كتائب القسام، وأنها انتصرت في الحرب التي تشنها على غزة. وقال ليفي إن الإعلان عن القضاء على “جيش” حماس “خطة تهدف إلى إتاحة المجال لانسحاب معظم القوات الإسرائيلية من غزة ونقلها إلى الحدود الشمالية لشن حملة أخرى مظفرة ومجيدة في لبنان، مثل تلك التي جرت بالقطاع الفلسطيني المحاصر، أن هذا النصر سيكون أفظع من سابقه، وأن الشيء المهم هو الخروج من غزة”.
اما الرئيس السابق لشعبة العمليات في جيش الاحتلال اللواء يسرائيل زيف في مقابلة مع إذاعة تابعة لصحيفة معاريف، إن” إسرائيل يجب ألا تدخل في حرب لا تعرف كيف تحدد الهدف منها.. أن إسرائيل تدخل هذه الحرب في أسوأ حالاتها.. ما الهدف من الدخول في الحرب الأصعب، التي ستشمل الإسرائيليين برمتهم؟ هل لدينا سبب وجيه لدخولها بدافع الرغبة؟”.
اما تامير باردو، وهو رئيس سابق لجهاز الموساد، فقال ان “نتنياهو وضع على رايته شعار الانتصار المطلق الا انه يقود إسرائيل إلى الفشل المطلق”.
بعد ان اتضح ان الكيان الاسرائيلي لا يمكنه اتخاذ اي قرار بشن الحرب، على اي جهة كانت ، بدون ضوء اخضر ودعم امريكي مباشر، وهذا ما تأكد خلال زيارة وزير الحرب الاسرائيلي الى واشنطن يواف غالانت، الذي كان يستجدي السلاح من امريكا استجداء، اصبح بشبه المؤكد ان القرار الحرب ضد لبنان هو قرار امريكي، ولن يصدر من تل ابيب بل من واشنطن، وهو قرار لم ولن تفكر به الاخيرة لا بالامس ولا اليوم ولا غدا ، لمعرفتها ان حزب الله يمكنه اعادة “اسرائيل” الى العصر الحجري، خلال ايام معدودة، وهذا ما يفسر، عودة الكيان الاسرائيلي الى ذات الاسطوانة المشروخة، في الحديث عن تهديدات، مثل التهديد الذي نقلته القناة “12” الاسرائيلية ، عن مصادر “مطلعة لم تسمها”! إن “إسرائيل بعثت رسالة إلى البيت الأبيض قالت فيها إنها ستستخدم أسلحة لم تستخدمها من قبل مطلقا (لم تحدد طبيعتها) للتعامل مع حرب محتملة مع حزب الله في لبنان، لحسمها سريعا وعدم الانجرار إلى حرب طويلة”، وهو تهديد لم يأخذه حتى اذناب “اسرائيل” في المنطقة ولبنان على محمل الجد ، بعد فضيحة التهديدات والاخبار والافلام المزيفة، قبل يومين.
ولكن رغم كل ذلك، لم تعر المقاومة لهذه التهديدات اي اهتمام، ومازالت صواريخها ومسيراتها، تدك مناطق عسكرية واستراتيجية، وتكبد العدو خسائر فادحة بالارواح والمعدات. كما ان المقاومة، حسبت حسابا لما يسمى ب”الجنون الاسرائيلي”، وهو ما كشف عنه “هدهد” حزب الله، و كذلك “فيديو الى ما يهمه الامر”، وهو ما القم سيد نتنياهو ، بايدن ، بحجر، فجعله يضبط “كلبه المسعور”، كما كان يحلو لموشي دايان ان يصف “اسرائيل”.
سعيد محمد
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir بتاريخ:2024-06-24 16:06:50
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي