العرب و العالم

واشنطن تخوض معركة محاصرة موسكو في الأمم المتحدة

<p class="rteright">تتواصل المعارك بين القوات الروسية والأوكرانية&nbsp;في&nbsp;دونيتسك (أ ب)</p>

أعلنت الاستخبارات الروسية، الأربعاء 12 أكتوبر (تشرين الأول)، أنها اعتقلت ثمانية مشتبه فيهم، بينهم خمسة روس، للاشتباه في مشاركتهم في تجهيز الهجوم التفجيري الذي ضرب جسر القرم السبت.

وقالت الاستخبارات في بيان نقلته وكالات الأنباء الروسية، إن هذا “الهجوم الإرهابي” من تنظيم الاستخبارات العسكرية الأوكرانية. وأشار المصدر ذاته، إلى أنه تمّ إخفاء المتفجرات في “لفائف تغليف بلاستيكية” أُرسلت في أغسطس (آب) من ميناء أوديسا في أوكرانيا، ثم عبرت بلغاريا وجورجيا وأرمينيا، قبل دخولها إلى روسيا.

جهود واشنطن

تكثف الولايات المتحدة جهودها الرامية لحشد تأييد أكبر عدد ممكن من الدول لمشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يدين ضم روسيا أربع مناطق أوكرانية.

وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين “نعتقد أن أوان الحياد قد ولى”.

وأضاف “لا يمكن أن يكون هناك حياد في وضع مماثل”.

وبدأت الجمعية العامة للأمم المتحدة، عصر الإثنين العاشر من أكتوبر (تشرين الأول)، مناقشة مشروع قرار قدمته أوكرانيا وشارك في إعداده الاتحاد الأوروبي يندد بضم روسيا أربع مناطق أوكرانية، في خطوة يسعى من خلالها الغرب لإثبات عزلة موسكو على الساحة الدولية.

وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن التصويت على النص يمكن أن يحصل الأربعاء أو “على الأرجح الخميس”.

وبانتظار حصول التصويت، أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن محادثات هاتفية مع عدد من القادة الأجانب، من بينهم الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش، ومع العديد من نظرائه في سائر أنحاء العالم، وذلك في محاولة منه لحشد تأييد أكبر عدد ممكن من الدول لمشروع القرار.

وفي الواقع فإن الحملة التي يقودها بلينكن لحشد التأييد لمشروع القرار المناهض لروسيا بدأها الأسبوع الماضي خلال جولة قام بها في أميركا اللاتينية وشملت كولومبيا وتشيلي والبيرو، حيث طلب من كل القادة الذي التقاهم التصويت إلى جانب النص.

وحمل معه الوزير الأميركي هذا المطلب إلى ليما حيث شارك يومي الخميس والجمعة في أعمال الجمعية العامة لمنظمة البلدان الأميركية.

والثلاثاء أجرى بلينكن ومساعدته للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، المسؤولة الثالثة في وزارة الخارجية الأميركية، نقاشاً عبر الفيديو مع ممثّلين عن حوالي 100 دولة.

وقال برايس إن بلينكن ونولاند شددا على مسامع محادثيهم على ضرورة ان تتم “محاسبة روسيا على ضمها غير القانوني أراضيَ في أوكرانيا”.

ومع أن قرارات الجمعية العامة ليست ملزمة قانوناً، إلا أن واشنطن تأمل من خلال مشروع القرار إثبات عزلة موسكو على الساحة الدولية.

وخلافاً لمجلس الأمن الدولي حيث تمتلك روسيا مع أربع دول أخرى (الولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا) حق النقض، فإن الفيتو ليس له وجود في الجمعية العامة.

وخلال تصويت جرى أخيراً في مجلس الأمن الدولي لم يصوّت أي عضو إلى جانب روسيا، لكن أربع دول هي الصين والهند والبرازيل والغابون امتنعت عن التصويت.

والإثنين رجّح مسؤول أوروبي أن يحظى مشروع القرار في الجمعية العامة بما بين 100 و140 صوتاً.

بوتين منفتح على الحوار

أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء “انفتاحه على حوار” مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول محطة زابوريجيا للطاقة النووية الواقعة في جنوب أوكرانيا والخاضعة لسيطرة روسيا منذ مارس (آذار).

وقال بوتين لدى استقباله المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي في سان بطرسبرغ في جنوب غرب روسيا إن المحادثات ستتطرق “إلى كل المسائل ذات الاهتمام المشترك أو التي قد تثير قلقاً، على سبيل المثال، ما يتصل بالأوضاع في محيط محطة زابوريجيا النووية”.

وأضاف الرئيس الروسي “في جميع الأحوال، نحن منفتحون على هذا الحوار”. من جهته أكد غروسي في نهاية “المحادثة المهمة” دعوته لإنشاء “منطقة آمنة”. وفي هذا الإطار، توقع لقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرة أخرى في الأيام المقبلة.

وقال في بيان للوكالة الدولية للطاقة الذرية “لا يمكننا إضاعة المزيد من الوقت. المخاطر كبيرة. يجب أن نفعل كل ما في وسعنا لمنع وقوع حادث نووي” من شأنه أن يؤثر على أوكرانيا وخارجها.

وأضاف أن الوضع “يزداد خطورة وهو محفوف بالمخاطر وصعب مع حصول هجمات عسكرية متكررة تهدد الأمن النووي”.

وكانت روسيا أعلنت الأسبوع الماضي الاستحواذ رسمياً على محطة زابوريجيا التي تحتلها عسكريا منذ مارس، في قرار دانته كييف.

ومنذ أشهر تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بقصف الموقع الخاضع لسيطرة روسيا إنما الواقع على مقربة من خط الجبهة. وتحتل روسيا عسكرياً أراضي المحطة التي أعلن بوتين ضمها مع أربع مناطق أوكرانية أخرى.

ورفضت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تنشر مراقبين في الموقع منذ سبتمبر (أيلول)، هذا الاستحواذ، مشددة على أن الموقع أوكراني.

بايدن: بوتين “أساء تقدير” قدرة قواته

من جانبه، شدد الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء على أن نظيره الروسي فلايديمر بوتين “أساء تقدير” قدرة قواته على احتلال أوكرانيا، و”حساباته أخطأت تماماً” بالنسبة للمقاومة التي كان يتوقع أن يواجهها.

وقال بايدن خلال مقابلة أجرتها معه شبكة “سي.إن.إن” الإخبارية الأميركية وبثت مقتطفات منها قبيل ساعات من موعد بثها كاملة مساء الثلاثاء “أعتقد أنه شخص عقلاني أساء التقدير بشكل كبير”.

وأضاف أن بوتين “كان يعتقد أنه سيُستقبل بالأحضان (…) وأعتقد أن حسابته أخطأت تماماً”.

وأعلن بايدن الثلاثاء أن ليست لديه “أي نية” للقاء بوتين خلال قمة مجموعة العشرين المقررة في إندونيسيا الشهر المقبل، لكن من دون أن يستبعد تماماً هذه الإمكانية إذ قال إن “الأمر مرهون” بالظروف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية قال بايدن “أنظر، ليست لدي أي نية للقائه”، مضيفاً “لكن على سبيل المثال، إذا جاء إلي في قمة العشرين وقال إنه يريد أن يتحدث بشأن إطلاق سراح (نجمة كرة السلة الأميركية المحتجزة في روسيا) بريتني غرينر، فسألتقي به. أقصد أن الأمر مرهون” بالظروف.

وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه لا يعتقد أن بوتين سيستخدم سلاحاً نووياً تكتيكياً في الحرب مع أوكرانيا.

وأعلنت روسيا الثلاثاء شن ضربات “كثيفة” على منشآت أوكرانية فيما تعهدت مجموعة السبع التي عقدت اجتماعا طارئاً “محاسبة” الرئيس الروسي على هذه الهجمات.

واشنطن تدعو لتسريع وتيرة المساعدات لأوكرانيا

ودعت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين خلال لقائها في واشنطن الثلاثاء نظيرها الأوكراني سيرغي مارتشينكو حلفاء الولايات المتحدة وشركاءها إلى تسريع وتيرة مساعداتهم المالية لأوكرانيا وزيادتها.

وقالت يلين “ندعو شركاءنا وحلفاءنا للانضمام إلينا من خلال سداد التزاماتهم الحالية تجاه أوكرانيا وزيادة” هذه المساعدات.

وأضافت أن هذه الأموال تهدف في آن معاً إلى “مساعدة أوكرانيا على الاستمرار في تقديم الخدمات الحكومية الأساسية، ومساعدة أوكرانيا على البدء في البناء والتعافي”.

وذكرت الوزيرة الأميركية بأن “الكونغرس أقر قبل أسبوعين 4.5 مليار دولار من الدعم المباشر لميزانية أوكرانيا، ويسعدني أن أعلن أن الولايات المتحدة ستبدأ بصرف هذه الأموال للحكومة الأوكرانية في الأسابيع المقبلة”.

وتابعت يلين مخاطبة نظيرها الأوكراني “نتعهد تزويدكم هذا التمويل في أقرب وقت ممكن، لأننا نعلم مدى أهميته في دعم مقاومتكم الشجاعة للهجوم الروسي غير القانوني” للأراضي الأوكرانية.

وهذه الحزمة من المساعدات التي أقرها الكونغرس في 30 سبتمبر تندرج في إطار مساعدة أكبر لأوكرانيا قدرها 12.3 مليار دولار صادق عليها المشرعون عندما رفعوا سقف الدين العام الأميركي لتجنب “إغلاق” المؤسسات الفدرالية في الولايات المتحدة.

وأضافت وزيرة الخزانة الأميركية “سنواصل دعمكم وأنتم تعيدون بناء أوكرانيا مزدهرة وحرة”.

باريس ستعزز وجودها على الجبهة الشرقية للناتو

أعلن وزير الجيوش الفرنسي أن بلاده ستعزز وجودها العسكري على الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي من خلال نشر مدرعات لسلاح المشاة ودبابات “لوكلير” في رومانيا وتعزيزات في إستونيا في الأسابيع المقبلة.

وقال الوزير سيباستيان لوكورنو خلال جلسة استماع أمام لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ إن قرار الرئيس إيمانويل ماكرون “بتعزيز وضعنا الدفاعي في الجانب الشرقي من أوروبا” اتخذ “في ضوء الوضع في الجناح الشرقي للناتو” و”القتال العنيف في أوكرانيا”.

وتقود فرنسا مهمة الناتو في رومانيا التي تضم حالياً 350 جندياً فرنسياً، بالإضافة إلى قوات بلجيكية وهولندية.

وتستعد باريس لمضاعفة قوتها العاملة على الأرض في نوفمبر (تشرين الثاني) وفق مصدر عسكري، عبر نشر 12 آلية مدرعة و12 دبابة من طراز “لوكلير”.

وأضاف وزير الجيوش “سنواصل أيضاً تعزيز وضعنا الدفاعي في ليتوانيا” من خلال نشر طائرات مقاتلة من طراز رافال لتوفير الأمن الجوي، “وفي إستونيا حيث سيتم نشر سرية مشاة معززة من القوات الخفيفة” في 2023 مزودة بمركبات غريفون، تقدر بنحو 100 عنصر إضافي.

وحالياً، يتمركز نحو 300 جندي فرنسي في إستونيا في إطار حلف شمال الأطلسي.

انفجارات في خيرسون ومليتوبول

ميدانياً، ذكرت وسائل إعلام روسية أنه سُمع دوي خمسة انفجارات في مدينة خيرسون في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، مضيفة أنه وفقاً لمعلومات غير رسمية تم إطلاق أنظمة الدفاع الجوي.

وكانت خيرسون، المركز الإداري لمنطقة خيرسون الأوسع، واحدة من أوائل المدن التي سقطت في يد القوات الروسية بعد هجومها على أوكرانيا في فبراير (شباط).

وفي وقت سابق الأربعاء، قال إيفان فيدوروف، الرئيس المنفي لبلدية مليتوبول التي تسيطر عليها روسيا جنوب منطقة زابوريجيا، على تطبيق “تلغرام” إن انفجاراً قوياً حدث في المدينة.

وذكرت وكالة الإعلام الروسية نقلاً عن الشرطة المحلية التي عينتها روسيا أن عبوة ناسفة انفجرت بالقرب من السوق المركزي في المدينة. وأفادت الوكالة بعدم وقوع إصابات.

ولم يتسن التحقق من صحة التقارير حتى الآن.

subtitle: 
روسيا تعتقل ثمانية أشخاص لصلتهم بتفجير جسر القرم وبايدن يقول إن بوتين عقلاني أساء التقدير في أوكرانيا
publication date: 
الأربعاء, أكتوبر 12, 2022 – 09:30

المصدر
الكاتب:fadia.alsayed
الموقع : www.independentarabia.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2022-10-12 09:30:42
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من Beiruttime اخبار لبنان والعالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading