صحة و بيئة

ورم هيمانجيوما الكبدي: التشخيص والأعراض والعلاج

يعد ورم هيمانجيوما الكبدي ورمًا غير خبيث يتطور في الكبد، إذ يتشكل نتيجة تجمع عدد من الأوعية الدموية المشوهة التي يغذيها الشريان الكبدي. قد تتشكل أورام الهيمانجيوما في عدد من أعضاء الجسم، ومنها الدماغ. ما قد يسبب اضطرابات عديدة. رغم ذلك، نادرًا ما يتسبب هذا الورم في الكبد بأي مشكلات، أي أنه لا يتحول إلى سرطان ولا يتسبب بأي أعراض إلا إذا ازداد حجمه كثيرًا.

ماذا يعني وجود ورم هيمانجيوما في الكبد؟

لا يعلم العلماء حتى الآن سبب تطور ورم هيمانجيوما في الكبد، إذ يعد تطوره في هذا المكان أمرًا شاذًا. يعتقد البعض أن ظهوره ينتج عن عيب ولادي، لكنه لا يدل فعليًا على وجود أي اضطرابات في الكبد، ولا يتسبب عادةً بأية مشكلات للكبد والصحة العامة. يصاب معظم المرضى بورم هيمانجيوما كبدي واحد فقط، والذي لا ينتشر عادةً، ونادرًا ما ينمو في الحجم. لا يحتاج المرء في معظم الحالات إلى إجراء جراحي أو علاج.

هل يدعو ورم هيمانجيوما الكبدي للقلق؟

عادةً لا يدعو نمو ورم هيمانجيوما الكبدي -لدى البالغين والأطفال- للقلق، إذ لا ينمو إلا 10% منه. يحتاج الورم إلى أن ينمو بشكل كبير حتى يبدأ بالضغط على المعدة أو الأوعية الدموية، ومنه أن ينتبه المريض لوجود كتلة. يكشف مقدم الرعاية الصحية على الورم بشكل مستمر حتى يتفادى نموه إلى تلك المرحلة. يختلف الورم السابق عن الورم الكبدي الطفولي، والذي يتشكل لدى الرضع ويملك مسارًا مختلفًا بالكامل عنه.

ما مدى شيوع ورم هيمانجيوما الكبدي؟

يعد ورم هيمانجيوما الكبدي أشيع نمط من أنماط الاضطرابات الكبدية الحميدة، إذ يتشكل لدى حوالي 5% من البشر. يشيع الورم أكثر بين الأشخاص متوسطي العمر بنسبة 70%، ولدى الإناث بنسبة 80%. يتلاشى الورم عادةً في حال تشكله لدى الرضع تدريجيًا مع الوقت، وذلك حتى يختفي تمامًا عند البلوغ.

الأعراض والأسباب

ما أعراض ورم هيمانجيوما الكبدي؟

تعد معظم أورام هيمانجيوما الكبدية صغيرةً في الحجم ولا تسبب أي أعراض. إذ يقدر حجمها وسطيًا بثلاثة سنتيمترات. تُعرف الأورام التي يزيد حجمها عن 10 سنتيمترات أو أكثر بأورام هيمانجيوما العملاقة. يسبب هذا النوع أعراضًا أكثر من غيره، ويعود ذلك لما يسببه من انتفاخ أو ضغط على المعدة. تتضمن أكثر أعراضه شيوعًا كلًا من:

  •  ألم في الربع العلوي الأيمن من البطن.
  •  نفخة في البطن.
  •  الشعور بالشبع أو فقدان الشهية.
  •  الغثيان.

ما المضاعفات الأخرى التي قد يسببها ورم هيمانجيوما الكبدي؟

تشمل بعض المضاعفات النادرة للورم كلًا من:

  •  ضغطه على الأوعية الدموية أو الصفراوية، ما قد يسبب وذمة، أو تجلط الدم، أو يرقان.
  •  نزف الأوعية الدموية المشوهة التي تشكل الورم في جوف البطن.
  •  تنكس الورم، أي تشكل خثرات دموية فيه، أو تندبه، أو ترسب الكالسيوم فيه.
  •  تأذي الكبد بشكل مباشر أو الإجهاد الشديد له قد يسبب في حالات نادرة تمزق الورم وحدوث نزيف داخلي، وتعد هذه الحالة حالة إسعافية.

كيف يبدو ورم هيمانجيوما الكبدي؟

يبدو ورم هيمانجيوما الكبدي للعين المجردة كمجموعة من التشققات المسطحة بحواف محددة بدقة، ويكون لونها ما بين الأزرق والأحمر الداكنين، وقد يحاط الورم أيضًا بمحفظة رقيقة. يبدو الورم تحت المجهر وكأنه مكون من حجرات وأقسام كهفية وعائية عديدة مملوءة بالدم، ما يفسر سبب تسمية هذا الورم أحيانًا بورم هيمانجيوما الكهفي.

ما أسباب تطور ورم هيمانجيوما الكبدي؟

لا يعلم الباحثون حتى الآن السبب الكامن وراء هذه الأورام، إذ يعتقد البعض أنه اضطراب منذ الولادة، أو أنه موروث جينيًا. اكتشف العلماء أيضًا وجود علاقة بين تطور ورم هيمانجيوما الكبدي ومستويات هرمون الإستروجين. تشيع الأورام هذه أكثر بين النساء، وينمو الورم أسرع لديهن أيضًا، خاصةً في الأوقات التي يرتفع فيها هرمون الإستروجين في الجسم مثل بلوغ الأنثى سن انقطاع الطمث، والحمل، والعلاج بالهرمونات البديلة.

هل يوجد أي رابط بين ورم هيمانجيوما الكبدي وشرب الكحول؟

لا يمثل شرب الكحول عامل خطر للإصابة بورم هيمانجيوما الكبدي، بل يوجد رابط أقوى بين الورم وسرطانات الكبد الخبيثة. يعني ذلك أن شرب الكحول قد يسبب عددًا من الاضطرابات، لكن ورم هيمانجيوما الكبدي ليس منها.

التشخيص والاختبارات

كيف يُشخص ورم هيمانجيوما الكبدي؟

تُشخص معظم حالات ورم هيمانجيوما الكبدي عبر الصدفة، ويعود ذلك لكونها لا تسبب أي أعراض. قد تظهر هذه الأورام في فحوصات التصوير التي أجريت لسبب آخر. تشمل فحوصات التصوير التي قد تكشف عن ورم هيمانجيوما الكبدي كلًا من:

  •  التصوير بالأمواج فوق الصوتية المعززة بالتباين: يرسل الجهاز أمواج صوتية عالية التردد عبر أنسجة الجسم، ثم يقوم بتسجيل الصدى الناتج عنها وتحويله إلى صور أو فيديوهات.
  •  التصوير بالأشعة المقطعية المحوسبة: تشكل الحواسيب صور مقطعية مستعرضة للجسم باستخدام الأشعة السينية.
  •  التصوير بالرنين المغناطيسي: يعمل الحاسوب على تشكيل صور للجسم باستخدام مغناطيس كبير وأمواج الراديو.
  •  التباين بالأشعة السينية: التي تكشف عن الأوعية الدموية داخل الجسم.
  •  فحص الكبد النووي: يستعين الفحص بمادة مشعة تسمى Technetium-99m لتشكيل صور عن ورم هيمانجيوما.

كيف يستطيع المرء التفريق بين ورم هيمانجيوما الكبدي وسرطان الكبد؟

تعد فحوصات التصوير كافيةً للتفريق عادةً بين الحالتين. قد تحتاج بعض الحالات إلى إجراء اختبارات تفريقية أخرى للكشف عما إذا كان سرطانًا بالفعل، وذلك إذا كانت ملامح ورم هيمانجيوما الكبدي غير واضحة. مثلًا، قد يغير سرطان الخلية الكبدية الخبيث شكله مع مرور الوقت، بينما يبقى غالبًا ورم هيمانجيوما محافظًا على شكله. قد يتواجد السرطان النقيلي المنتشر إلى الكبد من عضو ما في أماكن أخرى من الجسم أيضًا.

المراقبة والعلاج

هل يلزم استئصال ورم هيمانجيوما الكبدي؟

لا يلزم استئصال ورم هيمانجيوما الكبدي طالما أنه لا يتسبب بمشكلات أخرى. قد ينصح مقدم الرعاية الصحية المريض باتخاذ إجراء لمنع تطور الورم إلى مشكلة إذا كان ينمو ويزداد حجمًا. قد يلجأ الجراحون لقطع الإمداد الدموي عنه من خلال حصره أو ربط الشريان الكبدي، وهذا ما يعرف بالانصمام الشرياني، ما قد يساعد على إبطاء نمو الورم أو حتى إيقافه. قد يجري الأطباء عمليةً جراحيةً لاستئصاله إذا استمر في النمو وبدأ يتسبب بأعراض أو مضاعفات أخرى.

كيف يعالج ورم هيمانجيوما الكبدي عادةً؟

يستمر مقدم الرعاية الصحية بمراقبة الورم كل فترة. قد يطلب الطبيب على سبيل المثال إجراء فحص تصوير مرة أو اثنتين سنويًا للكشف عن أي تغيرات، لكن معظم أورام هيمانجيوما الكبدية لا تتغير أبدًا ولا تنمو. قد ينمو الورم في بعض الحالات، لكن نموه بطيء ويقدر بحوالي 2 ملم سنويًا.

هل ينبغي على المرأة الحامل القلق حيال مضاعفات ورم هيمانجيوما الكبدي؟

ترتفع مستويات هرمون الإستروجين خلال الحمل، ما قد يسرع من نمو ورم هيمانجيوما الكبدي لدى الحامل، وذلك في حال نموه في الأصل. ما يزال من غير المحتمل أيضًا أن ينمو الورم كثيرًا خلال 9 أشهر فقط. قد ينصح الطبيب بإجراء احترازي لعلاج الورم وإيقاف نموه، وذلك بناءً على حجمه الحالي. قد يزيد كل من نمو الورم والإجهاد الشديد للحامل في أثناء المخاض من خطر حدوث تمزقات بنسبة طفيفة.

الوقاية

هل يمكن الوقاية من ورم هيمانجيوما الكبدي؟

لا توجد طريقة للوقاية من الإصابة بورم هيمانجيوما الكبدي، ويعود ذلك إلى عدم معرفة الأطباء سبب حدوثه. قد يشكل رغم ذلك ارتفاع مستويات الإستروجين عامل خطر. قد يتمكن مرضى أورام هيمانجيوما الكبدية من إبطاء نمو الورم أو إيقافه تمامًا من خلال تجنبهم تلقي العلاج بالهرمونات البديلة.

إنذار تطور المرض

ما هو إنذار تطور ورم هيمانجيوما الكبدي؟

يعد إنذار تطور هذا الورم جيدًا للغاية. لا تتسبب معظم أورام هيمانجيوما الكبدية بأية مشكلات، وتمثل الجراحة خير علاج إذا سببت مشكلات بالفعل.

التعايش مع المرض

هل تؤثر الحمية الغذائية للمرء في تطور الورم؟

لا، لكن نوع النظام الغذائي يؤثر في صحة الكبد العامة. مع ذلك، قد يساعد تقليل كمية السكر والدهون في الحمية الغذائية على تقليل مخزون الدهون داخل الكبد.

متى ينصح المرء باستشارة الطبيب فيما يخص ورم هيمانجيوما الكبدي؟

ينصح المرء بزيارة الطبيب إذا كان يعاني من أعراض عدم الارتياح مثل آلام ومشكلات في جهاز الهضم.

اقرأ أيضًا:

الورم الحبيبي الفموي الوجهي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

هل تسبب الخزعة انتشار الورم؟

ترجمة: رهف وقّاف

تدقيق: جنى الغضبان

مراجعة: لبنى حمزة

المصدر

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.ibelieveinsci.com بتاريخ:2024-10-31 23:10:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من بتوقيت بيروت اخبار لبنان والعالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading