اشترك في :

قناة واتس اب
عين على العدو

وقت فقط الى أن يتحول وضعنا في سوريا ليكون في طالحنا

يديعوت احرونوت 29-12-2024، يوآف زيتون: وقت فقط الى أن يتحول وضعنا في سوريا ليكون في طالحنا

بعد أسبوع أول هاديء ومتفائل نسبيا، مع احتلال بدون قتال وحوارات إيجابية بين ضباط الجيش الإسرائيلي ومخاتير سوريين خلف الحدود في الهضبة، سجل في الأسبوع الأخير حادثتان أوليان – وعلى ما يبدو ليستا أخيرتين أيضا – بين جنود الجيش ومتظاهرين سوريين احتجوا على اجتياح الجيش الى المناطق. بالتوازي، فان قادة يعملون في المجال يصفون واقعا عملياتيا “بعيدا عن الجدوى والمعنى”، إذ ان الجنود يوجدون في الغالب في مواقع ثابتة، في بعض من المناطق الابعد نحو 18 – 20 كيلو متر عن الحدود أيضا.

“مسألة وقت فقط الى أن نتعرض هنا الى صاروخ مضاد للدروع مفاجيء او قذيفة هاون على قوتنا، فيقتل بضعة جنود لا سمح الله، وكل شيء يتحول الى طالحنا. من الصعب الشرح للجنود معنى المهمة هنا. إذ لا يوجد هنا عدو ونحن لا نقوم باي هجوم او مهام عملياتية ذات قيمة على طول اليوم. فقد خرج المقاتلون عن روتين مكثف من القتال والمبادرة في جنوب لبنان ضد حزب الله وقبل ذلك في غزة حيال حماس، والان هم ينظرون أساسا الى فلاحين سوريين يفلحون أراضيهم ولا يرون أي عدو، وليس فقط في المناظير. هذا التواجد الصاخب لنا هنا، مع دبابات تجتاز قرى كل يوم، من شأنه أن يجتذب هنا خلايا ومجموعات مسلحة كأثر معاكس”، هكذا يصف ضابط من قيادة المنطقة الجنوبية، حيث يأملون في ان بالتوازي تنفذ خطوة سياسية تستغل الوضع الجديد لفرصة افضل للعلاقات بين إسرائيل وسوريا، فما بالك ان النهج العام في إسرائيل تجاه الجولاني شكاك جدا.

في الجيش لم يلحظوا بعد خلايا مخربين تقترب الى منطقة الجولان السوري التي احتلها الجيش الإسرائيلي، ولا حتى من بين منظمات ثوار إسلامية في جنوب سوريا، جنوب درعا. مسلح ببدلة وبلحية مرتبة، ينشغل الحاكم الفعلي بسوريا بتوحيد الدولة ومنظمات الثوار الكثيرة فيها، والتي قتل منها العشرات في الأيام الأخيرة في معارك مع مؤيدي الأسد في “سوريا الصغرى” محافظة العلويين المحاذية للشاطيء. درعا، كمدينة كبيرة مجاورة للاردن، تبعد بضع عشرات الكيلومترات عن الجولان السوري – مسافة ساعة سفر في سيارات التندر للمسلحين الإسلاميين.

لا يسارعون للهجوم

لكن في الاستخبارات الإسرائيلية يلاحظون بوادر أولية لنوايا تلك المجموعات الوصول الى الهضبة السورية. في الحادثة الثانية مثلا، التي اطلق فيها الجيش الإسرائيلي النار هذا الأسبوع فأصاب متظاهرا واحدا على الأقل في القرية المجاورة لمدينة القنيطرة، احتج السكان – مثلما في يوم الجمعة الأخير – ضد تواجد الجيش الإسرائيلي في منطقتهم. في الجيش يدعون بان الجنود “شعروا بالتهديد” ويجتهدون الا يسارعوا مع الاصبع على الزناد بسبب الحساسية القابلة للتفجر والنية بالذات لربط الـ 70 الف سوري الذين يعيشون خلف الحدود. في وضعية شاذة أخرى ما كان يمكن تخيلها حتى قبل شهر، لوحظ عدد من المسلحين السوريين الذين اقاموا حاجزا في مدخل احدى القرى في جنوب الهضبة السورية. استعدوا في الجيش لمهاجمتهم، لكن في النهاية ندموا بعد أن وعد أولئك بانهم فعلوا هذا كي يمنعوا خروج الناس من تلك القرية إياها بالسلاح.

في الجيش السوري يقولون ان “القوات مشغولة بجمع سلاح كثير موجود في هذه القرى، نحو 20 في عددها. يدور الحديث عن مئات قطع السلاح القديمة وكذا عن قطع سلاح اخذت من استحكامات جيش الأسد عندما فر الجنوب منها قبل نحو ثلاثة أسابيع. في معظم الحالات يوجد معهم تعاون، والكثيرون منهم يتذكرون إيجابا المساعدة التي منحناها إياهم قبل نحو عقد في زمن الحرب الاهلية في دولتهم. كما أننا نجمع وسائل قتالية كثيرة تبقت في المنطقة ولا يدور الحديث فقط عن دبابات سوفياتية قديمة بل أيضا عن صواريخ مضادة للدروع جديدة، ذخيرة كثيرة وقاذفات هاون”.

الجولان السوري ليس جبلة واحدة. في جنوب الهضبة، في قرى مثل جملة ورفيد فوق جدول الرقاد، سجلت احتجاجات اكثر ضد جنود الجيش الإسرائيلي وحواجز نصبها الجيش هناك. هذه القرى استضافت في العقد الماضي بعثات من داعش نفذت أيضا عمليات تفجير في الحدود الإسرائيلية ضد قوات الجيش الإسرائيلي في حينه. من جهة أخرى، في قرية جبتة الخشب أيضا في شمال الهضبة، المجاورة للقرية الدرزية الإسرائيلية مسعدة، لم يسارع السكان الى تسليم سلاحهم الى جنود الجيش الإسرائيلي – الذين من جهتهم انذروهم 48 ساعة لتسليم وسائلهم القتالية والا فان الجيش الإسرائيلي سيدخل الى قريتهم.

إشارة إيجابية للدروز

حجم قوات الجيش الإسرائيلي في سوريا يبلغ لوائين نظاميين. بعد معضلة غير بسيطة تقرر عدم زعزعة قوات الاحتياط للسنة القادمة، رغم استمرار الاعمال جنوب لبنان وقطاع غزة وإبقاء هذه المهمة في ايدي القوات النظامية.

في موقع أعمق، باتجاه جبل الدروز شمالي درعا يعيش نحو 300 الف درزي تلقوا منذ الان إشارات إيجابية من الجيش الإسرائيلي بانه سيحميهم اذا ما وعندما تتعرض مدينة السويداء لاعتداء من منظمات سلفية. بالتوازي، علم في سوريا ان مندوبي الطائفة الدرزية في الدولة التقوا في الأيام الأخيرة مع القيادة الجديدة في دمشق التي وعدت بانهم لن يصابوا بأي ضرر. نقطة درزية – سورية أخرى تحظى منذ الان بحماية قريبة من الجيش الإسرائيلي هي في قرية الحضر في سفوح جبل الشيخ، مقابل مجدل شمس. فقد اقتحم الجيش الإسرائيلي منذ الان الجدار الذي على تلة الصراخ بين القريتين، ويُسير الدوريات بانتظام حول الحضر وفي التلال الأدنى التي تطل عليها. للدروز في سوريا تواجد أيضا قرب دمشق حيث منح الجولاني حماس سيطرة على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في اطراف المدينة.

في الأسبوع الماضي كشفت “يديعوت احرونوت” عن خطة عاجلة في الجيش الإسرائيلي لتثبيت السيطرة في جبل الشيخ السوري، الذي احتل أيضا بدون معارك: استحكامات يقيمونها في قسم التكنولوجيا واللوجستيات في مستويين، على ارتفاع 2400 متر وفي قمة الجبل بارتفاع 2800 متر – مع بنى تحتية بعيدة المدى لمئات المقاتلين الذين سيستولون هناك على المنطقة، مخازن ووسائل تغذية لفترات انقطاع بسبب عواصف ثلجية وطرق تشق من الجانب الإسرائيلي.

مركز الناطور للدراسات والابحاث فيسبوك

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2024-12-29 15:22:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى