اشترك في :

قناة واتس اب
عين على العدو

يديعوت احرونوت: الضغط العسكري لا يكفي

يديعوت احرونوت 7/1/2025، غيورا آيلند: الضغط العسكري لا يكفي

ثلاثة أخطاء تمنعنا من ان نحقق اهداف الحرب. الخطأ الأول: تبني الرواية التي ابتكرها الامريكيون وبموجبها حماس تشبه داعش. أي منظمة إرهاب فرضت نفسها على السكان.

الرواية الصحيحة هي أنه في 7 أكتوبر شنت دولة غزة حربا إجرامية ضد دولة إسرائيل. في الحروب بين الدول دارج الاستخدام على دولة العدو ضغطا عسكريا بل وفرض حصار عليها. لا يوجد أي واجب حسب القانون الدولي تزويد دولة العدو بكل نواقصها، في اقصى الأحوال محظور منع الاخرين مثل مصر مثلا من تزويد العدو بالغذاء.

الخطأ الثاني: عدم استغلال مواضع ضعف العدو. غاية الحرب هي الفرض على الطرف الاخر افعالا تتعارض وارادته. توجد ثلاثة طرق أساسية لسحب الأرض من تحت اقدام الطغاة. إسرائيل لم تحاول استخدام أي واحد من هذه الطرق.

الطريق الأول هو تفعيل عقوبات اقتصادية تتسبب بنشوء جمهور غاضب مستاء وجائع. الدكتاتوريون يخافون أساسا من هذا الوضع كما ثبت في الثورة الفرنسية، في الثورة البلشفية وفي الربيع العربي، ومؤخرا في سوريا أيضا. الطريق الثاني هو الدعم لبديل سلطوي. فقد صدت إسرائيل كل مبادرة كانت ستدفع الى الامام بمثل هذا البديل. الطريق الثالث هو دفع العدو لان يتخوف من ان يفقد الأرض، استراتيجية امتنعنا عن تجربتها هي أيضا. بدون أي بحث قررت إسرائيل بان “فقط الضغط العسكري سيحقق اهداف الحرب”. هذا القول كان خطأ جسيما، فالضغط العسكري هو الاستراتيجية التي استعدت لها حماس على مدى 15 سنة.

الخطأ الثالث: فشل في الحوار السياسي. فور المذبحة، في اثناء زيارة الرئيس بايدن الى إسرائيل طُلب من رئيس وزراء إسرائيل ان يجيب على سؤال واحد فقط: ماذا سيكون مصير غزة في اليوم التالي؟ نتنياهو أجاب بشكل مهين: “عندما نصل الى اليوم التالي سنتحدث عن اليوم التالي”. كان من الأفضل له لو أنه شرح بان ليس لإسرائيل مصلحة إقليمية او سياسية في غزة، بل فقط مصلحة امنية، تعني التجريد المطلق لغزة من السلاح لسنوات. إسرائيل مستعدة بالتالي لان تبحث هنا والان مع كل دولة عربية ومع كل دولة غربية في الحكم المستقبلي في غزة. كل اقتراح يمكنه ان يقنع بان غزة ستكون مجردة من السلاح – سيكون مقبول من جهتنا.

الأخطاء الأكبر في التاريخ وقعت عندما حدد زعماء أهدافا دون ان يحرصوا على اجراء بحث نقدي ومعمق بالنسبة للطريق الذي يمكن فيه تحقيقها. في العام 480 قبل الميلاد حدد كسراسيس ملك فارس هدفا لاحتلال اليونان. افترض بان حقيقة ان جيشه اكبر بلا قياس من كل جيش يمكن لليونانيين ان يجندوه، فانه يكفي لتحقيق هدفه. تجاهل المبنى الجبل لليونان، الصعوبة في اطعام جيش كبير بهذا القدر في حرب طويلة، التفوق اليوناني للقتال البحري وغيرها. وكانت النتيجة هزيمة مهينة. نابليون آمن بان جيشه القوي سينتصر على الجيش الروسي “الأدنى”، نصر يسمح له بان يحقق هدفه: قطع حلف روسيا مع بروسيا وبريطانيا. لم يأخذ بالحسبان حجم روسيا، الشتاء القاسي وإمكانية أن يقرر الروس، بدلا من أن يعملوا حسب السيناريو الذي خلقه، ان ينسحبوا في ظل خلق ارض محروقة. هتلر افترض بان “تفوق العنصر الآري” على الشعوب السلافية “الدونية” يكفي لاجل النصر وتحقيق “مجال عيش” في الشرق. الولايات المتحدة هي الأخرى كررت خطأ مشابها في حرب فيتنام. وزير الدفاع ماكنمارا اعتقد انه يكفي التفوق العسكري الأمريكي لتقويض فيتنام الشمالية. شن الحرب دون اجراء بحث ثاقب في العلاقة التي بين اهداف الحرب والوسائل المناسبة لتحقيقها هو الخطأ الكلاسيكي في التاريخ. وقد حصل لنا نحن أيضا.

الضغط العسكري يحقق جزئيا هدف الحرب الأول – المس بالقوة العسكرية لحماس – لكنه لا يحقق الهدفين الاخرين: إعادة كل المخطوفين وتقويض حكم حماس. وعليه، فثمة حاجة لاستراتيجية أخرى تعمل ضد نقاط ضعف العدو وليس ضد قوته.

مركز الناطور للدراسات والابحاث فيسبوك

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-07 15:06:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى