يديعوت احرونوت: بين الحسم والنصر

يديعوت احرونوت 23/1/2025، يديديا يعاري: بين الحسم والنصر
تنفس الصعداء الوطني بعد تحرير المخطوفات الثلاثة الأوائل هو لحظة نادرة في قوتها – ليس فقط لان الدولة كلها تستيقظ لامكانية ان يبدأ كابوس المخطوفين، الأطول والاصعب من كل ما عرفناه، في الوصول الى نهايته، بل وأيضا لانه يمكن الان النظر الى موجات الخرائب التي خلفناها وراءنا في السنتين الأخيرتين.
عاموس عوز قال ذات مرة ان اللغة تسبق الاحداث. وعندما وجه وزير الدفاع قبل بضعة أيام من المرحلة النهائية في المفاوضات تعليماته لان ترفع له خطة “لحسم مطلق” لحماس – بدلا من التوجه الى “النصر المطلق” – مس، دون أن يعرف على ما يبدو، بقلب الجدال القديم بين الحسم والنصر. جذور البحث تعود الى بن غوريون الذي تحدث دوما عن النصر في تحديده لاهداف الجيش. بعد الأيام الستة احد لم يتحدث عن الحسم. بار ليف حتى بعد يوم الغفران، كان لا يزال يتحدث عن النصر. لكن في لحظة ما على مدى السنين تقرر الى جانب هدف النصر أيضا “مثلث الامن” الذي عرض كثلاثي الاضلاع في طرح الجيش الإسرائيلي – “الردع، الاخطار، الحسم”. نبش متشدد للقوانين في النظرية العسكرية الغربية، من كلاوزفتس شمالا لم يجد أي كلمة مرادفة للحسم. التعبير هو تطوير إسرائيلي اصلي. نتاج “لعنة أسماء العملية” مثلما وصف هذا روبيك روزنتال. في وثيقة استراتيجية الجيش الإسرائيلي في2018 اضيف الى المثلث عمود اسناد رابع: “ردع، اخطار، دفاع، حسم”. ولم يجدِ نفعا إصرار رؤساء الأركان من موفاز وحتى كوخافي مع “ورشة نصره” – الثبات العنيد للحسم ما كان يمكن تجديره.
قلب المعضلة هنا هو مسألة الفصل بين هدف الخطوة العسكرية في الحرب والفعل السياسي الذي يفترض أن يثبت إنجازاتها. في الممارسة كانت وتبقى الصعوبة في تعريف المفهومين في قاموس الاصطلاحات العسكرية. “نزع قدرات وإرادة الخصم بمواصلة القتال”، كان مثالا واحدا عن الاطياف لتعريف الحسم. لكن كيف تنزع الإرادة؟ كل صيغة طرحت تركت جناحا مكشوفا. وهكذا، بخلاف بارز عن حالات أخرى، بقي الموضوع في الجيش كبحث غير محلول يفتح من جديد كل مرة.
لقوة اللغة العسكرية توجد أمثلة واضحة أكثر، مثل اصطلاح “السعي الى الاشتباك” الذي ادخل الى الاستخدام بدلا من “الانقضاض”. فالانقضاض كان خلاصة معركة الحركة للجيش الإسرائيلي حتى حرب لبنان الثانية الى هذا الحد او ذاك. اليوم، في القتال الذي يدمج المعلومات الاستخبارية في الشبكة، والذخيرة الموجهة – هو اكثر قفزة محمية لاشتباك جسدي. في معظم الحالات هو فعل مكمل للعملية وليس أساس الخطوة. وردت اللغة العسكرية على هذا التغيير في واقع القتال، حتى وان كان صعبا جدا الإشارة كيف حصل هذا – للغة توجد بيوت تربية خفية بحد ذاتها. مهما يكن من أمر فان “السعي الى الاشتباك” يبدو هنا بالفعل كتعبير اكثر دقة. لكن “الحسم المطلق” بدلا من “النصر المطلق” على أي تغيير يرد هذا؟
وبالفعل هذا يرد على الواقع الإسرائيلي بعد سنة وربع من الحرب. الفرق بين الإنجاز العسكري والنصر السياسي بات واضحا اليوم لعيان الجميع، والحاجة للتمييز بين الحسم والنصر بات واضحا اكثر من أي وقت مضى. الحسم هو اصطلاح عسكري. اما النصر فهو المجموع السياسي الذي يفترض أن يجلبه. الجيش، مهمته ان يؤدي الى حسم عسكري، وليس الى نصر سياسي. هذا دور السياسيين.
في هذه الحرب، ليست هذه كلمات مترادفة. الجيش حسم حزب الله لكن حزب الله لا يزال موجودا. الجيش الإسرائيلي حسم عسكريا حماس لكن هي أيضا لا تزال موجودة. الاهتزاز التكتوني في الشرق الأوسط خلق بالفعل وضعا جديدا، لكن من المواد القديمة ذاتها. محور الشر غير الوجه فقط وليس الأهداف، وعندما يبدل المستوى السياسي النصر بالحسم فانه يكشف، دون أن يعرف عدم قدرته على أن يجلب الاطار السياسي اللازم للنصر. ويعد التربة لان يتهم بذلك الجيش.
الصفقة الحالية كانت على الطاولة في أيار من العام الماضي، وليس الجيش هو من افشلها. اليوم الظروف مختلفة حقا. السنوار ونصرالله رحلا الى عالمهما. لكن سياسة قاطعة فقط، من الخارج هي التي أدت الى الاتفاق الان وليس من القدس. هناك لا يوجد سياسيون.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-23 16:13:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>