يديعوت احرونوت: ترامب يلعب بالنار

يديعوت احرونوت 2/3/2025، بن درور يميني: ترامب يلعب بالنار
المواجهة في المؤتمر الصحفي في البيت الأبيض كانت حدثا تاريخيا في بث حي ومباشر. كانت مؤشرات مسبقة: فقد سبق لترامب ان وصف زلنسكي “دكتاتور”؛ نبرته المتصالحة تجاه بوتين أثارت تساؤلات وعلامات استفهام؛ لكن شيئا لم يعدنا لخازوق في بث حي ومباشر. زلنسكي الصغير، الذي يصارع قوة عظمى، ومنذ ثلاث سنوات ينجح في الإيفاء بالمهمة، يقف امام نقطة الانعطافة الأخطر منذ بدأت الحرب.
يحتمل أن يكون هدف ترامب هو الوصول الى نهاية الحرب. يحتمل أن يكون يريد جائزة نوبل للسلام. يحتمل أنه يتخذ نهج العلاج بالصدمة. وينبغي الاعتراف حتى بانه توجد فرصة صغيرة لان ينجح هذا. ربما، من يدري، بعد بضعة اشهر سيوقع في الرياض اتفاق ما يوقف الحرب. لكن يوجد احتمال، ويخيل أن هذا اكبر، في أنه مع نهجه الوحشي، احتمال أن يصل ترامب الى اتفاق في شرق أوروبا يشبه احتمال تنفيذ فكرة الترحيل. وهذا مقلق.
إسرائيل بالذات يفترض أن تنظر الى النزاع بين روسيا وأوكرانيا بعيون مفتوحة اكثر بكثير. لانه هناك أيضا، بالضبط مثلما هو هنا، يدور الحديث عن هجمة وحشية هي نتيجة حرمان حق تقرير المصير لاوكرانيا. هناك أيضا، بالضبط مثلما هو هنا، القوة التي تصارع ضد أوكرانيا هي دكتاتورية، عديمة الكوابح، تمس بنية مبيتة بكل مسلمة إنسانية. هناك أيضا، بالضبط مثلما هو هنا، واكثر من هنا، تتعلق أوكرانيا بمساعدة دولية. وهناك أيضا، مثلما هو هنا، يقف الواحد تلو الاخر شر مطلق من جهة مقابل دولة مصممة على الدفاع عن نفسها من جهة أخرى.
يجدر بنا أن نتذكر بان إسرائيل هي التي تقف، في كل انعقاد للجمعية العمومية للأمم المتحدة، في كل بحث في مجلس حقوق الانسان في الأمم المتحدة، امام أغلبية دول ظلامية. التصويتات هناك تلقائية. مرات عديدة جدا – بدعم دول أوروبا. على هذه الخلفية يخيل ان تصويت إسرائيل في الأمم المتحدة، ضد أوكرانيا وضد معظم دول العالم، الى جانب الولايات المتحدة، روسي وايران – ليس خطوة تضيف لنا شرفا. وحتى حقيقة أن أوكرانيا نفسها، بشكل عام، تصوت مع دول أوروبية ضد إسرائيل ليس بالضبط سببا للثأر. نحن نطلب من العالم العدل والنزاهة والتمييز بين الخير والشر. يجدر بنا ان نطلب هذا من أنفسنا أيضا.
عندما ننظر الى الجهات التي تؤيد بوتين نجد خصلة مشتركة أخرى، مخيفة ومقلقة. في الائتلاف المؤيد لروسيا يمكن أن نجد بروفيسورات بارزين مثل جيفري ساكس وجون ميرشهايمر، الى جانب اعلاميين مثل تاكر كرلسون وتندس افانس وفنانين مثل روتجر ووترز. الأول في القائمة ساكس هو يهودي. لكن ميزة الجميع هي كراهية لاذعة لإسرائيل وللصهيونية، مع مؤشرات لاسامية بارزة. ونعم، يوجد أيضا يهود لاساميون. هم في جانب حماس التي تتبنى أيديولوجيا إبادة اليهود. والان هم في جانب بوتين. عرفنا منذ البداية بان قسما من مؤيدي ترامب بمن فيهم نائب الرئيس جي دي فانس، هم انعزالون. لكن كان يخيل، ولا يزال يخيل انه فقط في السياق الاوكراني، وربما جبهات أخرى في العالم. لكن ليس إسرائيل. لكن هذه ليست بالضبط انعزالية. في الموقف من عناق الإدارة الامريكية لبوتين – هذا تدخل. لكن في الاتجاه الخطير.
لادارة ترامب يوجد صندوق حقوق بالنسبة لإسرائيل. فلا يمكن تجاهل المرسوم الرئاسي ضد محكمة الجنايات في لاهاي، استئناف ارساليات السلاح التي اخرتها الإدارة السابقة، التصميم على الصراع ضد مناهج لاسامية تخفت في صورة تقدمية. لكن الركلة لزلنسكي هي ضوء تحذير. زلنسكي لم يجتاح روسيا. زلنسكي لم يهدد بتصفية القوة العظمى المجاورة. ورغم ذلك هو وليس بوتين، نال لقب دكتاتور بل وتلقى ركلة في بث حي ومباشر.
ترامب هو زعيم العالم الحر. لا يوجد أحد آخر. هذا العالم الحرب أوقع خيبات أمل في العقود الأخيرة. نزعة المصالحة تجاه دول دكتاتورة بعامة وتجاه ايران بخاصة – هي عار. هكذا أيضا الميول التقدمية التي استقرت في نخب الاكاديمية والاعلام والتي هي عار لا يقل. فاحد الأسباب لتأييد ترامب هو النفور من هذه الميول. في الولايات المتحدة نفسها تتخذ إدارة ترامب سلسلة من الخطوات التي لعلها، فقط لعلها، تؤدي الى تغيير. لكن ماذا عما يحصل في الساحة الدولية؟ ما هو بديله؟ حلف مع بوتين؟ هذا مقلق لانه ليس واضحا اذا كان ترامب سينجح في أن يقطع بوتين عن ايران، لكن يوجد تخوف من أن ينجح بوتين في أن يصالح بين البيت الأبيض وطهران. وماذا عندها؟ نحن قد نحصل على اتفاق نووي في صيغة أسوأ من صيغة 2015.
الاقوال التي تكتب هنا هي بالأساس مخاوف. لانه يحتمل ان يكون تأييد ترامب لبوتين والخازوق لزلنسكي هما طريقته الغريبة بعض الشيء للوصول الى وقف النار. فنحن لا نزال في البداية. لا تزال لا توجد مسودة سلام. لا يزال لا يوجد موعد للمحادثات في الرياض التي في السعودية. وبالاساس، التصريحات من جانب وزير الخارجية الروسي لافروف تشهد على ان شهية روسيا ازدادت فقط في اعقاب سياسة ترامب. على هذه الخلفية توجد مخاوف ان يكون ترامب يلعب بالنار. هو لن يؤدي الى السلام بل الى احتدام النزاع. ليتنا نكون مخطئين.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-03-02 16:20:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>