اشترك في :

قناة واتس اب
عين على العدو

يديعوت احرونوت: حرب اضطرارية أصبحت سياسية

يديعوت احرونوت 2/1/2025، أوفي شيلون: حرب اضطرارية أصبحت سياسية

حجتان مركزيتان تخدمان أولئك الذين يرغبون في استمرار الحرب في غزة، رغم أن الامكانية الوحيدة لاعادة كل المخطوفين هي في صفقة شاملة تنهيها. الأولى هي، مثلما قال بتسلئيل سموتريتش لعائلات المخطوفين هي أن الحرب في غزة كانت لازمة لضمان الا يتكرر 7 أكتوبر. الحجة الثانية تسمع بشكل أقل بروزا لكن هي أيضا شعبية في أوساط الساعين لمواصلة المعارك: الجنود الذين سقطوا أمرونا باستمرار الحرب حتى إبادة آخر رجال حماس والا فان موتهم سيكون عبثا.

هاتان الحجتان ليستا صحيحتين ولا تستويان مع الواقع، على اقل تقدير.

أولا، لان حماس مسحوقة منذ اشهر طويلة. فبعد اكثر من سنة من الحرب دمرنا في اثنائها غزة بشكل غير مسبوق، لم تعد قدرات حماس لمهاجمة إسرائيل بشكل ذي مغزى قائمة. هذه حقيقة. ثانيا، لانه حتى عندما كانت حماس في ذروة قوتها كان ممكنا منع 7 أكتوبر لو كان الجيش والاستخبارات مستعدين. واستمرارا لهذا يمكن التقدير بان العمى الذي عاناه جهاز الامن لن يعود.

عمليا، ما يحصل في غزة في الأشهر الأخيرة هو حرب عديمة التفسير، عديمة المنطق، يسقط فيها كل أسبوع المزيد فالمزيد من الجنود. إسرائيل تلاحق مئات قليلة من رجال حماس ممن تبقوا في الميدان أو انضموا مؤخرا، في ملاحقة عبثية لا تنتهي هدفها الوحيد إبادة حماس حتى الرجل الأخير.

غير أنه لم تتطلع أي حرب في العالم لابادة العدو، جسديا، حتى آخر رجاله. ومثلما عرفت إسرائيل كيف توقف الحرب في الشمال فيما أن يدها هي العليا رغم أنه لم يصفى كل رجال حزب الله هكذا يجب الانهاء في الجنوب أيضا. وعلى أي حال، فانه اذا كان هناك عامل من شأنه أن يشجع   محاولة إعادة 7 أكتوبر فهو يكمن بالذات في استمرار الحرب. إذ أنه كلما قتل مزيد من الغزيين ممن ليسوا رجال حماس في إطار “الضرر الجانبي” الذي تتسبب به الحرب، فان الكراهية لنا ستتعمق فقط. في نقطة معينة في اثناء الحرب فهم الغزيون أيضا بان حماس هي التي أوقعت عليهم الكارثة وكان ممكنا استغلال هذا الوعي لديهم في صالح استبدال حماس بجهة أخرى. لكن اذا كانت إسرائيل تواصل القتال لاكثر من سنة وشهرين، فيما ان حماس تقوضت منذ الان والوضع في غزة كارثي من كل ناحية – واضح أنه بعد بضع سنوات سيقوم في غزة أناس يتطلعون الى الثأر. لا يهم اذا كان هؤلاء يسمون حماس أو أي اسم آخر. وعليه فان الادعاء بان استمرار الحرب يستهدف منع 7 أكتوبر هو تضليل. ناهيك عن أنه كلما استمرت الحرب فانها تمس اكثر فأكثر بالوحدة الاجتماعية، انضباط الجنود المستنزفين، الاقتصاد وإمكانية إيجاد حل حقيقي، سياسي لغزة. وغني عن البيان ان استمرارها يقتل المخطوفين الذين منذ الان ليس معروفا كيف سيعودون.

الحجة الثانية في أن وقف الحرب معناه ان الجنود الذين سقطوا ماتوا عبثا تثير الحفيظة حتى أكثر. فالجنود الذين سقطوا هم قديسون انطلقوا للقتال كي يضمنوا لإسرائيل الامن وإعادة المخطوفين. وانهاء الحرب سيعظم فقط مساهمتهم البطولية، إذ ان إسرائيل ستتمكن من العودة الى الحياة الطبيعية وبالضبط عن هذا قيل – بموتهم أمرونا بالحياة.

عمليا، الحرب في غزة، التي كانت اكثر الحروب عدالة، تصبح الحرب الأكثر سياسية التي شهدتها الدولة. ليس لها أي مبرر وليس لها أي ميزة للمستقبل. ورغم أنه غريب التفكير هكذا ليس صدفة أن الطرفين الوحيدين اللذين يواصلان الرغبة في استمرار القتال هم الحوثيون ونحن. هذا يحصل لانه رغم الفرق بالطبع، لقيادتنا وقيادتهم يوجد في هذه اللحظة قاسم مشترك: سياسة عديمة المنطق وعديمة الغاية، كل واحد لاسباب السياسية الداخلية.

مركز الناطور للدراسات والابحاث فيسبوك

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-02 15:23:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى