يديعوت احرونوت: خطر المبادرة العربية

يديعوت احرونوت 25/2/2025، بن درور يميني: خطر المبادرة العربية
الاونروا، قال لي قبل يومين شخص تولى مناصب عدة في الأمم المتحدة، عملت عشرات السنين بتشجيع ودعم إسرائيل. هو محق. كما أن المساعدة الدائمة من قطر لحماس، كما هو معروف نقلت على مدى سنين عديدة بتشجيع ودعم من إسرائيل. هكذا أيضا ترسانة حزب الله. فقد اتسعت، منذ نهاية حرب لبنان الثانية، تحت العين المفتوحة لإسرائيل.
القاسم المشترك لكل هذه الاحداث هو الرغبة في الهدوء. فقط لا لمواجهة أخرى. أملنا أن تصدأ صواريخ حزب الله في المخازن. أملنا أن تنسي الاونروا العالم، وربما تنسينا نحن أيضا، وجود قضية فلسطينية. وكان اجماع واسع، في اليسار وفي اليمين، بان الازدهار في غزة، من خلال مساعدة قطر وقرابة 20 الف عامل في إسرائيل، سيؤدي الى هدوء لسنوات طويلة.
كل هذه المفاهيم تفجرت لنا في الوجه. صواريخ حزب الله لم تصدأ. في مخيمات لاجئي الاونروا ربوا على الكراهية وخلدوا القضية الفلسطينية. في قطاع غزة استخدموا المداخيل الهائلة، من العمل في إسرائيل ومن قطر، لغرض بناء بنية تحتية إرهابية بالغة التطور في العالم من فوق ومن تحت الأرض.
فهل تعلمنا شيئا؟ هل استخلصنا الدروس؟ ليس مؤكدا على الاطلاق. لان الكثيرين منا يتمنون “عودة السلطة الفلسطينية الى قطاع غزة”. في العقدين الأخيرين كان الكثير من محاولات المصالحة بين فتح وحماس. في 2007 وقع اتفاق مصالحة في مكة. في 2008 وقع اتفاق في صنعاء. في تشرين الأول 2011 تحقق اتفاق مصالحة في القاهرة. في 2012 وقع اتفاق في الدوحة لغرض تنفيذ اتفاق القاهرة. في 2014 مرة أخرى وقع اتفاق، تحقق في غزة وفي القاهرة. في 2017 تحقق اتفاق في القاهرة. في 2020 تقرر تعاون استراتيجي، هذه المرة في رام الله. في 2022 تحقق اتفاق آخر، هذه المرة في الجزائر. كل الاتفاقات تشهد عمليا على سلسلة من الإخفاقات. لان أيا منها لم ينل التنفيد. الاتفاق الاخير تحقق في تموز 2024، هذه المرة في الصين. بخلاف الاتفاقات السابقة تحقق توافق على نقل المسؤولية عن القطاع الى السلطة الفلسطينية.
حماس خلقت دمارا وخرابا. السلطة الفلسطينية مع قصة معتدلة اكثر بقليل ظاهرا، يفترض أن تنفذ خطة اخلاء الإنقاض والاعمار. هكذا بحيث أن هذه المرة تختلط المبادرة العربية بالتوافق الفلسطيني الداخلي. الاحتمالات لتنفيذ المبادرة اعلى بقليل لانه تحصل ثلاثة أمور. الأول، لا توجد خطة إسرائيلية لما بعد الحرب، بقدر ما يخطط احد ما على الاطلاق بان يصل الى مثل هذا العهد. الثاني، خطة الترحيل لترامب اصطدمت بمقاومة منيعة. كانت هذه منذ البداية خطة هي بين الارتجال والخيال. نتنياهو أعلن بان هذه خطته لليوم التالي، مما يشهد فقط على أنه يوجد لنا رئيس وزراء ليس لديه أي خطة. فقد ركب على موجة ترامب. والثالث، للفراغ الذي خلقه نتنياهو دخلت في الأسابيع الأخيرة الدول العربية. وهي التي تبلور الخطة لاعمار قطاع غزة. وكلما مرت الأيام يتبين ان هذه الخطة هي الامر الوحيد الذي سيبقى على الطاولة لغرض البحث العملي.
ترامب لن يقنع محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، بتبني الترحيل. لكن يوجد احتمال أعلى لان يقنع ابن سلمان ترامب. ينبغي الانتباه الى ان الرياض تصبح محورا مركزيا. المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا على التسوية في أوكرانيا ستجرى هناك. في لعبة الشطرنج العالمية يوجد لهذا الموقع معان استراتيجية جدية ببحث منفصل.
لكن مع كل الاحترام للمبادرة العربية لليوم التالي – هذه مبادرة خطيرة. لان حماس قد تقف قليلا من خلف الكواليس. لكن طالما لا تتضمن المبادرة خطة عملية لنزع سلاح منظمة الإرهاب، فستكون هذه مبادرة أخرى تمنح الهدوء في المدى القصير وثمنا دمويا خطيرا بعد سنوات غير طويلة. حماس ستصبح حزب الله السلطة الفلسطينية، بداية في القطاع ولاحقا، وهذا يحصل منذ الان، في مناطق الضفة أيضا. الاغراء لتحقيق الهدوء، مثلما كان في الماضي، مع الاونروا، مع حماس، مع حزب الله سيدفع إسرائيل الى الشرك إياه. هدوء زائف في المعركة الأولى، وربما أيضا في الثانية، الذي يتفجر لنا في الوجه في المعركة الثالثة.
تقويض حماس ليس شعارا ثابتا. فهذه ايديولوجيا ابادية من الواجب ابادتها. الاقتراح لرفع الحصار ولاستثمارات في القطاع مقابل التجريد ليس شيئا جديدا. فقد عرض هذا المرة تلو الأخرى من الاسرة الدولية ورفضته حماس المرة تلو الأخرى. والان، بعد الدمار والخراب الذي تسببت به حماس للقطاع، نعود عمليا الى تلك الاقتراحات. لكن المسألة الأساسية كانت وتبقى تجريد القطاع. لا يمكن إبادة الأيديولوجيا الاجرامية لحماس. لكن بعد 7 أكتوبر تجريد القطاع ضروري.
يحتمل الا يكون مفر من استئناف القتال لغرض تحقيق الهدف. لكن فقط بعد أمرين. الأول، تحرير كل المخطوفين، بانه بدون التحرير سنعود لنقول ان الدافعية للقتال ستكون متدنية. والثاني، فقط بعد أن يتبين بان ليس للمبادرة العربية اسنان حقيقية لنزع سلاح حماس. فقد تبنت إسرائيل مفاهيم مغلوطة كثيرة جدا تتعلق بالهدوء. وهذه كلفتنا دماءً. لا حاجة لواحد آخر.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-02-25 16:36:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>