يديعوت احرونوت: معركة دفاع عبثية
يديعوت احرونوت 7/1/2025، يوسي يهوشع: معركة دفاع عبثية
العملية الاجرامية امس على طريق 55 والتي كلفت حياة ثلاثة إسرائيليين، بعثت عن حق مشاعر قاسية لدى السكان من رجال ونساء. لكن، حتى من الغضب والالم، ينبغي الاعتراف بانه في الواقع القائم لن يكون ممكنا المنع التام لمثل هذه العمليات. على شريان حركة سير مركزية يسافر فيه يهود وفلسطينيون لا يوجد حل عسكري لخلية تقرر اعتلاء مركبة مع سلاح وتنفيذ عملية.
مع ذلك، فان من ينثر تصريحات عن “سور واقٍ 2″ او “نابلس يجب أن تبدو كجباليا“ يعرف أنه يتحدث في الهواء، بل ويفعل هذا من كرسي وزير وعضو كابنت، الامر الذي هو عبثي على الاطلاق.
عمليا، السياسة هي بذل جهود جبارة لخلق تمييز بين السكان المدنيين وبين الإرهابيين ومساعديهم، هذا الى جانب اعمال هجومية متسارعة وزيارة لكل بلدة وكل قرية فلسطينية بشكل دائم ومتواصل دون أي قيد على استخدام القوة والا فان المعنى سيكون ان تتسع دائرة الإرهاب في ثلاثة ملايين فلسطيني ومشاكل إسرائيل في الجبهة تتفاهم فقط، وبالتأكيد حين يكون السكان متداخلين خلف الخط الأخضر.
هذا ليس “مفهوما مغلوطا” مثلما في غزة، لانهبالتوازي يبذل جهد هائل من الجيش الإسرائيلي ومؤخرا أيضا من السلطة الفلسطينية، لمكافحة الإرهاب وبخاصة حماس. وعليه ففي 2024، السنة التي لم تكن فيها جبهة الضفة ولا حتى في المكان الثاني في المركزية أحبطت 1.040 عملية ذات مغزى (2 – 3 عملية في اليوم) الى جانب احباط تهريب وسائل قتالية، بما في ذلك عبوات شديدة الانفجار. صحيح ان عدد المقتولين والقتلى في 2024 ارتفع قليلا (46 مقابل 43، وكل مقتول هو عالم بكامله)، لكن في 2024 نفذت 231 عملية ذات مغزى مقابل 414 عملية في 2023. يشير الامر الى ميلين: من جهة، زيادة الكثافة منذ 7 أكتوبر تعطي ثمارا: غير قليل من الكوابح تحررت، مثل الغارات من الجو، والجيش والشباك استغلا المعلومات الاستخبارية النوعية لاجل انقاذ الكثير جدا من حياة الانسان في عمليات خاصة وفي اعمال جارية.
بالمقابل، عندما تنجح عملية في الإفلات وتخرج الى حيز التنفيذ فانها اكثر فتكا بسبب وسائل القتال كالسلاح الناري، العبوات ذات المواصفات المعيارية وغيرها. كما أن مستوى مهنية المخربين في ارتفاع. في توثيق نشر من الساحة امس، بدا المخربون يأتون في مركبة، يخرجون منها بعد دقيقة وعندها يفتح احد المخربين النار نحو باص وسيارة. مصادر في الجيش فحصت المواد تقول انها تدل على مستوى جندية وخبرية مهنية اكثر من ذاك الذي رأيناه في الضفة في معظم العقد الماضي. كل هذا بالطبع لا يأتي لإزالة مسؤولية الجهاز عن العملية امس في قلب قرية الفندق، التي تعتبر قرية هادئة بالذات، حيث يشتري اليهود ويتجولون بشكل حر بين المحلات. الخلية التي نفذتها كانت على بؤرة استهداف الشباك والجيش وفوتت. وينبع الخلل لان الخلية خرجت للعملية من منطقة لم يعمل فيها الجيش ولم تكن أجهزة السلطة فيها ناجعة كما ينبغي. والان سيكون جهاز الامن مطالبا بالتحقيق اذا كانت المعلومات قد نقلت الى الأجهزة التي هي بالذات رفع مستوى اعمال الإحباط للارهاب، ومن أي نقطة بالضبط انطلق المخربون الى الدرب.
مهما يكن من أمر فان الرد الصائب هو استمرار الهجوم المركز والمتواصل في عاصمتي الإرهاب جنين ونابلس مثلما جرى على أي حال في الـ 15 شهرا الأخيرة. “الدفاع هو معركة عبثية”، يقول ضابط كبير. بالمقابل، رئيس مجلس السامرة يوسي التابعأغان يقول انه يمكن تقليص العمليات اذا ما نصب مثلا مزيد من الحواجز. في الجيش يدعون بان عشرات محاور السير سدت في السنة الأخيرة لكن سد المحاور لا يساعد بالضرالبابة على خلق سيطرة أمنية وينقل الحركة الى محاور جانبية وثانوية ليس للجيش فيها وسائل تحكم، رقابة واستخبارات متطورة. ليس سرا أن في اليمين كانوا يريدون أن يرون خطوة ابعد اثرا حقا: انهيار السلطة الفلسطينية. على هذا ينبغي الرد لانه وان كانت السلطة ليست محبة لصهيون ولا خطرا في أن تصبح واحدة كهذه، لكن في نظام أبو مازن لا يزالون يعتبرون حماس عدوأ. امس فقط سلمت الأجهزة للجيش الإسرائيلي مخربة نفذت عملية قرب قوات الامن. هذا ليس لواء آخر في فرقة الضفة لكن الحقيقة بسيطة: ليلة إثر ليلة، مسلحون فلسطينيون يساعدون في احباط الإرهاب.
إضافة الى ذلك فان المطالبين بانهيار السلطة يصعب عليهم أن يشرحوا من بالضبط سيحل محلهم: ففي هذه الأيام فقط يخدم في فرقة الضفة 20 كتيبة إضافة الى وحدات خاصة. تخرج أجهزة السلطة وستحتاجون الى عدد مضاف. من اين بالضبط ستجلبونه؟
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-07 16:13:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>