اشترك في :

قناة واتس اب
عين على العدو

يديعوت احرونوت: وعود ترامب ومقابلها السري: ما وراء الصفقة

يديعوت احرونوت 14/1/2025، رونين بيرغمان: وعود ترامب ومقابلها السري: ما وراء الصفقة

الاتفاق الآخذ في التبلور في الدوحة لصفقة تدريجية لتحرير عدد من المخطوفين ووقف اطلاق النار لبضعة أسابيع والانسحاب الجزئي للجيش الإسرائيلي من غزة، واطلاق سراح ليس اقل من بضع مئات من السجناء الفلسطينيين – بدأ يتجسد. هذا حسب بعض المصادر، سواء في إسرائيل أو في دول الوساطة، وحسب منشورات تنطلق من حماس والسلطة الفلسطينية.

الآن الكرة توجد حقا في يد حماس. ليس من اجل ارسال قائمة للمخطوفين الاحياء، لأن هذا الموضوع ليس الموضوع الرئيسي في هذه الأيام، بل من اجل الرد بالإيجاب على المسودة التي نقلت اليها، والتي اذا وافقت عليها – يبدو أنه سيكون اتفاق اطار للصفقة.

أيضا الضغوط الامريكية لادارة ترامب يوجد لها مثل هذا الصدى. “هو قال إن الاتفاق يقف على الباب”، أكد أمس في ميامي مصدر رفيع مقرب جدا من الرئيس المنتخب حول الاتفاق الآخذ في التبلور. ورغم الصعوبة في رصد المعلومات التي تأتي الى الرئيس أو يتم نقلها منه فان هذا المصدر الذي يعتبر مصدر مهيمن في حاشية ترامب وعد في السابق بأنه سيعمل على التوصل الى الاتفاق، والآن يعلن بأن الهدف بات اقرب من أي وقت مضى.

يوم حاسم

حتى الآن لا يوجد اتفاق. حماس لم تعط رد واضح ونهائي فيما يتعلق بالاطار الشامل للصفقة. اليوم القادم سيكون يوم حاسم حقا، ليس فقط كمحاولة لخلق دراما فارغة للمشاهدين المتعطشين للاخبار، بل من اجل أن يعرفوا اذا كانت حماس مستعدة اظهار المرونة أم أنها ستضع عقبات في اللحظة الأخيرة. من المهم الإشارة الى أنه حتى لو تم التوصل الى اتفاق فان الامر يتعلق بصفقة على مراحل: نشر الاتفاق الإنساني الذي تم التخطيط له كاتفاق كامل على مراحل منفصلة. الاتفاق يشمل اطلاق سراح مخطوفين تعتبرهم إسرائيل “انسانيين” (حماس لا تعتبرهم جميعهم هكذا)، مقابل اطلاق سراح سجناء فلسطينيين، ووقف طويل لاطلاق النار لمدة 42 يوم وانسحاب جزئي.

حتى لو تم استكمال الصفقة، هذا ما زال في طور سؤال مفتوح، حيث أن الامر يتعلق فقط باطار عام وليس بتفاصيل الاتفاق، فانها ستركز على مجموعات معينة: النساء، الرجال فوق سن 50، وكما يبدو الـ 11 رجل الذين تعتبرهم إسرائيل في حالة صحية صعبة رغم أن حماس تعتبرهم جنود لأنهم دون سن الخمسين سنة. الصفقة، حتى لو تم تنفيذها بالكامل، لا تشمل كل الرجال المدنيين تحت سن الخمسين، والذين لم يعتبروا في شهر نيسان عند اعداد القائمة في حالة صعبة، ولا تشمل أيضا الجنود الذين تم اسرهم في 7 أكتوبر. عمليا، بعد سنة وثلاثة اشهر في زنازين السجن وفي انفاق حماس فان خبراء في الصحة النفسية يحذرون من أنهم جميعا يوجدون في خطر الموت الفوري.

بين إسرائيل وحماس يتوقع أن تكون صياغة ضبابية تتطرق الى “انهاء وضع العداء” أو “انهاء المعارك” بدلا من الإعلان عن انهاء حرب صريح. هذه الصيغة ستسمح للطرفين بتفسير الاتفاق لصالحه. فحماس يمكن أن تعرض ذلك كوعد لانهاء الحرب، وإسرائيل يمكنها الادعاء بأنه لا يوجد أي مانع للعودة الى القتال عند الحاجة. ومفهوم مثل “انهاء العمليات العسكرية” يمكن أن يشكل قاعدة للمرحلة الأولى في الاتفاق، لكنه لن يكفي للمرحلة الثانية، التي ستطالب حماس فيها بتعهد لانهاء كامل للحرب.

حماس وافقت كما يبدو على أن تضمن في اطلاق السراح الحالي رجال دون سن الخمسين سنة، الذين تدعي إسرائيل بأن حالتهم الصحية صعبة، رغم أنه حسب ادعاء المنظمة الإرهابية فان الحديث يدور عن “مناورة إسرائيلية” لاطلاق سراح عدد كبير من المخطوفين. مع ذلك، الاتفاق مشروط بأن تستطيع حماس العثور عليهم والاثبات بأنهم ما زالوا أحياء في الأسبوع الأول لوقف اطلاق النار. اطلاق سراحهم سيتم تنفيذه حسب نسبة تحرير مختلفة عن التي يتم اتباعها مع المخطوفين الانسانيين، بما يشبه نسبة المجندات، الامر الذي سيمكن حماس من اطلاق سراح عدد اكبر من السجناء الفلسطينيين، بما في ذلك الذين تم الحكم عليهم بالسجن المؤبد بسبب عمليات قتل وأيديهم ملطخة بدماء اليهود.

ترامب يراهن على جائزة نوبل للسلام

ترامب في الحقيقة وعد بـ “فتح نار جهنم” على حماس اذا لم تقم باطلاق سراح المخطوفين. ولكن من غير الواضح ما هو المعنى العملي لهذا الوعد – حيث أن إسرائيل تستخدم الآن على حماس ضغط عسكري شديد منذ سنة ونصف تقريبا. فهل ترامب ينوي ارسال تعزيزات عسكرية؟ اذا كان الامر هكذا فهل هذا حقا سيصنع فرق؟. مع ذلك، يبدو أن تهديده أثر بالأساس على اطراف ثالثة – مصر وقطر ردت بضغط متزايد على حماس من خلال الرغبة في إرضاء الرئيس المنتخب، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اظهر تعاون استثنائي، حيث أنه حسب مصدر رفيع “في هذه المرة بيبي ظهر متساوق أكثر”.

الرئيس ترامب، حسب المصدر المطلع على التفاصيل، وعد نتنياهو والوزير ديرمر في السابق بأنه اذا وافقوا على وقف اطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع فانه سيدعم إسرائيل اذا قررت استئناف القتال وخرقت وقف اطلاق النار. وهذا ربما يحل لنتنياهو مسألة واحدة، لكن من غير المؤكد أن هذا سيكفي لتهدئة أعضاء الائتلاف من الجناح اليميني – القومي المتطرف والاستيطاني، الذين يمكن أن يعتبروا ذلك تنازل لا يمكن تصوره. مصادر أخرى قالت بأن كل ما يحدث امام الجمهور، بما في ذلك معارضة اليمين، هو جزء من نفس العرض المتفق عليه.

خلال اشهر الشتاء القاسية في نيويورك، وإزاء الحرائق في لوس انجلوس، فانه يتركز على طول شارع صغير قرب شاطيء ميامي أصحاب رؤوس الأموال الأمريكيين، يهود وغير يهود، في الأبراج السكنية لفندق “الفصول الأربعة” ومحيطه، بالضبط قربهم تسكن سارة ويئير نتنياهو. عائلة ترامب هي أيضا تستجم هنا بين حين وآخر، غير بعيد عن ضيعتها.

بين المباني الفاخرة يسمع صفير لا ينقطع لكبار رجال الاقتصاد والشركات الكبرى في الولايات المتحدة، الذين جاءوا للتملق للرئيس المنتخب. “ترامب يراهن على جائزة نوبل للسلام”، قال شخص يعرف عن حياة سكان هذه الأبراج. “اذا نجح ترامب في إعادة المخطوفين وانهاء الحرب في قطاع غزة وقاد الى اتفاق في أوكرانيا فانه توجد له احتمالية حقيقية للفوز بالجائزة. وعندها فان كل أصحاب رؤوس الأموال الذين يجلسون هنا الآن، والذين في هذه الاثناء يرتجفون خوفا منه وينتظرون أن يحصلوا على اهتمام صغير منه، سينسون على الفور محاولته تحويل النظام مقابل انتخابات قانونية، والله يعلم ما الذي يخطط لفعله”.

ترامب ورجاله اثبتوا في السابق بأنهم يعرفون كيفية استخدام اسلوب “العصا والجزرة” من الاتجاه غير المتوقع، كما قال شخص كان مطلع على العمليات التي تجري وراء الكواليس في اتفاقات إبراهيم، وهو الآن مطلع أيضا على العمليات التي تجري حول الصفقة الآخذة في التبلور في الدوحة. بكلمات أخرى، الحديث لا يدور فقط عن اتفاقات مع صياغة لفظية مناسبة لجميع الأطراف، بل عن خلق “محفز” – سبب وجيه، معروف، متعة عظيمة من مكان مختلف كليا.

بين باكسوس والعقوبات على المستوطنين

على سبيل المثال، ترامب اغدق على المغرب موافقة للاعتراف بموقفها في النزاع على الصحراء، وهو الموضوع الذي ليست له أي صلة مباشرة بالاتفاق مع إسرائيل. أيضا منح دولة الامارات صفقة للتزويد بالسلاح، يشمل الطائرات المتقدمة بموافقة ضمنية التي في نهاية المطاف قامت إسرائيل بنفيها. هكذا أيضا وجد حل للمشاكل مع السودان.

من اجل أن تسمح السعودية برحلات طيران إسرائيلية فوق اراضيها، كان يمكن لترامب الضغط على نتنياهو من اجل استئناف أنبوب التزويد لباكسوس، أحد الأدوات المحببة على حاكم السعودية، ولي العهد محمد بن سلمان.

باكسوس، الذي هو برنامج التجسس الإسرائيلي الأكثر تطورا في العالم، كان الامر الذي ربط معظم المشاركين في اتفاقات إبراهيم، بما في ذلك دول مثل اوغندا، أيضا، بالسر، الولايات المتحدة. ورغم أنه في نهاية ولاية ترامب الاولى، الولايات المتحدة حاربت ضد صناعة السايبر الهجومي الإسرائيلي بيد، وضد التصريحات المتغطرسة وشراء باكسوس ومنتجات سايبر هجومية إسرائيلية باليد الأخرى، إلا أنها في السر لم تتوقف.

الآن حيث ترامب يعود الى منصبه فانه يمكن الافتراض أن الإدارة الامريكية ستنسى القسم الانتقادي، وربما ستعود وتتبنى هذه الوسائل بنفسها، ناهيك عن السماح لإسرائيل وشركة أن.اس.أو بالعودة للعب دور رئيسي في الدبلوماسية الدولية.

من غير المؤكد اذا كان الوزير بتسلئيل سموتريتش والوزير ايتمار بن غفير سيكونان راضيين اذا تم اعطاءهما باكسوس، لكن بعض المصادر تقول بأن وزير المالية على الأقل يمكن أن يحصل على هدية ثمينة على شكل المصادقة على البناء في يهودا والسامرة بحجم كبير بشكل خاص، ومنع مقاطعات وعقوبات إضافية.

في “كيس هدايا” ترامب يمكن إيجاد أيضا الغاء العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على المستوطنين وجهات في اليمين المتطرف، الذين عانوا جدا من هذه الخطوة، بعد أن اقتنع الرئيس التارك بأنه لا يوجد لإسرائيل أي نية في تطبيق القانون عليهم. وهناك أيضا مؤشرات على أن ترامب ينوي شن حرب ضروس ضد المحكمة الدولية في لاهاي، وضد مذكرات الاعتقال التي صدرت ضد نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالنت. وضد خطوات يحتمل أن يتم اتخاذها هناك ضد شخصيات إسرائيلية رفيعة أخرى.

إدارة ترامب السابقة قامت بالنضال ضد إجراءات في محكمة العدل الدولية، تناولت اتهامات بتنفيذ جرائم حرب أمريكية في أفغانستان، ولكن من تحت السجاد هذا النضال تم بمساعدة كبيرة من الاستخبارات الإسرائيلية. الوزارات الامريكية المشاركة ردت على إسرائيل وعلى من ساعدها بعد ذلك.

في الأيام القريبة القادمة سيكون بالإمكان رؤية هل كان أسلوب العصا والجزرة كاف، وما اذا كانت حماس تعتقد أن الظروف قد نضجت وحصلت على ضمانات خاصة بها، أن إسرائيل لن تسارع كما وعد نتنياهو، وتستأنف القتال. اذا لم تقتنع بذلك فانه ستصعب رؤية هل من مصلحتها الدخول في اتفاق. جهات في محيط سموتريتش ردت على هذه الاقوال: “لا يوجد أي شيء مشارك في الصفقة باستثناء الموضوع نفسه. أي احاطة أخرى ببساطة هي غير صحيحة”.

مركز الناطور للدراسات والابحاث فيسبوك

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-14 16:42:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى