اخبار لبنان

12 تموز 2006 .. كان للسيد نصرالله ما أراد!

ذاكرة تموز | خاص الواقع

لم يكن نية حزب الله عام 2006 بأسر جنود إسرائيليين سرا. المقاومة كانت قد أعلنت منذ صفقة التبادل عام 2004 نها ستأسر جنودا إسرائيليين، ويومها قال السيد حسن نصرالله في محضر الأسرى المحريين وعلى رأسهم الشيخ عبد الكريم عبيد ومصطفى الديراني، أن العدو سيندم في المستقبل لانه احتفظ في سمير القنطار.
لاحقا، نفذت المقاومة عملية حاولة فيها أسر جنود إسرائيليين. حصل ذلك أواخر عام 2005 في قرية الغجر. يومها لم تنجح العملية.
في ذاك التاريخ، كانت طاولة الحوار الوطني منعقدة في بعبدا، كان السيد حسن نصرالله يحضر شخصيا. هو أبلغ الجميع ان المقاومة ستنفذ عملية أسر. ما قالها على الطاولة، قاله في الإعلام، ان المقاومة لن تترك أسراها في السجون وأنها ستنفذ الوعد.
12 – تموز – 2006، قرابة التاسعة صباحا، المقاومة نفذت عملية الوعد الصادق، أسرت جنديين، تلا العملية اشتباك في منطقة العملية، فقتل ثمانية جنود إسرائيليين وجرح 22 بجروح متفاوتة، وتم تدمير دباباتين.
في فترة بعد الظهر، عقد السيد حسن نصرالله، مؤتمرا صحافيا، كشف عن طلب العدو وقف إطلاق نار في منطقة العملية لسحب قتلاه وجرحاه، في وقت كان يقصف جسورا في جنوب الليطاني، ويستهدف بنى تحتية. رفضت المقاومة الامر، كما أكد السيد. وعند حديثه عن عملية الأسر، وجه كلامه للعدو الذي كان يهول ويستنجد بدول من أجل اسيره: إن استعادة الجنديين الأسيرين، لا يمكن أن يتم إلا بتفاوض غير مباشر، وتبادل، والسلام.

https://platform.twitter.com/widgets.js

كان السيد نصرالله يتحدث، فيما العدو يواصل قصف مناطق واسعة في الجنوب. ليلا، وسع العدو من ضرباته، وأعلن الحرب، ووضع أهداف لها، منها استعادة الجنديين الأسيرين.
استمرت الحرب لثلاثة وثلاثين يوما، قصف وتدمير واسع النطاق، طال حتى ضاحية بيروت الجنوبية، التي تعرضت لدمار كبير.
في التفاوض الذي كانت تشكل فيه واشنطن طرفا، وتديره مع أطراف لبنانية بعضها كان بدوره يضغط على المقاومة، طرحت في البداية مسألة تسليم الأسيرين. كل ذلك كان يصد من قبل المقاومة، التي كانت تقاتل في الميدان، ولم تفقد توازنها للحظة، بل فرضت من خلال إدارة المواجهة تغييرات جوهرية في موقف العدو وداعميه على رأسهم واشنطن، وهو ما تجلى بالتخلي عن مسألة البند السابع، وقوات متعددة الجنسيات، ومراقبة الحدود بين لبنان وسوريا، وتسليم الأسيرين، إلى القرار 1701 الذي أدرج تحت الفصل السابع، وعمل من خلاله على تعزيز قوات اليونفيل دون تغيير في مهامها، وهو ما دخل حيز التنفيذ صباح 14 آب 2006.
انتهت الحرب فعليا، سكتت المدافع، وبقي الأسيران في يد المقاومة، التي لم تكشف عن مصيرهما ووضعهما، فلكل معلومة ثمن.
بعدها، بدأ العدو تفاوضا غير مباشر، عبر وسطاء دوليين، وبعد أخذ ورد دام عامين ونيف، تم التوصل إلى إتمام صفقة تبادل، أطلق بموجبها الأسير الشهيد سمير القنطار، وعدد من مقاومي الحزب الذين أسر في عدوان تموز، ومائتي جثمان لمقاومين ومناطلين من لبنان وفلسطين وبدلان عربية عدة.
تمت العملية في شهر أيلول عام 2008، ووقف السيد حسن نصرالله في ملعب الراية في ضاحية بيروت الجنوبية وردد كلماته الشهيرة، ولى زمن الهزائم وأتى زمن الإنتصارات.
ما أعلنه السيد نصرالله يوم عملة الأسر، عن تفاوض غير مباشر وتبادل وأن غير ذلك هو وهم حتى ينقطع النفس، تحقق في 8-يلول-2008، فكان للسيد نصرالله ما أراد، واكتمل فصل من فصول الوعد الصادق.

المصدر
الكاتب:admin
الموقع : alwaaqe3.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-07-12 15:35:25
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من Beiruttime اخبار لبنان والعالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading