200 يوم وأمريكا تمنع العالم من وقف الإبادة الجماعية في غزة
رئيسي، وفي جانب اخر من كلمته، فند ايضا مزاعم الغرب بشأن دفاعه عن حقوق الإنسان، مستشهدا بدعم أميركا والغرب، الاعمى للجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة منذ نحو 7 اشهر، والتي اسفرت عن استشهاد وجرح أكثر من 100 ألف فلسطيني، وهو ما يؤكد وبشكل لا لبس فيه، ان أكبر منتهكي حقوق الإنسان في عالم اليوم، هم الأميركيون والغربيون، وأن مزاعمهم عن الدفاع عن حقوق الإنسان، أمر يثير السخرية.
لم يفت الرئيس الايراني ان يشير الى موجة الكراهية التي تجتاح العالم الإسلامي، وكل العالم بشكل عام، ضد الكيان الاسرائيلي، بسبب الجرائم التي يرتكبها في غزة، بدعم امريكي وقح وهي موجة سترتد على شكل انتقام، تقف وراءه الشعوب، وسيؤدي لا محالة الى نهاية وزوال الكيان الصهيوني.
كلام الرئيس الايراني عن مأساة غزة، والجهات التي تقف وراء هذه المأساة، لم يعد خطابا ايرانيا، او خطابا يردده محور المقاومة حصرا، كما انه ليس كلاما نابعا من عاطفة مجردة، بل هووصف موضوعي لأبشع مأساة تحدث امام مرآى ومسع العالم العاجز عن القيام باي تحرك لوقفها، بسبب النفوذ الهيمنة التي تفرضها امريكا على المحافل الدولية، وكذلك بسبب الضغوط والتهديدات التي تمارسها امريكا على دولة او جهة او شخصية، يمكن ان تصف ما يجري في غزة، بعيدا عن السردية الاسرائيلية. فهذا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الذي سكت 200 يوم ازاء ما يجري في غزة، نراه يعترف مؤخرا إن “الحرب الإسرائيلية على غزة ألحقت دمارا بمدن القطاع يفوق ما تعرضت له مدن ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية”!!. داعيا الكيان الاسرائيلي الى :”احترام القانون الدولي”!!.
يبدو انه قد فات بوريل، وهو المسؤول الكبير في الاتحاد الاوروبي، ان الكيان الاسرائيلي، لا يعير اي اهمية لا ل”دعوة” او ل”طلب” ولا حتى ل”أمر”، ما لم يكن مقرونا بموقف اممي موحد يفرض موقفه فرضا وبقوة القانون على الطرف المعتدي. فالكيان الاسرائيلي الذي ضرب ، بدعم امريكا، بقرار محكمة العدل الدولية، التي أمرته في 26 يناير/كانون الثاني الماضي باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة، بعرض الحائط، والذي ضرب ايضا قرار مجلس الأمن الدولي في 25 مارس/آذار الماضي، الذي طالبه بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان المنصرم، بحرض الحائط ايضا، فهذا الكيان سوف لن يضرب ببوريل ولا بتصريحاته بعرض الحائط، فحسب، بل سيشن عليه هجمة شعواء ل”معاداته السامية”!!، البعبع الاسرائيلي المرفوع دائما في وجه كل من يتجرأ ويقول كفى لقتل الاطفال والنساء في غزة.
اللافت ان كلام بوريل عن الدمار الذي اصاب غزة بسبب العدوان الاسرائيلي الامريكي، والذي تجاوز الدمار الذي طال المانيا في الحرب العالمية الثانية، قالته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية اليمينية!! قبل نحو 4 اشهر، في اطار تقرير نشرته حينها مدعوما بالارقام، يقول :ان “الحرب في غزة ، خلّفت دمارا يماثل أكثر الحملات تدميرا في التاريخ الحديث”.
وأشارت الصحيفة، وعلينا ان نتذكر ان هذا الكلام قيل قبل 4 اشهر من الان، إلى “أن “إسرائيل” قد أسقطت 29 ألف قنبلة، دمرت من خلالها ما يقارب 70% من المنازل بالقطاع.. وان القصف قد ألحق أضرارا بكنائس بيزنطية ومساجد تاريخية ومصانع ومراكز تجارية وفنادق فاخرة ومسارح ومدارس.. وأن معظم مستشفيات القطاع، البالغ عددها 36 مستشفى، مغلقة، ولا يقبل العلاج إلا في 8 مستشفيات فقط. بالإضافة إلى أن الاحتلال دمر بساتين الزيتون وأشجار الحمضيات والبيوت البلاستيكية”.
وبحسب تقرير البنك الدولي فإن الحرب على غزة ، وبحلول 12 ديسمبر/كانون الأول، كانت قد دمرت 77% من المرافق الصحية، و72% من الخدمات البلدية مثل الحدائق والمحاكم والمكتبات، و68% من بنية الاتصالات، و76% من المواقع التجارية، بما في ذلك تدمير شبه كامل للمنطقة الصناعية في الشمال. كما تضرر ما يقارب 342 مدرسة، بما في ذلك 70 من مدارسها الخاصة. وقد تضررت أكثر من نصف الطرق.
من اكثر الشهادات رعبا ازاء ما يجري في غزة، هو شهادة روبرت بيب، وهو عالم سياسي في جامعة شيكاغو وكاتب في تاريخ “القصف الجوي”، عندما قال ان “مصطلح غزة سيظل في التاريخ بجانب دريسدن ومدن أخرى شهيرة تعرضت للقصف، في الحرب العالمية الثانية. ما نشاهده في غزة يعتبر ضمن أعلى 25% من حملات العقوبة الكثيفة في التاريخ”.
ما ذهب اليه روبرت بيت، جاء متطابقا مع صور الاقمار الاصطناعية، وخبراء الاستشعار عن بعد، في جامعة نيويورك وجامعة ولاية أوريغون، والتي كشفت عن ان 80% تقريبا من المباني في شمال غزة، حيث كان القصف أكثر حدة، قد تضررت أو دمرت، وهو نسبة أعلى من تلك في مدينة دريسدن.
امام هذه التقارير والارقام المفزعة، واللافت ان اغلب مصادرها امريكية، لم يملك طلبة جامعة كولومبيا الامريكية من وسيلة للتعبير عن غضبهم من اداء حكومتهم، المنحاز للقاتل على حساب الضحية، سوى اقامة مخيم في حرم الجامعة اعتصموا فيه احتجاجا على الابادة التي يتعرض لها اهالي غزة، ولكن هذا الاعتصام العفوي للطلبة، اثار ردود فعل عنيفة لدى السياسيين، في بلد يرفع زورا وكذبا راية الحرية وشعارات الديمقراطية، فقد أدان الرئيس الأميركي جو بايدن حراك الطلبة، واصافا الاعتصام بانه “معاد للسامية”. وهو ذات الوصف الذي اطلقه المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس ايضا. كما اعتبر عمدة نيويورك إيرك آدامز، الاعتصام بانه “مثير للاشمئزاز ومعاد للسامية”، وهدد بانه سيستخدم الشرطة ضد المعتصمين.
امام هذه الهجمة ضد طلاب مسالمين احتجوا بطريقة حضارية، في بلد يدعي التحضر، قررت جامعة كولومبيا، السماح لقوات الشرطة باقتحام الحرم الجامعي لفض الاعتصام بالقوة، وهي المرة الأولى التي تقتحم فيها الشرطة حرم جامعة، منذ احتجاجات حرب فيتنام، في نهاية ستينيات القرن الماضي، واسفر الاقتحام عن اعتقال عدد من الطلاب فجرا.
ردة فعل الشعب الامريكي والشعوب الاوروبية، ازاء 200 يوم، من الابادة والقتل والتدمير والمجاعة والعطش والمرض والقصف والتهجير والارهاب والارهاب، الاسرائيلي الامريكي، الذي يمارس ضد اهالي غزة، هي ردة فعل طبيعية ومُنتظرة، وعلى هذه الشعوب، ان تقول كفى لامريكا، التي كبلت العالم ومنعته، على مدى 200 يوم، من ان يوقف الارهاب والاجرام الاسرائيلي في غزة.
أحمد محمد
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir بتاريخ:2024-04-25 01:04:21