رئيس الأركان ورئيس الشباك مسؤولون عن اخفاق 7 أكتوبر، اما نتنياهو وحكومته
يديعوت احرونوت 9/1/2025، يوسي يهوشع: رئيس الأركان ورئيس الشباك مسؤولون عن اخفاق 7 أكتوبر، اما نتنياهو وحكومته مسؤولون عن الكارثة
دارج وصف المواجهة بين وزير الدفاع ورئيس الأركان في إطار “ارتفاع درجة”. اما عمليا فان ما يحصل هو عد تنازلي: هجوم آخر وفرصة أخرى الى أن ينفذ رئيس الأركان ما كان ينبغي له أن يحصل منذ زمن بعيد ويضع كتاب الاستقالة.
حقا، لجنة تحقيق رسمية هي واجب وطني واخلاقي. كُتبت هذه الأمور هنا مرات لا تحصى. استقالة هرتسي هليفي لن تقلل من حقوقه الكثيرة. صحيح أن تعيينه تم في نوع من الاختطاف من قبل الوزير بيني غانتس، لكن هليفي كان في حينه الرجل المناسب.
اما في النهاية، فالحديث يدور عن رئيس اركان على اسمه أيضا يسجل الفشل الأمني الأخطر منذ إقامة دولة إسرائيل، فشل ادخلنا الى ورطة تتواصل 15 شهرا ويمكن للتداعيات ان تتواصل لسنوات طويلة أخرى. من المهم الايضاح بانه بخلاف حرب لبنان الثانية في 2006 مثلا، التي بدأت كنتيجة لحدث تكتيكي (اختطاف ايهود غولدفاسر والداد ريغف رحمهما الله) والمسؤولية توزعت بين الكتيبة، اللواء وفرقة الجليل – اتخاذ القرارات في الليلة التي بين 6 و 7 أكتوبر كانت لرئيس الأركان الى جانب رئيس الشباك وقائد المنطقة الجنوبية.
هليفي اتخذ القرار بعدم استدعاء لتقويم الوضع قائد سلاح الجو ورئيس شعبة الاستخبارات (او أيا لينوب عنه)، هو الذي فضل الإبقاء على المصادر وعدم رفع حالة التأهب في أوساط القوات في فرقة غزة. وكما قال هنا قائد الكتيبة 51، المقدم اوحايون فانه “لو كانت لي فقط ساعة لبدا كل شيء مختلفا”. كما ان هليفي قرر موعد تقويم الوضع في الثامنة والنصف صباحا لان من ناحيته لم يكن حدث يبرر ان يسري مبكرا وزير الدفاع ورئيس الوزراء.
لكن بسبب الازمة السياسية وسلوك المستوى السياسي فان الكثيرين ببساطة لا يفهمون: الجيش في الازمة الأخطر في تاريخه. رغم النجاحات منذئذ في لبنان وفي غزة يوجد قدر واسع من فقدان الثقة بالجهاز الذي لم يقم بالمهمة التي من اجلها أقيم، ولا يقل خطورة عن ذلك: فقدان ثقة القيادة الدنيا بالمستويات العليا، حتى هيئة الأركان.
في حالات حوادث التدريب يقررون أحيانا فتح تحقيق جنائي. على ما حصل في 7 أكتوبر، الإهمال والعمى (وليس المفاهيم المغلوطة الخطيرة)، كان يفترض أن يحصل الامر ذاته. وبدلا من ان يكون الطلب في هذا الموضوع واسعا ولا لبس فيه فان الشرخ السياسي الذي جلبنا حتى هنا خلق طبقة حماية حول هليفي ورونين بار ومسؤولين آخرين يتخذون القرارات بدلا من ان يمروا على كل بيت ويعتذروا.
وبسبب أن الوضع بشع بهذا القدر، في هذه المرحلة يجب الإشارة الى الامر المسلم به: نتنياهو، حكومته وكل المستوى السياسي العالي في الـ 15 سنة الأخيرة مسؤولون عن الكارثة. نتنياهو، الذي تباهى بقدراته وبكونه “مستوى مختلف”، لم يخرج نقيا من القرارات الاستراتيجية التي اتخذها: تعزيز حماس على حساب السلطة الفلسطينية، تصغير الجيش، اغلاق وحدات واعداد عليل لحرب متعددة الجبهات. كما ان رؤساء الأركان لا يقصرون خدمة الزامية بناء على رأيهم أنفسهم وميزانية الدفاع التي تقلصت بالنسبة للناتج القومي الخام الذي ارتفع لم يحصل بسبب قرار هيئة الأركان.
ورغم كل شيء، فان توقعنا من لابسي البزات لا يزال مختلفا. “مني سترهبون ونعم ستفعلون”، هذا فقط شعار عليل اذا لم يكن رئيس الأركان يتصرف بموجبه. المعركة الدورية بين كاتس وهليفي تتراوح بين ساحات مختلفة: الالتماس للعليا المتعلق بالتجنيد، ادعاءات مراقب الدولة ضد الجيش والتأخير في تسليم التحقيقات الداخلية.
بالنسبة لالتماس العليا، تميز الوزير إسرائيل كاتس غضبا عندما اعلن الجيش بانه يمكنه أن يجند كل الحريديم ابتداء من 2026. وجاء الرد من ساحة المراقب والتحقيقات، في شكل كتاب بعث به كاتس الى وسائل الاعلام وفيه التعليمات للتعاون مع المراقب.
في هذا السياق، انتقاد كاتس مبرر للغاية: كتاب المراقب انجلمان ضد رئيس الأركان خطير للغاية وينضم الى الاقوال التي كتبت هنا عن تلويث التحقيقات. هكذا، مثلا، عرض على هيئة الأركان تحقيق هام للغاية للواء الشمالي في غزة، الذي في جبهته جرت حفلة نوبا واختطف منها مجندات المراقبة من ناحل عوز، لكن تبين ان التحقيق اجري دون رواية قائد كتيبة 77 الذي كان مسؤولا عن الخط. لكن الوزير كاتس أيضا ليس معقبا من الدوافع الخفية. فالبيان عن المراقب كان يمكنه أن يصدره فور نشر الأمور يوم الاثنين. فلماذا لم يفعل هذا؟ هو يعرف لماذا.
كما أن بيان الناطق بلسان ضد الناطق العسكري كان زائدا. بخلاف الحادثة المتكدرة التي وقف فيها هجاري ضد المستوى السياسي، فان من كتب الرد الحاد لوزير الدفاع كان رئيس الأركان بنفسه. الناطق العسكري ليس جنديا صغيرا، لكن المسؤولية هي على هليفي. هنا أيضا يجدر بالذكر ان هجاري كان بقعة ضوء في الحرب. عرف كيف يقف امام الجمهور في اللحظات الأصعب التي تلقى فيها نتنياهو والمستوى السياسي انفلونزا كاميرات.
التحديات الهائلة التي امامنا تجعل كل هذه المسألة ضررا بالامن، ليس اقل. والطريق لانهائها يمر في الفهم بان الدولة أهم من الأنا وان التاريح سيحاكم في كل حال حتى أولئك الذين يعتقدون انهم سيتملصون من المسؤولية من خلال مناورات سياسية وحصانة إعلامية. الحقيقة تنبت من الأرض وفي هذه الحالة ستتفجر أيضا.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-09 15:01:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>