اشترك في :

قناة واتس اب
عين على العدو

عدد القتلى في غزة اكبر من ذاك الذي نشرته حماس ويقدر بـ 70 ألف

هآرتس 12/1/2025، نير حسون: بحث: عدد القتلى في غزة اكبر من ذاك الذي نشرته حماس ويقدر بـ 70 ألف

عدد القتلى في القطاع منذ بداية الحرب اعلى بشكل كبير من العدد الذي يظهر في بيانات وزارة الصحة الفلسطينية لحماس. هذا ما يتبين من تحقيق جديد نشر في يوم الجمعة الماضي في مجلة “لانست”. التقدير المحدث لوزارة الصحة الفلسطينية هو أنه منذ بداية الحرب قتل في القطاع 45.541 شخص، اضافة الى حوالي 10 آلاف مفقود، الذين ما زالوا يوجدون تحت الانقاض. وحسب الباحثين في مدرسة الصحة والامراض الاستوائية في لندن فان بيانات وزارة الصحة الفلسطينية هي بالفعل بيانات الحد الادنى، وعدد القتلى اعلى بكثير.

في تشرين الاول نشرت وزارة الصحة قائمة أسماء تشمل 40.717 اسم. وفي ظل غياب أي عدد آخر أو أي ادلة تدحض بيانات وزارة الصحة فان المؤسسات الدولية والحكومات الاجنبية والصحف العالمية تضطر الى الاستناد اليها. ورغم ذلك جهات اسرائيلية اعتادت على نفي وبشكل ثابت تقديرات وزارة الصحة التابعة لحماس بذريعة أنها منحازة.

حرب 7 اكتوبر هي جولة القتال الاولى التي لا تقوم فيها باحصاء بشكل رسمي عدد الضحايا الفلسطينيين. الرقم الوحيد الذي ينشره الجيش الاسرائيلي هو أنه منذ بداية الحرب قتل تقريبا 14 – 17 ألف مخرب. وحسب موقع الجيش الاسرائيلي فان 14 ألف مخرب قتلوا باحتمالية مرتفعة، وحوالي 3 آلاف باحتمالية متوسطة – منخفضة. هذا الرقم لم يتغير منذ شهر آب رغم أن القتال في الاشهر الاخيرة تعزز، وعشرات الاشخاص قتلوا ويقتلون في القطاع كل يوم. الجيش الاسرائيلي لا يعطي بيانات حول المدنيين غير المتورطين الذين قتلوا في الحرب.

التحقيق الحالي يرتكز الى تحليل ثلاثة قوائم للقتلى: قائمة وزارة الصحة الفلسطينية، الاستطلاع الذي اجرته وزارة الصحة الفلسطينية في اوساط سكان القطاع بواسطة ارسال نماذج رقمية، وجمع اسماء القتلى من خلال التعازي في الشبكات الاجتماعية، في حين أن الباحثين حللوا التشابه بين القوائم الثلاثة بطرق احصائية. “اذا كانت هناك تشابه كبير بين القوائم الثلاثة فيمكن الاستنتاج بأنه لا يوجد الكثير من الاشخاص الذين لم يتم ذكرهم في القوائم. واذا كان التشابه قليل فيمكن الاعتقاد أن هناك الكثير من الاشخاص الآخرين لم يظهروا في هذه القوائم”، اوضح للصحيفة البروفيسور فرانسيسكو تشيتشي، الخبير في علم الأوبئة والصحة والذي وقع على البحث.

البحث فحص ايضا الاشهر الثمانية الاولى للحرب وتوصل الى استنتاج بأن عدد القتلى الفلسطينيين اعلى 41 في المئة من التقديرات التي نشرتها وزارة الصحة في غزة في نهاية شهر حزيران، التي بحسبها  عدد القتلى هو 64.260 قتيل. مع ذلك، التحقيق تضمن فقط القتلى الذين قتلوا في الهجمات ولم يتطرق الى القتلى نتيجة الجوع أو الامراض أو البرد. التحقيق لم يتطرق ايضا الى تسجيل حالات الوفاة، لكن الباحثين يقدرون أنه ربما عدد القتلى في القطاع هو الآن تقريبا 70 ألف شخص. “التحليل يشير الى أن التطرق لبيانات وزارة الصحة هو  كتقدير ادنى بسبب عدم وجود ابلاغ”، كتب الباحثون.

في الاجابة على سؤال أين هم جميع هؤلاء القتلى اجاب تشيتشي بأنه من المرجح الافتراض أن عدد الجثث الموجودة تحت الانقاض أو في مناطق لا يمكن الوصول اليها اعلى بكثير مما تقدر وزارة الصحة. اضافة الى ذلك ربما هناك الكثير من العائلات التي قتلت بالكامل ولم يبق منها من يبلغ عن حالات الوفاة. “من التجربة في نزاعات اخرى في العالم فانه من غير المستبعد أن التسجيل مشوب بالنقص. بل بالعكس، ما نشاهده في معظم الحالات هو أن عدد القتلى، لا سيما عندما تكون المنظومة الصحية مدمرة، اعلى مما يسجل اثناء المعارك”.

حسب تشيتشي فان القتل في غزة هو استثنائي مقارنة مع نزاعات اخرى في العالم، حتى في نسبة الوفيات، 3 في المئة من السكان، بوتيرة الوفاة أو في العدد الكبير جدا من النساء والاطفال الذين قتلوا بشكل مباشر في الهجمات. يتضح من البحث ايضا أن رجال شباب في غزة يوجدون في حالة خطر كبير للوفاة مقارنة بنصيبهم في السكان، مع ذلك حوالي 59 في المئة من القتلى هم من النساء والاطفال تحت سن 18 سنة وكبار سن فوق سن 65. “أنا كنت في الميدان في دارفور في 2004، هناك شاهدنا مستوى عال جدا من الوفيات نتيجة الصدمة، لكنها كانت تتركز في اوساط كبار السن. وفاة الاطفال كانت بالاساس بسبب المرض”.

“هآرتس” توجهت الى الخبراء غير المرتبطين بالبحث من اجل اعطاء رأي حول نتائجه. وقد قالوا بأن طريقة قياس الباحثين هي الطريقة السائدة في مجال النزاعات العسكرية. البروفيسور مايكل شباغت، الخبير الدولي في الوفيات في النزاعات العنيفة في جامعة لندن، قال أن اسلوب الاحصاء الذي استخدمه الباحثون طبق في السابق في نزاعات اخرى. “في كوسوفو حصل هذا الاسلوب على النجاح وفي البيرو هذا الاسلوب فشل، لكن هذا البحث هو نتيجة جهود جدية، ولا يمكن نفيه بسهولة. أنا اعتقد أن التقديرات الاساسية التي استند اليها الباحثون موثوقة”، قال.

المؤرخ الدكتور لي مردخاي من الجامعة العبرية، الذي يكتب ويتابع عن كثب التقارير التي تأتي من غزة، قال إن “الحديث يدور عن تقدير موثوق جدا من ناحية منهجية بخصوص تقديرات الوفاة الفلسطينية من بين كل ما نشر حتى الآن. هذا التقدير سيبقى موجود في الخطاب حتى لو ظهرت تقديرات اخرى”. مع ذلك، مردخاي اشار الى مشكلة محتملة وهي أن القوائم ترتكز الى منشورات في الشبكات الاجتماعية، الامر الذي يمكن أن يفوت سبب الوفاة وشمل الاموات الذين لا يقتلون في المعارك. “هناك معلومات كثيرة ناقصة، وهم يستخدمون الاحصاء من اجل استكمالها، لكن حسب معرفتي فان هذا معياري أو حتى فوق معياري”، قال.

البروفيسور نداف دافيدوفيتش، عالم الأوبئة في جامعة بن غوريون ورئيس قسم السياسة الصحية في مركز “تاوب”، قال إنه “حسب النظرة العلمية فان هذا الامر هو مشروع، لكن يمكن أن يكون هنا انحياز. ليس دائما سبب الوفاة معروف، ويمكن أن يثور سؤال هل جميع القتلى قتلتهم اسرائيل، أو أن هذا العدد يشمل ايضا قتلى على يد حماس”، شرح. وحسب قوله فانه “بالاجمال المقال يظهر أن الوفاة والمرض في غزة هي مأساوية، وأن جهاز الصحة هناك يوجد في وضع كارثي. نحن لا نريد التنافس حول ما اذا كان افضل أو اسوأ من الوضع في السودان. يبدو أننا لن نعرف في أي يوم الاعداد الحقيقية. لصالح دولة اسرائيل، لا سيما اذا كانت تريد رؤية نفسها دولة متقدمة فهي لا يمكنها الوقوف مكتوفة الايدي، بل يجب عليها العمل مع المجتمع الدولي من اجل اعادة بناء جهاز الصحة في غزة. لا يمكن فصل ذلك عن القرارات السياسية حول اليوم التالي. يجب انهاء الحرب واعادة المخطوفين”.

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-12 17:20:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى