اشترك في :

قناة واتس اب
اخبار لبنان

تحدي الثنائي الشيعي يهدد انطلاقة العهد

تحدي الثنائي الشيعي يهدد انطلاقة العهد

كتب اكرم كمال سريوي -رئيس تحرير موقع الثائر

تعمد بعض القوى السياسية والطائفية اللبنانية، إلى استغلال ما حصل في الايام الماضية، من انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية، و تكليف القاضي نواف سلام بتشكيل الحكومة المقبلة، لتصويره وكأنه انتصار لفريق المعارضة على الثنائي الشيعي، وتحديداً على حزب الله.

خطاب يتسم بالحدّية والتحدي والطائفية، ينم عن ضغينة وشماتة، وُجّه إلى الثنائي، قابله كلام عالي السقف، من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، أدى إلى مقاطعة نواب الشيعة للاستشارات التي أجراها رئيس الحكومة المكلف نواف سلام.

ليس جديداً هذا الاسلوب الكلامي في لبنان، ولقد استخدمه أيضاً حزب الله، خلال المرحلة السابقة، لكنه كان يأخذ طابعاً سياسيا أكثر منه طائفياً لأنه كان بالتكافل والتضامن مع التيار الوطني الحر، وحلفاء آخرين من مختلف الطوائف، ولم يتحدى طائفة معينة، رغم أنه تم ابعاد قوى أساسية عن الحكم، كالقوات اللبنانية وتيار المستقبل وغيرهم، لكن لم يسبق أن تم استبعاد طائفة بكاملها عن الحكم.

لقد خاضت المقاومة حرباً ضد إسرائيل، وقدمت عدداً كبيراً من الشهداء، ورغم تفوق آلة الحرب الاسرائيلية، لكن المقاومة صمدت على الحد الأمامي، وكبدت العدو خسائر كبيرة، ووصلت صواريخها ومسيراتها إلى عمق إسرائيل.

لكن إسرائيل تجاوزت كل اتفاقيات جنيف وقوانين الحرب، وعمدت إلى استهداف المدنيين، ولاحقت كل المؤيدين لحزب الله، فدمرت القرى والمدن والمحال التجارية والمنشآت الاقتصادية، وقتلت النساء والأطفال والمسنين من المدنيين الابرياء العزل، مرتكبة أبشع المجازر، من أجل الضغط على المقاومين، ودفع حزب الله إلى وقف الحرب.

وافق حزب الله على وقف القتال، فسارع البعض إلى شن هجوم سياسي اعلامي عليه، محاولين تصوير ما حصل، بأنه هزيمة لحزب الله، ونصر لفريق لبناني على آخر، رغم أن الحرب كانت مع إسرائيل وليس بين اللبنانيين، ورغم أن المقاومة واجهت بكل صلابة وبسالة، ومنعت إسرائيل من اجتياح لبنان.

ما حصل في انتخاب رئيس الجمهورية، وتكليف رئيس الحكومة، بات معروفاً للجميع، ومن غير المجدي تكرار الحديث عنه، لكن من غير المجدي أيضاً، هذا التحدي الذي يمارسه البعض ضد الثنائي الشيعي، لأنه يُعبر عن ضغينة، وكل فعل يؤدي إلى رد فعل “معاكس في الاتجاه وموازٍ في القوة”، ولبنان اليوم لا يحتاج إلى اختبار قوة بين طوائفه، ولا يحتمل مزيداً من الانقسام والاقتتال الداخلي، فالكل جرّب الحرب الأهلية والكل خرج خاسراً، فما نفع استرجاع الماضي، ومحاولات الهيمنة والاقصاء المذهبي؟؟؟!!!

إن خطاب الفوقية، واللغة المذهبية، ومحاولات الكسر في التعاطي مع الشيعة في لبنان، تدل على قصر نظر سياسي، ومحاولة استثمار في المكان الخطأ والتوقيت الخطأ، بل أكثر من ذلك، تُشكّل طعنة لانطلاقة عهد الرئيس جوزاف عون.

لم يأت الرئيس عون لكسر المقاومة، أو لتغليب فريق على آخر في لبنان، ومن يراجع أوامر اليوم للعماد جوزاف عون، في مناسبات عيد المقاومة والتحرير، يُدرك مدى الاحترام والتقدير الذي يكنه لتضحيات المقاومة، في سبيل تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي.

ليس هذا الوقت المناسب للمناكفات، ولا لمحاولات الاقصاء أو الكسر والغاء، ولا لفتاوى البعض حول تمثيل الطائفة الشيعية أو غيرها في الحكومة، فمن يُمثل أي طائفة بشكل شرعي وقانوني هم نوابها المنتخبون، أو من يحظى بثقتهم، والاتيان بأي وزير لا يحوز هذه الثقة لا يحوز صفة التمثيل الحقيقي، التي ينص عليها الدستور، وفي هذه الحالة تكون الحكومة مخالفة لنصوص وروحية الدستور.

لقد مر لبنان في تجربة الغلبة والتعطيل، وشهد عهد الرئيس السابق ميشال عون، معارك تعطيلية ضارية، أوصلت البلد إلى الهلاك والخراب، ومن الغباء اليوم تكرار تجارب الماضي.

إن دعوات البعض إلى حكم الاغلبية، والقول أن هذه هي الديمقراطية، يثبت جهل هؤلاء بالواقع الطائفي اللبناني، فهذه التركيبة الفريدة، القائمة على توازنات طائفية، لا تراعي مبدأ العددية، الذي تقوم عليه الديمقراطية في الدول المتقدمة، والنقطة الأهم، هي أن اعتماد الأكثرية العددية، لن تكون مستقبلاً في صالح من يدعو للتمسك بها والاحتكام إليها الآن، فالطائفة الشيعية تمثّل أكثر من 28% من اللبنانيين، وأي احتكام للعدد لاحقاً، سيصب في مصلحتها وليس في مصلحة الآخرين.

من يحرص على انقاذ لبنان، ويريد انطلاقة ميمونة للعهد وحكومته الأولى، التي ستتحول إلى حكومة تصريف أعمال بعد الانتخابات النيابية في أيار 2026، عليه أن يحرص على الوحدة الوطنية، ومشاركة الجميع في مسيرة الانقاذ، وعلى الجميع الابتعاد عن لغة التحريض المذهبي، والشماتة، ومحاولة الاستثمار في نجاحات العدو الإسرائيلي، فهذا العدو فشل في الميدان، من غزة إلى جنوب لبنان، وما يحاول تصويره كانتصار على المقاومة، ليس سوى جرائم حرب، ارتكبها بحق المدنيين والأعيان المدنية، في حين عانى الأمرين في مواجهة المقاومين في ميادين القتال.

لست شيعياً، ولا اتحدث من منطلق مذهبي، بل حرصًا على المصلحة الوطنية، في هذا الظرف الصعب الذي يمر به لبنان، وعلى أمل أن يتحول لبنان يوماً، من حقوق الطوائف والمذاهب، إلى حقوق المواطن، أياً تكن طائفته ودينه، وتطبيق مبدأ الكفاءة، والمساواة التامة بين اللبنانيين.

حان الوقت لوقف خطاب التحدي المذهبي، ولغة الكسر والتفرقة، من أي جهة أتت، فلبنان أصغر من أن يُقسّم، وشعبه أسمى من أن يُستهلك في حروب عبثية، ومواجهة المخاطر تحتاج إلى الوحدة، وتغليب الخطاب الوطني والمصلحة الوطنية، على الكلام المذهبي ولغة المصالح الخاصة بكل فريق.

ساعدوا العهد ولا تطعنوه بالظهر.

ظهرت المقالة تحدي الثنائي الشيعي يهدد انطلاقة العهد أولاً على تلفزيون الحقيقة.

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :pravdatv.org
بتاريخ:2025-01-16 10:00:00
الكاتب:قسم التحرير
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى