لماذا لا توجه الولايات المتحدة ضربة الى ايران؟

هناك عدة عوامل تمنع ترامب أو أي رئيس أمريكي آخر من توجيه ضربة عسكرية مباشرة لإيران أو إعطاء “إسرائيل” الضوء الأخضر لضربها، من ابرزها وباختصار بعيدا عن التفصيل:
1. الخوف من رد الفعل الإيراني والتصعيد الإقليمي
فإيران تمتلك ترسانة من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، وقد أثبتت قدرتها على استهداف القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، كما أن لديها حلفاء في المنطقة. واي استهداف قد يؤدي إلى تصعيد عسكري واسع النطاق يهدد المصالح الأمريكية وحلفائها في المنطقة.
2- تغيير العقيدة النووية الايرانية
ان توجيه ضربة قد يدفع بايران الى تغيير عقيدتها النووية وتصنيع السلاح النووي وهذا ما عبر عنه اكثر من مرة مسؤولين ايرانيين.
3- نتائج الضربة:
يرى الكثيير من الخبراء ان اي ضربة للمنشآت النووية، قد لا تصل الى اهدافها باعتبار ان هذه المنشآت تقع على عمق مئات الامتار تحت الارض( 700م الى 800م)، اي ان اي اسلحة حالية لا تصل اليها. وهذا يعني ان الهدف من الضربة لن يتحقق. وتداعياته قد تكون كارثة ليس على المنطقة بل على العالم كله.
4- عدم رغبة واشنطن في الدخول في حرب جديدة
بعد حرب العراق وأفغانستان، أصبحت الولايات المتحدة مترددة في الانخراط في حروب جديدة، خاصة أن أي ضربة عسكرية ضد إيران قد تؤدي إلى حرب شاملة، وهو ما قد يكلف أمريكا خسائر بشرية واقتصادية كبيرة.
5- الخلافات داخل الإدارة الأمريكية
هناك انقسامات داخل إدارة ترامب حول كيفية التعامل مع إيران. بعض مستشاريه القدامى، مثل جون بولتون، كانوا يؤيدون توجيه ضربة عسكرية، بينما كان آخرون أكثر حذراً ويدعون إلى ممارسة أقصى الضغوط الاقتصادية بدلاً من الخيار العسكري.
6- المخاوف من تأثير الضربة على الاقتصاد العالمي
ان قدرات ايران وموقعها الجغرافي الحساس على مضيق هرمز (كممر استراتيجي يمر من خلاله حوالي 20% من النفط العالمي) والخليج الفارسي وشمال المحيط الهندي. يُحدِث في حال الحرب، اضطرابا يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير، مما يؤثر على الاقتصاد الأمريكي والعالمي.
7- الاولويات الامريكية
رغم العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والكيان الاسرائيلي فان اي ادارة امريكية لا يمكنها ان تقدم الاولويات الاسرائيلية على الامريكية. وبالتالي موضوع الضربة وظروفها ووقتها واهدافها تحدده الولايات المتحدة لا غيرها. وهي لا ترى فائدة في ذلك الان على الاقل. من هنا لاحظنا كيف ان نتنياهو عاد خائبا خالي الوفاض من واشنطن، بعدم حصوله على الضوء الاخضر لضرب ايران، رغم سروره بتقديمات ترامبية اخرى.
من هنا فان ترامب لم والارجح لن، يوجه ضربة عسكرية لإيران، ولم يمنح “إسرائيل” الضوء الأخضر لذلك، لأنه كان يدرك أن تكلفة الحرب ستكون باهظة، وستؤدي إلى تصعيد خطير يضر بالمصالح الأمريكية والإسرائيلية. بدلاً من ذلك، ركز ترامب على استراتيجية الضغوط القصوى عبر “العقوبات الاقتصادية”، التي لم تحقق له اهدافه حتى الان.
وعليه، يرى ترامب ان الخيار الدبلوماسي هو الافضل.. فأعاد تطبيق استراتيجية “الضغط الأقصى” من خلال فرض اجراءات حظر، وأبدى رغبة في التفاوض للتوصل إلى “اتفاق سلام نووي موثوق” حسب تعبيره . وارفق معادلة الترهيب، بالترغيب وابدى استعداده، للقاء الرئيس الايراني مسعود بزشكيان،. وقال “نريد إيران دولة عظيمة وناجحة” , “نريد احتفالا كبيرا باتفاق سلام نووي معها” و “التقارير التي تفيد بأن الولايات المتحدة، بالتعاون مع “إسرائيل”، “ستفجر إيران إلى أشلاء”، مبالغ فيها إلى حد كبير”. وانه يفضل إبرام اتفاق سلام نووي سيسمح لإيران “بالنمو والازدهار سلميا” وفق قوله.
وفي كتابه بعنوان “فن الصفقات” عام 1987، يشير ترامب الى انه من اجل ان تحصل على افضل الممكن، عليك ان ترفع مستوى الضغط. وهذا الاسلوب يتبعه ترامب اليوم في “صفقاته مع الحلفاء والخصوم”.
لكن هل سيستطيع ان يحقق اهدافه مع ايران؟
المتابعون لعقلية ايران، يدركون انه من الصعب تحقيق صفقة مع طهران لا تكون هي رابحة، او على الاقل تقوم على اساس رابح-رابح.
د حكم امهز.. خبير في الشؤون الاقليمية والدولية
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir
بتاريخ:2025-02-06 11:02:00
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>