هذه هي المرحلة الأخيرة لتحول إسرائيل، الى دكتاتورية شرق أوسطية ظلامية

معاريف 17/3/2025، بن كسبيت: هذه هي المرحلة الأخيرة لتحول إسرائيل، الى دكتاتورية شرق أوسطية ظلامية
الرجل يتملكه الغضب. الفهم الذي عاد به من زيارته الأخيرة الى الولايات المتحدة هو أن كل ما يفعله دونالد ترامب يمكنه هو ان يفعله بشكل أفضل.
كما نشر في هذه الصفحات، فقد تفجر على جلسة كابنت سياسي – أمني. بدلا من أن يتحدث عن المخطوفين الذين يذوون في أنفاق حماس، عن الصفقة التي علقت ولا تنفذ، القى امامهم “خطاب الولاء” الذي أساسه بسيط: من لا يكون مواليا شخصيا لنتنياهو، لن يكون.
هذه هي المرحلة الأخيرة في تحول إسرائيل، التي كانت ذات مرة ديمقراطية برلمانية غربية، الى دكتاتورية شرق أوسطية ظلامية. الولاء هو للملك وليس للمملكة. من لا يقسم باسم العقيلة، الابن والروح القدس، سيطير الى كل الرياح. هكذا ببساطة.
قبل نحو أسبوعين استدعى رئيس أمان الى المحكمة المركزية كي يشرح لهيئة القضاة بان الوضع حساس، توجد تطورات أمنية هامة جدا تتطلب الغاء بضعة أيام شهادة لرئيس الوزراء. منذئذ، لم يصبح الوضع اقل حساسية. بالعكس. صفقة المخطوفين علقت، بذنب إسرائيل. نتنياهو غير مستعد لتعريض الائتلاف للخطر. هو يفضل ان يعرض المخطوفين للخطر. كل الجبهات لا تزال مفتوحة. الجيش الإسرائيلي يهاجم في سوريا، في لبنان وفي القطاع. حماس والجهاد الإسلامي توجدان في عملية إعادة تأهيل. الحوثيون لا يزال يركلون. وبالتالي فان الحساسية الأمنية تزعجه في ادلاء الشهادة، لكن لا تزعجه في استبدال رئيس جهاز الامن العام، هز الجهاز الأمني الحيوي والحساس هذا ومواصلة ضعضعة مكانته في الجمهور، مثلما ضعضع كل باقي الاجسام، المؤسسات ورموز المملكة الإسرائيلية التي تنهار امام الدكتاتور.
في الوضع الحالي، رئيس وزراء إسرائيل لا يأخذ مسؤولية عن 7 أكتوبر، رغم أن مسؤوليته عن الكارثة واضحة، جلية ومطلقة كرئيس الوزراء. هو لا يعتذر، هو لا يطأطيء الرأس، هو ليس مستعدا لان يتوجه الى الناخب، مثلما كان سيفعل كل زعيم آخر في العالم بعد حدث كهذا. هو غير مستعد لان يقيم لجنة تحقيق رسمية باي تركيبة تضم الكلمة النكراء “قضاة”. لقد أشار لرئيس الأركان الطريق الى الخارج. أشار لوزير الدفاع الطريق الى الخارج وعين بدلا منه شخصيا بلا تجربة أمنية. وهو ينحي الان رئيس الشباك الذي يدير جهازه تحقيقا حساسا ضد الأكثر قربا من رئيس الوزراء في شبهات خطيرة بعلاقة مرفوضة مع قطر. بعد ذلك سيقيل المستشارة القانونية للحكومة، التي هي أيضا المدعية العامة في محاكمته الجنائية.
نتنياهو ليس فقط يوجد منذ زمن بعيد في حالة العجز، هذه هي حقيقة كل العجز. في جوهره، بنيامين نتنياهو هو هجوم تلقائي على الدولة التي يدعي انه يقف على رأسها. منظومة مناعة تهاجم نفسها وقريبة جدا من ان تدفع الجسم الى انهيار المنظومات.
أنا لست من مؤيدي اصطلاح “العجز”. برأيي لا يوجد اصطلاح كهذا وفقا للقانون الإسرائيلي، واذا كان، فانه الغي تماما في تشريع حكومة الأغراض الحالية. وعليه، فاني لا اعلق أملا على اخراج نتنياهو الى العجز. ليس هكذا يجب أن يحصل هذا. الموضوع هو أنه من ناحية جوهرية، الرجل عاجز. منذ زمن بعيد. هو ليس اهلا لمنصبه. هو لا يلتزم باتفاق تضارب المصالح عديم الأساس منذ البداية الذي كان وقع عليه. هو ذو قرن في حانوت فخار. ضرره يتضخم بحجوم هائلة. ولا نرى النهاية.
ما الذي يفقد نتنياهو صوابه مع رونين بار؟ هذا معقد. تحقيقات الشباك، التي لم تقفز عن الحدث السياسي، وعن حق. التي كشفت مرة أخرى عري الزعيم الذي اخترع المفهوم وبنى حماس. وبالطبع، تحقيق قطر غيت. ان تهجم نتنياهو المريض على بار في اعقاب تصريح غير ناجح لنداف ارغمان مع مقابلة مع يونيت ليفي كشف نوازع الرجل الأكثر عمقا. حتى هو يعرف العداء والخصام بين بار وارغمان الذي هو اليوم مواطن خاص رأيه لا يلزم أحدا. هذا لم يمنع نتنياهو من التهجم على رئيس الشباك القائم واتهامه باتهامات خطيرة للغاية، بما فيها الابتزاز بالتهديد. فما الغرو ان طائفة حملة أدوات الرجل البائسين سارت وراءه وحولت الشباك في اليوم الاخير الى “منظمة جريمة”.
في إسرائيل 2025 لم يتبقَ شيء. فهو لم يبقي حجرا على حجر. حين بدأت التحقيقات ضده تهجم على الشرطة. هذا حصل عندما كانت لا تزال شرطة. “افيحاي لن يفعل لنا هذا”، قال مقربوه عن المستشار القانوني. بعد ذلك جاء دور المدعية العامة ليئات بن آري. بعد ذلك النائب العام للدولة شاي نيتسان. بعد ذلك وصلنا الى مندلبليت. من مكانة عزيز الامة، ساكن الحوض وسكرتير الحكومة السابق، اصبح شيطان كل الأزمنة. هو وروني ألشيخ تآمرا لاسقاط رئيس وزراء قائم وحاكا له ملفات.
من هنا لاحقا تقدم بسرعة هائلة، ككرة ثلج سوداء. من لم يحيك ملفات لنتنياهو؟ الكل تقريبا. امس تبين أيضا أن روني بار انضم هو الاخر الى دار الحياكة هذه. مسكين نتنياهو. الكل يريدون أن يحيكوا بالذات له ملفات. المحاكم، النيابة العامة، وسائل الاعلام، الدولة العميقة، الجيش الإسرائيلي، الشباك. هذه كلها دار حياكة واحدة كبيرة.
الكرة الان انتقلت الى الحقل القضائي. افترض أن ترفع هذا الصباح التماسات الى محكمة العدل العليا ضد اقالة رئيس الشباك في ذروة تحقيق قطر غيت. بالمناسبة، القاضية المناوبة هي غيلا كنفي شتاينتس. القاضية الأولى من اصل مغربي (عينتها حكومة لبيد – بينيت) وعقيلة يوفال شيتاينتس. مشوق أن نرى اذا كانت ستجد الشجاعة لفعل ما.
اليوم بات ممكنا ان نقرر باننا نضجنا. الضفدع ناضج كما ينبغي. لين وناضج. وهذا حصل ببطء لكن بثبات. الرجل المسؤول عن الخراب والمذبحة، اللذين في اعقابهما حرب لا نهاية لها تسحق هنا جماهير كاملة يبني الان دكتاتورية برعاية الحرب إياها وحيال التعب المتراكم للجمهور الخادم والمنتج.
محظور السماح بهذا ان يحصل. في الدكتاتورية يوجد أيضا حق الاحتجاج. لا يزال. علينا أن نستنفده، حسب القانون، في ظل ابتعاد حريص عن كل نوع من العنف. لحكومة نتنياهو لا توجد ثقة جماهيرية. نرى هذا في كل الاستطلاعات. هي تواصل زيادة العبء على المواطنين الذين يحملونه وتوزيع المليارات على أولئك الذين لا يحملونه. لهذه الحكومة لا توجد أيضا شرعية أخلاقية او قيمية. لن تكون لنا فرصة أخرى لإنقاذ هذه الدولة. نحن في أيام مصيرية لا مثيل لها.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-03-17 16:02:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>