عين على العدو

هكذا عملت الحملة التي وضعها مقربو نتنياهو لتحسين صورة قطر

هآرتس 24/3/2025، بار بيلغ وعومر بن يعقوب: هكذا عملت الحملة التي وضعها مقربو نتنياهو لتحسين صورة قطر

تحليل شبكة تم اجراءه استنادا الى وثائق داخلية لمقربي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، موجه لموقعين و20 حساب شبكة عالمية، الذين عملوا لتحسين صورة قطر قبيل المونديال وحتى بعد ذلك، وضمن ذلك اثناء الحرب في غزة. الوثائق التي وصلت الى “هآرتس” تكشف الرسائل التي وضعها يونتان اوريخ وشروليك اينهورن لصالح حملة تبييض اسم قطر، وهي تتضمن أدلة رقمية تقود مباشرة الى الاثنين والى موظفين آخرين في شركة اينهورن، التي قامت ببناء الحملة. الوثائق التي ظهرت في الشبكة مدة ثلاث سنوات تم محوها في الفترة الأخيرة، في وقت قريب بين كشف العلاقة بين قطر وجهات في مكتب نتنياهو.

من الوثائق التي توجد لدى “هآرتس” يتبين أنها مؤرخة في صيف 2022: نتنياهو كان في حينه في المعارضة، في حملة الانتخابات قبل عودته الى مكتب رئيس الحكومة. اوريخ، الذي هو الآن مستشار نتنياهو، كان في حينه المتحدث بلسان الليكود، واينهورن كان المسؤول عن حملة الحزب. وثائق الشبكة ترتبط مباشرة بالبريد الالكتروني المباشر لهما، ويمكن رؤية كل تاريخ تحرير الملفات. في وثيقة كان هناك رابط مع فيلم فيديو في صفحة اليوتيوب الشخصية لاينهورن. على الفور بعد توجه “هآرتس” الى شركة “بيرسبشن” التي يمتلكها، عشية كشف تورطهم في الحملة من اجل قطر في تشرين الثاني، تم محو الفيلم من صفحته. في النسخة الأولى لوثيقة أخرى تتناول قطر ظهرت مباديء الحملة لتحسين صورة رئيس صربيا الكسندر فايتستس، الذي قدم له اينهورن استشارة. 

قطر عانت في حينه من صورة سلبية لدولة تمول الإرهاب، وصورة امارة غنية مات داخلها آلاف العمال الأجانب الذين قاموا ببناء الملاعب للمونديال. لصالح حملة تحسين صورة قطر اقامت شركة بيرسبشن مع شركة إسرائيلية باسم كويوس مشروع مشترك باسم “لايت هاوس”. وثائق الحملة تشمل تفصيلا للافكار لتحسين صورة قطر، ومهمات يجب القيام بها في الشبكة من اجل الدفع قدما بالحملة. “بيرسبشن” وضعت الرسائل للمشروع وقامت ببلورة الاستراتيجية، وكويوس أخرجت الحملة الى حيز التنفيذ بواسطة شبكة حسابات في الشبكة، التي نفذت هذه الرسائل.

“كويوس” تطرح نفسها كشركة تعمل في تشخيص اعمال التحايل المالي على الشبكة. وقد أقيمت في العام 2021 على يد ايلا تكاتس دريزن وأوري سيغف والعميد (احتياط) ايلي بن مئير. تحليل وثائق الحملة الذي اجراه محققو “اكتف انفو” ومقابلات أخرى وصلت الى “هآرتس” ومحادثات مع مصادر مطلعة على الحملة، قادت الى 20 حساب في تويتر وموقعين دفعا قدما منذ 2021 بمضامين تطابق بشكل واضح الحملة التي بناها اوريخ واينهورن لتبييض اسم قطر. بعض الحسابات كانت نشطة حتى الفترة الأخيرة. واحد منها باسم ايلا غريغوري، الذي رد في كانون الثاني الماضي على تغريدة رسمية لقطر، ومدح تدخل الدولة في تقديم المساعدات الإنسانية لغزة. في حين رد على تغريدة أخرى تدين هذه الامارة وهب للدفاع عنها، منذ فترة غير قصيرة تغير اسم المستخدم في الحساب، فيما يبدو كمحاولة لطمس الأثر. حساب آخر باسم دنيس وبستر مدح قبل شهر تدخل قطر في المفاوضات لتحرير المخطوفين. التغريدات الثلاثة تم محوها منذ ذلك الحين.

المحققون في “اكتف انفو” لاحظوا نشاطات إخفاء أخرى لحسابات ترتبط بالحملة من اجل قطر، منها محو تغريدات، محو متابعين واستبدال اسم المستخدم. المصادر التي تحدثت مع “هآرتس” اكدت على أن شركة “كويوس” تعودت على محو بين حين وآخر تغريدات لاصحاب حسابات في الشبكة، التي تستخدمها. 

كل المقالات عن قطر تم محوها بشكل مفاجيء

حسابات الشبكة التي تم تشخيصها كجزء من الحملة دفعت قدما بمضامين تتناول قطر، ضمن أمور أخرى، شاركت هذه الحسابات أيضا “مقالات” من حسابين خاصين. واحد منهما هو ويرلد وايد آند بزنس نيوز، الذي يبدو أنه تم فتحه بشكل خاص من اجل عمليات التأثير. الموقع الذي يطرح صورة موقع اخبار دولي سجل في 2020 في الفلبين، لكن عنوان البريد الالكتروني الذي سجل للموقع ينتمي لمواطن إسرائيلي اسمه عيدان شانس، الذي حسب ورقة قانونية لدى “هآرتس” هو خريج الاستخبارات الإسرائيلية. شانس ظهر في موقع “كويوس” كأحد العاملين في الشركة، وحسب بعض المصادر هو عمل بصورة خاصة في مشروع “لايت هاوس” القطري. قبل أسبوع وبعد بضع ساعات من توجه الصحيفة لشانس، تم محو المعلومات عنه في موقع “كويوس”.

في آذار 2022 نشر شانس في الفيس بوك منشور لتجنيد عمال “يتحدثون الألمانية لعمل مهم بصورة خاصة”، في حين أن موظف آخر نشر منشور مشابه في مجموعة خريجي الاستخبارات العسكرية. حسب وثائق الحملة التي توجد لدى “هآرتس” فان احد تجمعات الهدف للعملية هم مشجعو كرة القدم الالمان.

الموقع الذي سجله شانس تم تطويره بحيث يتم استثناءه من “غوغل” ولا يظهر في نتائج محركات البحث. هذه الحقيقة يمكن أن تدل على أنه وضع فقط من اجل إيجاد روابط لمشاركة المضمون، وليس من اجل جذب متصفحين عارضين. منذ انطلق في الفضاء نشر في الموقع حوالي 30 مقال غير موقع في موضوع قطر – معظمها في 2022، سنة المونديال – التي تناسب الرسائل التي خططت لها حملة “لايت هاوس”. في الفترة الأخيرة تم محو من الموقع جميع المقالات التي تتناول قطر.

مقال واحد، الذي تم اخفاءه (لكنه متاح في أرشيف الانترنت)، تناول الكورونا في قطر وتفاخر بمعدل تطعيمات من الاعلى في العالم، ومعدل وفيات من الأدنى في العالم، وخطوات وقائية هامة في الدولة. “قطر تستخدم كل الوسائل لضمان صحة مواطني الدولة والسياح”، كتب في المقال.

المونديال في قطر تم اعداده ليكون الحدث الحاشد الأول منذ اندلاع الوباء، والدفع قدما بمقالات تبدد مخاوف الزوار كان احد الرسائل في وثائق حملة بيرسبشن. حساب باسم اشلي ناكونيتشي، الذي دفع قدما بمضامين الحملة، شارك المقال. تحليل الشبكة كشف حسابات أخرى شاركت المقال، من بينها كينيث بايرز وكلير غرينوود. هذه الحسابات غردت كثيرا بلهجة إيجابية فيما يتعلق بقطر. 

مقال آخر نشر في الموقع وتم الدفع به قدما من قبل حسابات الحملة، تناول الطعام الحلال الذي سيقدم اثناء فترة المونديال في الدوحة. في وثائق الحملة التي وصلت الى “هآرتس” يظهر بند الطعام الحلال كموضوع يجب التأكيد عليه وتسويقه من اجل اقناع من يحبون كرة القدم من اليهود الذين يخافون من زيارة قطر. 

بعد المونديال أيضا استمر الموقع في نشر المقالات التي تناولت المواضيع الرئيسية للحملة لتحسين صورة قطر. في تشرين الأول 2023، بعد اندلاع الحرب مع حماس، نشر مقال كتب فيه بأن “قطر وسيطة محايدة”، وبعد شهر نشر مقال عن “وساطة قطر لوقف اطلاق النار بين إسرائيل وحماس”. في احدى وثائق الحملة من شهر آب 2022 كتب اوريخ بأن “الحرب بين إسرائيل وغزة تؤدي الى حوار سلبي في أوساط الجالية اليهودية. نحن نوصي بالتأكيد على تدخل قطر كوسيطة لصالح وقف اطلاق النار وإحلال السلام”. حتى أن اوريخ اقترح أن تدين قطر الاعمال الإرهابية في ارجاء العالم وفي إسرائيل.

تحليل الشبكة الذي اجراه محققو “اكتف انفو” تم تنفيذه بواسطة شبكة مراقبة الحوار “سكوبر”. والـ 20 حساب التي شخصت كشريكة في الحملة تتقاسم خصائص كثيرة. فبعضها يتابع نفس حسابات الشركة، من بينها الحسابات التي تظهر في وثائق الحملة الداخلية، اربع حسابات تم فتحها في نفس اليوم، 9 تموز 2021. واحد منها باسم يهوشع روتشيلد. الحسابات في الحملة شاركت مقالات عن قطر التي نشرت في مدونة مع اسم وصورة مثل التي توجد في حسابه في تويتر. بعد المونديال بدأت المدونة تنشر مقالات كثيرة تمتدح قطر. بعد فوز الدولة باستضافة بطولة العالم القادمة في كرة السلة كتب في المدونة بأن “قطر هي ارض الفرص” لمن يحبون كرة السلة و”الدولة الأكثر أمنا في العالم”. حسابات أخرى مرتبطة بالحملة روجت لمضامين إيجابية عن قطر في سياق بطولة العالم التي ستجرى في 2027. خلال الـ 11 مقالة الأخرى، مع استخدام كبير لصور الذكاء الصناعي، امتدحت المدونة أيضا العلاقات الدبلوماسية لقطر، والتوسط في صفقة المخطوفين بين إسرائيل وحماس، والتوق الى السلام الإقليمي. الحسابات المرتبطة بالحملة استمرت في مدح قطر أيضا على جهود الوساطة بين الغرب وأفغانستان في 2022، وعلى التوسط في صفقة المخطوفين بين أوكرانيا وروسيا في 2023.

عملية تأثير عالمية

عمليات التأثير يمكن أن تخلق وهم الدعم الجماهيري الواسع بواسطة ترديد متزامن لرسائل واغراق الحوار بمضامين مرغوب فيها. لكن حسب اقوال محققي “اكتف انفو” فان الحسابات لم تعرض انتشار واسع أو تفاعل كبير مع مستخدمين حقيقيين، ويبدو أن تأثير الحملة كان تأثير محدود. 

في يوم الأربعاء أوقفت الشرطة من اجل التحقيق يونتان اوريخ وايلي فيلدشتاين، المتحدث باسم رئيس الحكومة نتنياهو والمتهم بتسريب معلومات سرية. في بيت احدهما تم اجراء تفتيش. الاثنان مشتبه فيهما بالاتصال مع عميل اجنبي وبمخالفات تحايل وتبييض أموال ورشوة. أمر منع النشر فرض على تفاصيل التحقيق. الاثنان تم التحقيق معهما بعد نشر التسجيلات في “كان”، التي سمع فيها رجل اعمال إسرائيلي يعترف بأنه نقل الأموال من أحد العاملين لصالح الحكومة القطرة الى فيلدشتاين. وحسب ما نشر في “اخبار 12” فان فيلدشتاين قدم خدمة علاقات عامة لشركة اجنبية عملت لصالح حكومة قطر في قضية المخطوفين في الوقت الذي كان يعمل فيه في مكتب نتنياهو.

ردا على كشف “هآرتس” قال المحامي عميت حداد والمحامية نوعا ميلشتاين، باسم يونتان اوريخ: “لم يكن هناك أي شيء أبدا. الحديث يدور عن محاولة جنائية أخرى لتلوث بالاكاذيب تحقيق مختلق يقع تحت أمر منع النشر من قبل المحكمة”. من شركة “بيرسبشن” جاء: “لا يهم عدد المرات التي تكتبون فيها ذلك – شركة بيرسبشن لم تعمل في أي يوم مع الحكومة القطرية، سواء في 2022 أو بعد ذلك. أيضا هذه الكذبة ستنهار في النهاية”. من شركة “كويوس” لم يأت أي رد. بعد توجه “هآرتس” في تشرين الثاني الى تكاتس دريزن قالت باسم كويوس: “هذا ليس مجال نشاطنا، ولم يكن هناك أي عقد بين الشركات وكويوس لا تعمل بهذا المجال.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-03-24 16:00:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى