صحافة

الإعتراف الأوروبي بدولة فلسطين.. ما الجديد هذه المرة؟

العالم مقالات وتحليلات

اعتراف ثلاث دول أوروبية بالدولة الفلسطينية، في هذا الظرف الحساس، قد يشكل ضغطا على الكيان الاسرائيلي، الذي مازال يرفض وقف الابادة الجماعية التي يرتكبها في غزة، متسلحا بالغطاء الامريكي السياسي والاقتصادي والعسكري، ويدفعه الى عدم تجاهل الغضب الشعبي في الدول الغربية، الداعية لوقف الابادة الجماعية، لاسيما ان الكيان الاسرائيلي يعرف جيدا ان عدد الدول الاوروبية ستعترف بدولة فلسطين لن يتوقف عند الرقم ثلاثة.

البعض يرى ان العديد من الدول الاوروبية، تسعى من خلال الاعتراف بدولة فلسطين، الى تحقيق هدفين، الاول وقف الابادة الجماعية في غزة، والثاني معاقبة الكيان الاسرائيلي، الذي تمادى كثيرا في غيه ، دون ان تتمكن المحافل الدولية من ردعه، وهو ما افرغ هذه المحافل من مضمونها، وحول دول العالم ،ومنها الاوروبية، الى شركاء في جرائمه، عبر اتخاذ موقف المتفرج.

من الواضح ان هذا الاجراء الاوروبي، ورغم رمزيته، الا انه يمكن ان يشكل ورقة ضغط على الكيان الاسرائيلي، لانه جاء في ظروف دولية، ليست في صالح الكيان الاسرائيلي، لاسيما بعد قرارات محكمة العدل الدولية، التي طالبت الكيان الاسرائيلي بمنع وقوع ابادة جماعية في غزة، وقرار المحكمة الجنائية الدولية، باعتقال رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي ووزير حربه ، بسبب تورطهما في جرائم حرب في غزة، والتظاهرات الشعبية التي اجتاحت الدول الغربية ومنها امريكا، احتجاجا على الجرائم الاسرائيلية في غزة، وهذه الصفعات المتتالية هي التي، زادت من وقع الاجراء الاوروبي المتمثل بالاعتراف بدولة فلسطين، وهو يفسر ايضا الرد الهستيري للكيان الاسرائيلي، على هذه الدول الاوروبية.

اعتراف الدول الاوروبية بدولة فلسطين ليس بالامر الجديد، فمنذ عام 1988، اعترفت 139 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية، بينها 8 دول اوروبية، وهي بلغاريا وبولندا والتشيك ورومانيا وسلوفاكيا والمجر والسويد، وقبرص، وهو اعترف للاسف الشديد، لم يُعد مترا واحدا من الارض الى الشعب الفلسطيني، بعد ان تم ربط الحق الفلسطيني بالمفاوضات مع كيان كان ومازال يرفض ان يعيد اي حق من حقوق الشعب الفلسطيني، حتى حقه في الحياة، واتخذ المفاوضات وسيلة لترسيخ احتلاله وقضم المزيد من الاراضي الفلسطينية وتهجير ما تبقى من الفلسطينيين.

الجديد هذه المرة في الاعتراف الاوروبي بدولة فلسطين، انه يأتي في ظل تغير موازين القوى، وهو تغير حصل بفضل المقاومة و “طوفان الاقصى” وبفضل الصمود الاسطوري لاهالي غزة، فالتحرك الفلسطيني هذه المرة سيتجاوز الطبيعة الرمزية، التي لم تغير في السابق، لا سيما بعد اتفاقيات اوسلو عام 1993، شيئا في الموقف الإسرائيلي، ولا في الموقف الاوروبي، المنحاز كليا للكيان الاسرائيلي، ف”طوفان الأقصى” اكد للعالم اجمع، وفي مقدمته حماة الكيان الاسرائيلي من الاوروبيين، ان الشعب الفلسطيني مصمم على التمسك بحقوقه، حتى لو كلفه ذلك اثمانا باهظة من ارواح ابنائه وبناته واطفاله ونساءه ورجاله. وهذا التمسك الاسطوري هو الذي فضح الدور الامريكي في الشرق الاوسط، وهو الذي كشف عن كذبة “الجيش الاسرائيلي الاخلاقي”، وهو الذي عرى الكيان امام الراي العام الاوروبي، وهو الذي جر الكيان الاسرائيلي الى محكمة العدل الدولية كمجرم حرب، وهو الذي جعل زعماء هذا الكيان مطاردين من قبل محكمة الجنائية الدولية، وهو الذي ألب الراي العام الاوروبي ضد “اسرائيل”، وهو الذي دفع دول اوروبية الى الاعتراف بمظلومية الشعب الفلسطيني، وهو الذي وضع اللبنة الاولى لقيام دولة فلسطين، وهو الذي سيقرب من موعد زوال “اسرائيل” والى الابد.

*أحمد محمد

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir بتاريخ:2024-05-30 01:05:42
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى