اشترك في :

قناة واتس اب
صحة و بيئة

الاكتئاب المرافق للأمراض المزمنة – أنا أصدق العلم

يُقدَّر أنّ ثلث المرضى الذين شُخصوا بأمراض خطيرة ومزمنة تتسبب في تغيير شكل حياتهم سيعانون بعضًا من أعراض الاكتئاب. الشعور بالحزن واليأس طبيعي بعد تلقي خبر الإصابة بمرضٍ خطير، لكن إذا استمرّ الاكتئاب، فقد يحتاج المريض للمعالجة، بما فيها العلاج الدوائي والنفسي.

ما تعريف المرض المزمن؟

المرض المزمن مرضٌ يستمر لوقتٍ طويل، وعادة ما يكون مرضًا لا يُشفى تمامًا، مثل داء السكري، وأمراض القلب، والتهاب المفاصل، وأمراض الكلية، وفيروس HIV ومتلازمة نقص المناعة المكتسبة، والذئبة، والتصلب المتعدد.

يمكن تحقيق التحسن في العديد من هذه الحالات عن طريق الاعتناء بالنظام الغذائي، وممارسة التمارين الرياضية، واتباع خيارات صحية في الحياة، إضافة إلى الالتزام بالعلاج الدوائي.

لماذا يشيع الاكتئاب لدى المصابين بأمراض مزمنة؟

الاكتئاب هو واحد من أشيع اختلاطات الإصابة بمرض مزمن، فيُقدر وجود الأعراض الاكتئابية لدى المصابين بمرض خطير بالثلث.

يجب على المصابين بالأمراض المزمنة التأقلم مع المرض والعلاج على حدٍّ سواء، وقد يؤثر المرض على القدرة الحركية للمريض، واستقلاله، وقد يغير طريقة عيشه ونظرته لذاته، إضافة إلى علاقته بالآخرين. قد تكون هذه التغييرات مجهدةً، وقد تسبب بعض اليأس أو الحزن، لكن يبقى ذلك طبيعيًا.

قد تحرض الإصابة بمرضٍ مزمن حالة تدعى الاكتئاب السريري، وقد تكون هذه الحالة خطيرة لكنها قابلة للعلاج. يجب أن يقرر الطبيب مع المريض ما إذا كانت أعراض الاكتئاب ردة فعلٍ طبيعية للضغط النفسي المرافق للإصابة بالمرض المزمن، أو أنها أعراض شديدة وتسبب إعاقة في الحياة اليومية إلى درجة تتطلب علاجاً إضافيًا ومضادًا للاكتئاب.

ما أعراض الاكتئاب؟

تشمل الأعراض الشائعة للاكتئاب:

  •  المزاج الاكتئابي أو فقدان المتعة أو الاهتمام بممارسة النشاطات اليومية.
  •  خسارة أو زيادة في الوزن.
  •  اضطرابات النوم (النوم لفترات طويلة أو عدم القدرة على النوم).
  •  مشاكل في التركيز.
  •  فتور الشعور (نقص القدرة على الإحساس بالمشاعر أو العاطفة).
  •  الاحساس بالذنب أو بانعدام قيمة الذات.
  •  التعب أو فقدان الطاقة.
  •  أفكار تخص الموت أو الانتحار.

قد يتجاهل الناس أعراض الاكتئاب مفترضين أن الشعور بالكآبة طبيعي بالنسبة لشخصٍ يعاني مرضًا مزمنًا وخطيرًا. إن بعض أعراض الاكتئاب مثل التعب، وفقدان الشهية، وانخفاض القدرة على التركيز، والأرق علامات شائعة لحالاتٍ طبية مزمنة كذلك، وهذا يصعّب معرفة مصدر هذه الأعراض إن كان ناتجًا عن الاكتئاب نفسه أو عن المرض المزمن الكامن وراءه.

من الضروري جدًا معالجة الاكتئاب والمرض المزمن معًا عند ترافقهما لدى المريض.

ما الأمراض المزمنة التي تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب؟

قد يحرّض أي مرضٍ مزمن الإصابة بالاكتئاب، لكن يزيد الخطر في حال كان المرض أشدّ ويعرقل حياة المريض بدرجة أكبر.

قد يزيد الاكتئاب الناتج عن مرضٍ مزمن هذا الأخيرَ سوءًا، ويؤدي ذلك إلى حلقةٍ مفرغة. من المحتمل أن يتطور الاكتئاب خاصة عندما يسبب المرض المزمن الألم، أو العجز، أو العزلة الاجتماعية، وقد يزيد الاكتئاب بدوره من شدة الألم، والتعب، وقد يدفع المريض للشك بنفسه إلى درجةٍ تجعله يتجنب الآخرين.

إن نسب الاكتئاب المرافق لأمراض طبية أخرى مرتفعة إلى حدٍّ ما، ونذكر منها:

  •  النوبة القلبية: 40% إلى 65%.
  •  داء الشريان التاجي (دون النوبة القلبية): 18% إلى 20%.
  •  داء باركنسون: 40%.
  •  التصلب المتعدد: 40%.
  •  السكتة: 10% إلى 27%.
  •  السرطان: 25%.
  •  السكري: 25%.

كيف يُعالَج الاكتئاب؟

يمكن أن يقلل التشخيص والعلاج الباكران لحالة الاكتئاب من الشعور بالانزعاج، إضافة إلى تخفيف مخاطر الانتحار. في أغلب الحالات، يتحسن الوضع الصحي الإجمالي للمرضى المصابين بحالات صحية مزمنة عندما يتلقون العلاج للاكتئاب المرافق للحالة، ويحققون نوعية حياةٍ أفضل، ما يسهل عليهم اتّباع خطتهم العلاجية.

في بعض الحالات، يخفف التحسن الناتج عن علاج الحالة الصحية المزمنة من أعراض الاكتئاب الذي تسببه. قد لا يكون العلاج الخاص بالاكتتاب ضروريًا في هذه الحالات.

قد ينتج الاكتئاب عن بعض الأدوية، وأفضل ما يمكن فعله عند حدوث ذلك هو تخفيف جرعة الدواء المسبب أو استبعاده من الخطة العلاجية.

على أي حال، عندما يتحول الاكتئاب إلى مشكلة منفصلة بحدّ ذاتها، يجب معالجته بصورة منفردة.

لا يمكن ضمان نجاح العلاج بمضادات الاكتئاب، مثل أي علاجٍ آخر، لكن يُشفى معظم مرضى الاكتئاب الذين يتلقون العلاج المناسب. في أغلب الحالات يحدث الشفاء بطريقة أسرع وأكثر اكتمالًا عند المزج بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي (العلاج بالتحدث).

توجد العديد من مضادات الاكتئاب المتوفرة لعلاج الحالة، ورغم عدم فهمنا الكامل لطريقة عمل هذه الأدوية، فهي بلا شك تؤثر على المركبات الكيميائية في الدماغ التي يُعتَقد أن لها تداخلًا في الإصابة بالاكتئاب.

يشير مصطلح العلاج النفسي إلى مجموعة من التقنيات المتنوعة المستخدمة في علاج الاكتئاب، ويشمل العلاج النفسي التحدّث إلى أحد المتختصين المؤهلين، وهذا يساعد المريض في:

  •  التركيز على الأفعال، والمشاعر، والأفكار التي تسهم في حدوث الاكتئاب.
  •  فهم وتحديد المشاكل أو الأحداث الحياتية (مثل مرض جسيم، أو موت فرد من العائلة، أو خسارة وظيفة، أو طلاق)، والمساعدة في فهم الجوانب التي يمكن حلها أو تحسينها في ما يخص هذه المشاكل.
  •  استعادة الإحساس بالسيطرة على الحياة، والاستمتاع بها.

نصائح للتأقلم مع المرض المزمن:

يشكل الاكتئاب، والعجز، والإصابة بمرضٍ مزمن حلقةً مفرغة، فالمرض المزمن قد يحرض نوباتٍ من الاكتئاب تؤدي بدورها إلى تراجع الصحة الجسدية وهذا يتداخل مع المعالجة الناجحة للحالة المزمنة.

تساعد النصائح الآتية في التأقلم بطريقة أفضل مع الإصابة بمرضٍ مزمن:

  •  التأقلم مع التأثيرات الجسدية للمرض في الحياة اليومية.
  •  تعلم كيفية التعامل مع العلاج.
  •  التأكد من التواصل السليم مع الأطباء.
  •  محاولة الحفاظ على التوازن الانفعالي للتأقلم مع المشاعر السلبية.
  •  محاولة الحفاظ على الثقة والنظرة الإيجابية للذات.
  •  طلب المساعدة فور ظهور أعراض الاكتئاب.

اقرأ أيضًا:

تغييرات في نمط الحياة تساعد على تخفيف الاكتئاب

الاكتئاب الخفي: التعرف على الأعراض وكيفية تقديم المساعدة

ترجمة: حاتم نظام

تدقيق: هاجر القفراشي

المصدر

المصدر
الكاتب:حاتم نظام
الموقع : www.ibelieveinsci.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-07-12 14:06:49
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى