صحافة

السيد حسن نصرالله.. غزة ستنتصر

العالم – مقالات وتحلیلات

سمعنا كثيرا من المغرضين خلال الايام الماضية، الذين تجاهلوا المواجهات العنيفة والدامية بين مقاتلي حزب الله وقوات الاحتلال الاسرائيلي على الحدود مع فلسطين المحتلة، وهم يشككون بدعم حزب الله لغزة، وكأن 22 دولة عربية مع جيوشها وسلاحها وعتادها وجنرلاتها قد تبخرت، ولم يبق من العرب سوى حزب الله ليتحمل مسؤولية تقاعس الامة عن نصرة غزة!، بينما الحزب كما شاهد العالم اجمع دخل المعركة منذ يوم 8 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، اي بعد يوم واحد من “طوفان الاقصى”، وقدم حتى الان 56 شهيدا على طريق القدس.

لو كان موقف حزب الله موقفا تضامنيا سياسيا مع غزة، محصورا بالتظاهر والاحتجاجات، ولم يخض حربا حقيقة مع الكيان الاسرائيلي على مدى 28 يوما الماضية، لكان هذا الكيان مرتاحا عند الحدود الشمالية، وكانت قواته ستذهب إلى غزة، كما اكد السيد نصرالله، الا ان ماجرى على الجبهة اللبنانية كان هاما وغير مسبوق في تاريخ الكيان الاسرائيلي، فهذه الجبهة خففت جزءا كبيرا من القوات التي كانت ستُسخّر للهجوم على غزة، فقد تم استقدام عدد كبير من قوات النخبة في القوات الصهيونية من باقي المناطق الى الجبهة الشمالية.

السيد نصرالله، كشف عن ان ثلث جيش الاحتلال الإسرائيلي متواجد على الحدود مع لبنان، و نصف قدراته البحرية موجودة في البحر المتوسط مقابل لبنان، وربع قواته الجوية مسخرة في اتجاه لبنان، وما يقارب نصف الدفاع الصاروخي للكيان الاسرائيلي موجه أيضا في اتجاه جبهة لبنان. فإن لم يكن ذلك دليلا على ان حزب الله يخوض معركة حقيقة مع المحتل الاسرائيلي، فعلى ماذا يدل اذا؟، واذا لم تكن هناك معركة حقيقة تجري على الجبهة اللبنانية، واذا لم يستشعر العدو بان هناك خطر داهم، لم نزح عشرات الآلاف من سكان المستوطنات الاسرائيلية، في شمال فلسطين المحتلة؟!.

اللافت ان هذا الانخراط القوي لحزب الله في المعركة، يأتي في الوقت الذي تلقى الحزب، كما كشف السيد نصرالله في خطابه، تهديدا من الامريكيين منذ اليوم الأول بأنّه “إذا فتح جبهة في الجنوب، فالطيران الأميركي سوف يستهدفه”، لكن هذا التهديد لم يغير من موقف الحزب، الذي قرر ومن ورائه محور المقاومة، على الا يسمحا بالاستفراد بغزة واجتياحها.

من رسائل السيد نصرالله الاخرى، تلك التي وجهها الى الامريكي، بعد ان اكد وفي اكثر من موقع من خطابه، بانه هو الذي يدير الحرب بأدق بتفاصيلها، بعد ان بان ضعف وعجز الكيان الاسرائيلي، الذي ظهر بانه اوهن من بيت العنكبوت، وهو ما اضطر امريكا ان ترسل اساطيلها وجنرالاتها وجنودها الى المنطقة، لاشعار الكيان المهزوم والمأزوم بالامان اولا، ولتهديد حزب الله ومحور المقاومة ثانيا، ومنعهم من التدخل في المعركة، الا ان رد السيد نصر الله على الأميركيين كان حاسما، عندما خاطبهم قائلا: “أساطليكم التي تهددوننا بها في البحر المتوسط لا تخيفنا، ولن تخيفنا في يوم من الأيام، ولقد أعددنا لها عدتها أيضا”.

حديث السيد نصرالله عن المقاومة العراقية والمقاومة اليمنية، التي تدخلت وبشكل مباشر في المعركة الى جانب غزة، والجبهة اللبنانية المفتوحة على جميع الاحتمالات، وفشل جيش الاحتلال الاسرائيلي، بعد مضي 29 يوما من عدوانه على غزة، في التقدم داخل القطاع، وعدم اعتناء محور المقاومة باستعراض القوة التي تمارسها امريكا في البحر المتوسط، والفظائع التي يرتكبها الصهاينة في غزة بدعم وتنسيق امريكي، والتي جعلت الراي العام العالمي ينقلب على “السردية الاسرائيلية” عن الصراع في فلسطين، والذي تجسد في التظاهرات غير المسبوقة التي شهدتها العديد من المدن الاوروبية والامريكية، احتجاجا على وحشية “اسرائيل” والدعم الامريكي الكامل لها، كل ذلك سيدفع امريكا للوقوف مليا امام رسائل السيد نصرالله، والتفكير مليا بالخسائر الاقتصادية والجيوسياسية التي ستتكبدها في المنطقة، في حال واصلت التغطية على توحش “اسرائيل”.

امريكا في حال واصلت سياستها المتطرفة الحالية، والمتمثلة بتبني الموقف الاسرائيلي بحذافيره في غزة، ستخسر ايضا نادي المطبعين العرب، الذين سيكونون في حرج كبير امام شعوبهم، وهم يواصلون علاقاتهم مع كيان منبوذ متطرف عنصري قاتل للاطفال. بل ان الرئيس الامريكي جو بايدن شخصيا، قد يخسر الانتخابات في حال تمادى في تبنيه لنتياهو واجرامه، كما يفعل الان، لاسيما بعد ان حذرت بعض الدوائر الامريكية، من ان نتنياهو يعمل على توريط امريكا في حرب في الشرق الاوسط، من اجل انقاذ نفسه من المصير المحتوم الذي ينتظره وهو السجن، لذلك ليس امام امريكا من خيار لوقف هذا النزيف في مصالحها ونفوذها، الا خيار وقف نزيف الدم في غزة، فغزة لم ولن تكون يوما وحيدة، وستخرج من هذه المعركة منتصرة، كما اكد السيد نصرالله.

المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-11-04 09:11:31
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى