اشترك في :

قناة واتس اب
صحة و بيئة

الفرق بين نوبة الهلع ونوبة القلق

كثيرًا ما يتحدث الناس عن نوبة الهلع ونوبة القلق كأنهما ذات الشيء، لكنهما مختلفتان في الحقيقة، فكل منها اضطراب صحي. تحدث نوبة القلق استجابةً لضغوطات نوعية وتدريجيًا، بينما تحدث نوبات الهلع فجأة دون توقع، نستعرض في هذا المقال مزيدًا من التفاصيل.

ما نوبة القلق؟

لا يذكر الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية بإصداره الخامس (DSM-5) نوبات القلق، لكنه يعرّفها بوصفها سمة لعدد من الاضطرابات النفسية الشائعة، ومنها ما يلي:

  •  اضطراب القلق المعمم.
  •  اضطراب الهلع.
  •  اضطراب قلق الانفصال.
  •  رهاب الخلاء دون سوابق اضطراب الهلع.
  •  اضطراب ما بعد الصدمة.
  •  اضطراب القلق الاجتماعي.
  •  اضطراب الوسواس القهري.
  •  رهاب(فوبيا) محدد.

يرتبط القلق عادةً بتوقع موقف أو تجربة أو حدث مرهق نفسيًا. ويأتي ذلك تدريجيًا. وتشمل أعراض نوبة القلق ما يلي:

  •  القلق.
  •  الإحساس بالضيق.
  •  الخوف.

نتيجة عدم وجود محددات تشخيصية نوعية لنوبة القلق، فأعراضها وعلاماتها مفتوحة لتفسيرات مختلفة، فقد يصف شخص تعرضه لنوبة قلق ويعاني أعراضًا لم يختبرها شخص آخر يعتقد أيضًا أنه تعرض لنوبة قلق.

ما نوبة الهلع؟

تأتي نوبة الهلع فجأة وتنطوي على خوف شديد لا يُحتمل، مصحوبة بأعراض جسدية صعبة، مثل تسرع القلب أو ضيق التنفس أو الغثيان.

تُصنف نوبة الهلع حسب DSM-5 إلى غير متوقعة أو متوقعة. إذ تحدث نوبة الهلع غير المتوقعة دون سبب واضح، أما المتوقعة فتنجم عن ضغوطات خارجية، كالرهاب.

قد تحدث نوبات الهلع لأي شخص، ولكن وجود أكثر من نوبة واحدة قد يدل على اضطراب الهلع، وهو اضطراب نفسي يتميز بنوبات هلع مفاجئة ومتكررة.

قد تتشابه أعراض كل من نوبة الهلع ونوبة القلق وتتشاركان عددًا من الأعراض العاطفية والجسدية.

وقد يعاني الشخص كلًا من نوبة القلق ونوبة الهلع في الوقت ذاته. فمثلًا، قد يصيب الشخص نوبة قلق من موقف محتمل يضعه تحت الضغط، كعرض تقديمي مهم في العمل، وعندما يأتي الموقف، قد يتفاقم القلق إلى نوبة هلع.

ومن الأعراض الجسدية والعاطفية في نوبة الهلع أو نوبة القلق:

  •  التخوف والقلق.
  •  الشعور بالضغط.
  •  الخوف من الموت أو فقدان السيطرة.
  •  شعور بالانفصال عن العالم (غياب الإدراك) أو عن الذات (تبدد الشخصية).
  •  خفقان القلب أو تسارع معدل ضربات القلب.
  •  ألم صدري.
  •  ضيق التنفس.
  •  تشنج في الحلق أو الشعور بالاختناق.
  •  جفاف الفم.
  •  التعرق.
  •  قشعريرة أو الهبات الساخنة.
  •  الارتجاف.
  •  خدر أو وخز (تنميل).
  •  الغثيان وآلام في البطن أو حس انزعاج في المعدة.
  •  صداع.
  •  الشعور بالإغماء أو الدوخة.

قد يصعب التفريق بين نوبة القلق أو نوبة الهلع، لذلك يجب الانتباه للنقاط التالية:

  •  السبب: ترتبط نوبة القلق عادةً بسبب مرهق نفسيًا. أما نوبة الهلع فغالبًا لا تنتج عن ضغوطات، بل دون سبب.
  •  الشدة: قد يكون القلق خفيفًا أو متوسطًا أو شديدًا. فقد يحدث قلق خفيف عند الحاجة للقيام بالأنشطة اليومية الاعتيادية. أما نوبات الهلع، تنطوي غالبًا على أعراض شديدة ومتعبة.
  •  استجابة الجهاز الودي (القتال أو الهروب): في نوبة الهلع تحدث استجابة القتال أو الهروب الودية، أي تظهر الأعراض الجسدية بوضوح أكبر منها في نوبة القلق.
  •  سرعة البدء: غالبًا ما يتراكم القلق تدريجيًا، بينما تأتي نوبة الهلع فجأة.
  •  التأثير: تثير نوبات الهلع عادة المخاوف والقلق من التعرض لنوبة أخرى، ما ينعكس على سلوك الشخص، ما يدفعه إلى تجنب الأماكن أو المواقف التي يخاف إمكانية تعرضه لنوبة هلع فيها.

أسباب نوبة الهلع ونوبة القلق:

ليس لنوبة الهلع غير المتوقعة محرضات خارجية واضحة، وقد تنتج نوبة القلق ونوبة الهلع المتوقعة عن نفس الأسباب. تتضمن المحرضات الشائعة ما يلي:

  •  وظيفة مرهقة.
  •  القيادة.
  •  الأوضاع الاجتماعية.
  •  الرهاب: مثل رهاب الخلاء (الخوف من الأماكن المزدحمة أو المفتوحة)، ورهاب الأماكن المغلقة، ورهاب المرتفعات.
  •  ذكريات التجارب المؤلمة أو الأشياء التي تذكر بها.
  •  الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري ومتلازمة الكولون العصبي والربو.
  •  الآلام المزمنة.
  •  متلازمة سحب المخدرات أو الكحول.
  •  مادة الكافيين.
  •  الأدوية والمكملات.
  •  مشكلات الغدة الدرقية.

عوامل خطر نوبة الهلع ونوبة القلق:

لكلا النوبتين نفس عوامل خطر وتشمل:

  •  التعرض لصدمة أو المرور بأحداث مؤلمة، سواء في الطفولة أو في الكهولة.
  •  المرور بحدث مرهق نفسيًا في الحياة، مثل وفاة أحد أفراد الأسرة أو الطلاق.
  •  معاناة التوتر والقلق المستمرين، مثل ضغوطات العمل أو الخلافات العائلية أو المشكلات المالية.
  •  المصابين بمرض مزمن أو مهدد للحياة.
  •  الشخصية القلقة.
  •  وجود اضطراب نفسي مرافق مثل الاكتئاب.
  •  وجود أقارب درجات أولى يعانون أيضًا اضطرابات القلق أو الذعر.
  •  إدمان المخدرات أو الكحول.

من يعانون القلق أكثرُ عرضة للإصابة بنوبات الهلع، لكنه ليس شرطًا للتعرض لنوبة الهلع.

تشخيص نوبة الهلع ونوبة القلق:

لا يستطيع الأطباء تشخيص نوبات القلق، لكن يمكنهم تشخيص:

  •  أعراض القلق.
  •  اضطرابات القلق.
  •  نوبات الهلع.
  •  اضطرابات الهلع.

فبعد تعرّف الأعراض يجري الطبيب اختبارات لاستبعاد الحالات الصحية الأخرى ذات الأعراض المماثلة، مثل أمراض القلب أو مشكلات الغدة الدرقية. ومن هذه الاختبارات:

  •  الفحص الجسدي.
  •  تحاليل الدم.
  •  اختبارات قلبية، كتخطيط القلب الكهربائي-ECG أو EKG.
  •  تقييم أو استبيان نفسي.

علاجات نوبة الهلع ونوبة القلق وأدويتهما:

 الاستشارة والمعالجة النفسي:

قد تتضمن العلاجات الكلامية لنوبات القلق والهلع ما يلي، وغالبًا يُجمع بينهما:

  •  العلاج السلوكي المعرفي-CBT: قد تفيد هذه المعالجة في رؤية الأمور المقلقة من زاوية أخرى، وقد يساعد الاستشاري على تطوير استراتيجيات للتحكم بمحرضات القلق عند ظهورها.
  •  العلاج المعرفي: قد ينفع في تحديد الأفكار غير المفيدة التي تكمن غالبًا وراء القلق وإعادة قولبتها وتحييدها.
  •  علاج التعرض: يتضمن هذا العلاج التعرض الخاضع للمراقبة للمواقف المثيرة لنوبة الهلع والقلق، ما يساعد على مواجهة تلك المخاوف بطريقة جديدة.
  •  تقنيات الاسترخاء: تشمل تمارين التنفس، وتمارين التأمل، والاسترخاء العضلي التدريجي، والارتجاع البيولوجي (أسلوب للتحكم بوظائف الجسم مثل ضربات القلب)، والتدريب الذاتي (تقنية لنزع التحسس).

قد يقترح الطبيب حضور جلسات فردية أو جماعية أو كليهما.

 المعالجة الدوائية:

من الأدوية التي قد يصفها الطبيب:

  •  مضادات الاكتئاب: تشمل هذه الأدوية مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية-SSRIs ومثبطات استرداد السيروتونين والنوربينفرين-SNRIs.
  •  حاصرات بيتا: قد تفيد في تدبير بعض الأعراض الجسدية، مثل تسارع معدل ضربات القلب.
  •  الأدوية المضادة للقلق: تشمل البنزوديازيبينات وهي أدوية مهدئة تخفف الأعراض سريعًا.

غالبًا ما يوصي الطبيب بعدة علاجات، وقد يتطلب الأمر أيضًا تغيير خطة العلاج مع الوقت، علمًا بأن كل تلك الأدوية لها آثار ضارة.

تُستخدم مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية ومثبطات استرداد السيروتونين والنورإبينفرين على المدى الطويل، وقد يستغرق الأمر وقتًا لتظهر نتائجها. أما البنزوديازيبينات فتؤخذ فترة قصيرة، لخطورتها المرتفعة بإحداث الاعتماد.

التدابير المنزلية لنوبة القلق ونوبة الهلع:

يجب التحدث مع طبيب أو مختص صحة نفسية لمعرفة ما يمكن فعله للوقاية الأعراض المرتبطة بنوبة الهلع والقلق وعلاجها، قد يفيد وضع خطة علاج والالتزام بها عند حدوث النوبة للتحكم بها. فعند الشعور بالقلق أو نوبة الهلع بالوسع تجربة ما يلي:

  •  أخذ أنفاس عميقة بطيئة: عند الإحساس بتسارع التنفس، يفيد ما يلي:
  •  تركيز الانتباه على كل شهيق وزفير.
  •  الإحساس بامتلاء المعدة بالهواء في أثناء الاستنشاق.
  •  العد تنازليًا من أربعة في أثناء الزفير.
  •  تكرار ذلك حتى يتباطأ تنفسك.
  •  تعرف الشخص على ما يمر به وتقبله: عند المرور بنوبة الهلع أو القلق فعليًا، سيعلم من تعرض لها أنها ستكون صعبة جدًا، فعليه تذكير نفسه أن الأعراض ستختفي وتتحسن حالته.
  •  ممارسات اليقظة الكاملة: يتزايد استخدام التقنيات القائمة على اليقظة لتدبير نوبة الهلع والقلق، وهي تقنية تساعد على تدفق الأفكار في اللحظة الآنية. تُمارس اليقظة الكاملة عبر المراقبة الفاعلة للأفكار والأحاسيس دون التفاعل معها.
  •  استخدام تقنيات الاسترخاء: مثل التأمل الموجَّه والعلاج بالروائح والاسترخاء العضلي. وقد تفيد تجربة بعض الأمور المريحة عند التعرض لنوبة الهلع أو القلق، كإغماض العينين أو الاستحمام أو استعمال زيت اللافندر ذو التأثيرات المريحة.

تغيير نمط الحياة: قد تفيد التغييرات التالية في نمط الحياة بتجنب نوبة الهلع أو نوبة القلق، وتقلل أيضًا من شدة الأعراض عند حدوثها:

  •  تقليل وتدبير مصادر التوتر في الحياة.
  •  تعلم كيفية التعرف على الأفكار السلبية وإيقافها.
  •  ممارسة تمارين رياضية معتدلة ومنتظمة.
  •  ممارسة التأمل أو اليوغا.
  •  اتباع نظام غذائي متوازن.
  •  الانضمام إلى مجموعة دعم لمن يعانون نوبة الهلع أو القلق.
  •  تقليل استهلاك الكحول والكافئين وإيقاف تعاطي المخدرات.

الخلاصة:

لا يشير مصطلح نوبة الهلع ومصطلح نوبة القلق إلى ذات الشيء، ومع إن هذه المصطلحات تتداخل بالاستخدام غالبًا، فنوبات الهلع فقط ذُكرت في مرجع DSM-5.

لنوبة الهلع والقلق أعراض وأسباب وعوامل خطر متشابهة، لكن نوبات الهلع أشد وتصحبها غالبًا أعراض جسدية أشد أيضًا. ويجب التواصل مع مختص الرعاية الصحية إذا كانت الأعراض المرتبطة بالقلق أو الهلع تؤثر على الحياة اليومية.

اقرأ أيضًا:

حالة طبية نادرة! دودة شريطية تعيش في دماغ رجل لعقود وتتسبب له بنوبات

دواء الليثيوم: إرشادات الاستخدام والتحذيرات

ترجمة: شهاب شاعر

تدقيق: محمد حسان عجك

المصدر

المصدر
الكاتب:شهاب شاعر
الموقع : www.ibelieveinsci.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-06-01 15:28:31
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى