صحة و بيئة

كيف يؤثر العلاج الهرموني في صحة القلب والأوعية الدموية؟

يمثل العلاج الهرموني علاجًا شائعًا لعدد من الأعراض المرافقة لانقطاع الطمث، مثل الهبات الساخنة والتعرق الليلي وجفاف المهبل.

يعمل العلاج الهرموني باستعادة مستويات الهرمونات المنخفضة في الجسم، خاصةً هرمون الإستروجين، إذ تنخفض مستويات هذه الهرمونات عادةً مع التقدم في العمر، ما يسبب الأعراض المرافقة لانقطاع الطمث.

يتضمن العلاج الهرموني التالي لانقطاع الطمث هرموني الإستروجين والبروجسترون، وفي بعض الحالات هرمون التستوستيرون، ويختلف محتوى العلاج وفقًا لاحتياجات كل سيدة.

كثر الجدل بشأن العلاجات الهرمونية الآمنة أو الضارة، إضافةً إلى تأثيرات العلاج الهرموني المديدة في صحة الفرد العامة.

حديثًا، قدم الباحثون دراسات تبحث الموضوع، في الاجتماع السنوي لجمعية انقطاع الطمث لعام 2024، في شيكاغو.

كيف يؤثر العلاج الهرموني في صحة القلب؟

وجدت دراسة أن العلاج الهرموني القائم على الإستروجين يؤثر تأثيرًا إيجابيًا طويل الأمد في صحة الجهاز القلبي الوعائي.

استعانت الدراسة بمعلومات من مبادرة صحة النساء، وقارنوا المؤشرات الحيوية لصحة الجهاز القلبي الوعائي لدى المشاركات اللواتي تلقين علاجًا هرمونيًا قائمًا على الإستروجين، بغيرهن ممن تلقين علاجًا وهميًا.

درس الباحثون بيانات المشاركات اللواتي تلقين هرمون الإستروجين المقترن، وهو أحد أنماط العلاج الهرموني الفموي الشائع، وغيرهن ممن أخذن هرمون الإستروجين المقترن إضافةً إلى ميدروكسي بروجسترون أسيتات، الذي يصفه الأطباء عادةً لعلاج بعض أعراض انقطاع الدورة الشهرية مثل الهبات الساخنة.

لاحظ الباحثون ارتفاع مستويات البروتين الشحمي عالي الكثافة، الذي يعرف بالكوليسترول الجيد، بنسبة 13% لدى النساء اللواتي تلقين العلاج الهرموني بالإستروجين المقترن مدة سنة. في حين لاحظوا ارتفاع مستوى البروتين الشحمي عالي الكثافة بنسبة 7% لدى النساء اللواتي أخذن العلاج الهرموني بالإستروجين المقترن إضافةً إلى ميدروكسي بروجسترون أسيتات.

بالمقابل، انخفضت مستويات البروتين الشحمي منخفض الكثافة، المُسمى الكوليسترول الضار، لدى المجموعتين بنسبة 11%.

انخفضت خصوصًا مستويات البروتين الشحمي (أ)، أحد أنواع البروتين الشحمي منخفض الكثافة، ويرتبط ارتفاعه بشدة بمجال واسع من اضطرابات الجهاز القلبي الوعائي، بنسبة 15% لدى المشاركات اللواتي تلقين العلاج الهرموني بالإستروجين المقترن فقط.

بالمقابل، انخفض مستوى البروتين الشحمي (أ) بدرجة أكبر لدى النساء اللواتي أخذن ميدروكسي بروجسترون أسيتات إضافةً إلى العلاج الهرموني بالإستروجين، بنسبة بلغت 20%.

لاحظ فريق البحث انخفاض المؤشرات الحيوية الدالة على مقاومة الإنسولين لدى المجموعتين اللتين تلقتا العلاج الهرموني، بنسبة 14% لدى المشاركات اللواتي أخذن العلاج الهرموني بالإستروجين المقترن وحده، و8% لدى من تلقين ميدروكسي بروجسترون أسيتات.

تُعد الغليسيريدات الثلاثية المؤشر الحيوي الوحيد لصحة الجهاز القلبي الوعائي الذي لم يُظهر أي تحسن مع تلقي العلاج الهرموني.

كيف يؤثر انقطاع الطمث في خطر الإصابة بأمراض القلب؟

أظهرت الدراسات ازدياد خطر إصابة المرأة بأمراض الجهاز القلبي الوعائي، ويعود ذلك إلى التبدلات الهرمونية العديدة التي تمر بها عند انقطاع الطمث.

أوضحت الطبيبة شيريل روس، غير المشاركة في الدراسة: «قد تنخفض مستويات هرمون الإستروجين لدى المرأة بدرجة كبيرة، حتى تنعدم بعد دخولها مرحلة انقطاع الطمث، ما يؤثر سلبيًا في صحة الجهاز القلبي الوعائي».

أوضح الطبيب تشانغ هان تشين: «قد يؤدي الانخفاض الحاد في مستويات الإستروجين إلى عدد من التغيرات، مثل ارتفاع خطر تراكم اللويحات في شرايين الدم، وارتفاع مستويات الكوليسترول، وارتفاع ضغط الدم، إذ تزيد العوامل السابقة خطر الإصابة بأمراض القلب».

أضافت الطبيبة روس: «يعود ذلك إلى أن تصنيع هرمون الإستروجين في الجسم يفيد في الحفاظ على مرونة الأوعية الدموية، ويخفض مستويات البروتين الشحمي منخفض الكثافة أو الكوليسترول الضار، ويزيد من مستويات البروتين الشحمي عالي الكثافة أو الكوليسترول الجيد».

قد تفسر الآليات السابقة دور تلقي العلاج الهرموني طويل الأمد بالإستروجين في تحسن المؤشرات الحيوية لصحة الجهاز القلبي الوعائي.

أوضحت الطبيبة روس: «تكمن فوائد تلقي العلاج الهرموني بالإستروجين في إعادة مرونة الأوعية الدموية، وتخفيض مستويات البروتين الشحمي منخفض الكثافة، وزيادة مستويات البروتين الشحمي عالي الكثافة، ومن ثم تعزيز صحة القلب. مع ذلك، تُنصح المرأة ببدء تلقي العلاج الهرموني بالإستروجين مع دخولها مرحلة انقطاع الطمث، لضمان جميع فوائد العلاج لصحة الجهاز القلبي الوعائي».

كيف يؤثر العلاج الهرموني في مقاومة الإنسولين؟

قدم باحثون من مستشفى ريدينغ وكلية الطب في جامعة دريكسيل بنسلفانيا، نتائجَ لأبحاث تدعم ارتباط تلقي العلاج الهرموني بانخفاض مقاومة الإنسولين لدى النساء، في فترة ما بعد انقطاع الطمث.

أجرى فريق البحث مراجعة وتحليلات تلوية لـ 17 تجربة عشوائية مضبوطة، بمجموع 29,287 مشارك.

تلقت 15,350 سيدة من المشاركات علاجًا هرمونيًا إما بالإستروجين فقط أو بالإستروجين والبروجسترون، في حين تلقت 13,937 دواء وهميًا.

تراوح متوسط أعمار المشاركات بين 47 و75 عامًا، واستمر علاجهن الهرموني مدةً تتراوح بين 8 أشهر وسنتين.

أشارت المراجعات إلى أن جميع دراسات العلاج الهرموني التي أُعطيت الهرمونات فيها فمويًا أو عبر الجلد، ترافق معها تحسن حساسية الإنسولين لدى النساء في فترة ما بعد انقطاع الطمث.

تنخفض عادةً مستويات الحساسية للإنسولين بعد انقطاع الطمث، ما قد يؤدي إلى ارتفاع سكر الدم بدرجة خطيرة، ومن ثم زيادة خطر إصابة المرأة بالسكري من النمط الثاني.

تحسن حساسية الإنسولين في الجسم بعد تلقى العلاج الهرموني أمر جيد، إذ قد يمنع الإصابة بالسكري.

أوضحت روس: «يحسن العلاج الهرموني، الذي يشمل الإستروجين والبروجسترون، الصحة الاستقلابية، بتنظيم تصنيع هرمون الإنسولين، والحفاظ على وزن الجسم وتوزيع الشحوم فيه، إضافةً إلى خفض خطر الإصابة بالسكري من النمط الثاني. تدعم الفوائد السابقة جميعها توازن الهرمونات في الجسم والصحة الاستقلابية وتحسنهما».

من يوصى بتلقي العلاج الهرموني؟

يحذر الأطباء من اختلاف تأثير بعض أنواع العلاجات السابقة بين الناس بطرق مختلفة، ما قد يترافق مع مجموعة من الأعراض الجانبية، رغم النتائج الإيجابية المقترنة بالعلاج الهرموني.

أوضح الطبيب توماس روز: «تستقلب أدوية العلاج الهرموني التي تُعطى فمويًا في الكبد، ما يرفع خطر تراكم الصفيحات الدموية، ويزيد من التجلطات في الأوعية الدموية الصغيرة. تمتص معظم أدوية العلاج الهرموني البيولوجية من ناحية أخرى عبر الجلد، ما يجعلها تتفادى الاستقلاب عبر الكبد، ومن ثم انخفاض خطر تراكم الصفيحات الدموية. تُعد الهرمونات البيولوجية مطابقة لنوع الإستروجين الذي ينتجه المبيضان خلال فترة الطمث».

مع ذلك، ينصح الطبيب روز بتدبير الأعراض التي تُقلق المريضة بالاستعانة بأقل جرعة ممكنة من أدوية العلاج الهرموني. ترغب معظم النساء أساسًا في علاج الأعراض الحركية الوعائية التي ترافق انقطاع الطمث، مثل الهبات الساخنة والأرق وألم المفاصل والاكتئاب معتدل الشدة. تلاحظ بعض النساء أيضًا تغيرات في النسيج المهبلي، ما قد يجعل النشاط الجنسي مزعجًا نتيجة الجفاف المهبلي.

اختتمت الطبيبة روس: «أكدت نتائج الدراسات دور العلاج الهرموني في تقليل خطر الإصابة بترقق العظام، بحماية المرأة من فقدان كثافة العظام وكسورها، ما يمثل مشكلة حقيقية للنساء بعد انقطاع الطمث».

اقرأ أيضًا:

ما يجب توقعه في كل مرحلة من مراحل انقطاع الطمث

النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث

ترجمة: رهف وقاف

تدقيق: نور حمود

المصدر

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.ibelieveinsci.com بتاريخ:2024-11-02 00:33:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى