عين على العدو

نتنياهو يقوم أحيانا بلعب دور الرئيس واحيانا دور الذيل وفقا لمصالحه 

هآرتس 1/4/2025، الوف بن: نتنياهو يقوم أحيانا بلعب دور الرئيس واحيانا دور الذيل وفقا لمصالحه 

اليكم لغز، من هو وزير العدل التركي، ومن هو رئيس لجنة التحقيق في هنغاريا، ومن هو المسؤول عن الاعلام في الهند؟. لا توجد حاجة الى الإسراع الى “غوغل”، لأنه واضح أن هؤلاء الأشخاص هم فقط براغي صغيرة في ماكنة تعزيز حكم كل من رجب طيب اردوغان وفيكتور اوربان وناراندا مودي، أساتذة ومرشدي نتنياهو في رحلته نحو الاستبداد. في هذه الجميع يعرفون من هو الرئيس، لكن في إسرائيل نتنياهو يتم وصفه بأنه مسافر ساذج في القطار الذي يقوم بقيادته آخرين مثل ياريف لفين من اجل تغيير النظام، يسرائيل كاتس من اجل تسييس الجيش، شلومو قرعي من اجل حبس المراسلين، بتسلئيل سموتريتش من اجل ضم المناطق وايتمار بن غفير من اجل ارتكاب جرائم الحرب. وحسب التفسير السائد فان رئيس الوزراء يقوم بدعمهم فقط خوفا على منصبه.

لكن محظور تشوش الامر علينا. نتنياهو يحب لعب دور مزدوج: دور الرئيس ودور الذيل أيضا. دور زعيم طائفة المعجبين الذين يطورون عبادة الشخصية، الذي يسحق الخصوم السياسيين ويصدر رسائل على شاكلة “أنا أمرت وأصدرت تعليمات”، وأيضا دور الضحية لاشخاص أقوياء يستخدمونه لحاجاتهم الخاصة، في المقام الأول زوجته ونجله وشركاءه في الائتلاف والرئيس الأمريكي. 

في دور الرأس نتنياهو ينشغل بجمع القوة بدون قيود وإخضاع مؤسسات الدولة لرغبته. كاتب السيرة الذاتية لستالين، ستيفن كوتكين، يصف تجميع قوة حاكم الإمبراطورية السوفييتية كعملية متدحرجة، التي فيها أي انجاز سياسي أو خصم تم ابعاده، تحفز الشهية للخطوة القادمة. وحسب رأيه فانه لا يجب النبش في شخصية ستالين أو طفولته فقط من اجل كشف خطواته العنيفة. هذا التحليل مناسب أيضا للولاية الحالية لنتنياهو التي فيها فأس رئيس الحكومة مرفوع على السلطات التي تمتعت باستقلالية نسبية: جهاز القضاء، الجيش الإسرائيلي واجهزة الاستخبارات. لفين وكاتس هما فقط مقاولا التنفيذ، ومثل مساعدي ستالين هما يظهران الحماس الزائد في مهماتهما. من حسن الحظ أنه في إسرائيل لا توجد حتى الآن محاكمات صورية، رغم أنه في الحكومة يزداد تأييد مثل هذه الأفكار (“رونين بار الى الزنزانة”). 

في المقابل، في قرارات واحداث مختلف عليها، نتنياهو يفضل لعب دور الذيل. فهو غير مسؤول عن كارثة 7 أكتوبر، المسؤول فقط هو الجيش والشباك لأنهم “لم يقوموا بايقاظه”. هو “يخرج من الغرفة” في التصويت على عزل المستشارة القانونية للحكومة، الذي تم اتخاذه بالاجماع. المخطوفون يعانون في غزة “بسبب سموتريتش وبن غفير”، أو بسبب رئيس طاقم المفاوضات رون ديرمر، ورئيس الحكومة لا يوجد له أي دور في هذا الامر. نتنياهو يحاول إرضاء المستمعين اليه باقوال لطيفة كما تحدث لجهات رفيعة في إدارة بايدن قبل الحرب وابلغهم بأنه يؤيد حل الدولتين “اذا سيطرت إسرائيل على الامن”. على الاغلب هم يصدقون أنه يريد ولكنه لا يستطيع، أو أنه يتم ابتزازه على يد شركائه.

في جلسة الحكومة أول أمس عرض نتنياهو هدف الحرب في غزة: “تنفيذ خطة ترامب للهجرة الطوعية”. ما هذا التواضع. حتى وهو يرسل الجيش الإسرائيلي لتنفيذ ترانسفير للفلسطينيين فان نتنياهو فقط يصنع جميل لصديق، لكن محظور أن تغرينا هذه العروض. لأنه حتى عندما يرتدي نتنياهو قناع الذيل فانه دائما يبقى الرأس. حكمه الطويل وسعيه الى القوة المطلقة تستند الى قدرته التي لا ينافسه أحد فيها، التلاعب بشركائه وتضليل اعدائه. هكذا اظهر الوقاحة امام جو بايدن، ودونالد ترامب اغدق عليه التملق. وهكذا فاجأ أمس باستلال مرشح ضعيف لرئاسة الشباك، الجنرال ايلي شربيط، البيدق الجديد في رحلة سيطرة نتنياهو على السلطات في الدولة، بالضبط مثل وزير العدل في تركيا. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-04-01 16:15:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى