اشترك في :

قناة واتس اب
صحة و بيئة

ھذه الطریقة المنتشرة حدیثًا لإزالة حب الشباب قد تعرض الشخص للإصابة بالسرطان

تعج وسائل التواصل الاجتماعي بالكثير من النصائح المشكوك فيها، لكن إحدى أحدث حيل العناية بالبشرة التي يشاركها بعض المستخدمين عبر الإنترنت تبعث على القلق جديًا.

يزعم بعض صناع المحتوى على TikTok أن التعرض لحروق الشمس أو قضاء الوقت في أسرّة التسمير قد يساعد على التخلص من حب الشباب.

ومع إن استعمال ضوء الشمس الطبيعي والأشعة فوق البنفسجية لعلاج بعض الأمراض الجلدية ليس بجديد، فإن الأدلة تظهر أن هذه التقنيات غير فعالة عندما يتعلق الأمر بعلاج حب الشباب. فضلًا عن أن المخاطر الناجمة عن التعرض الزائد للأشعة فوق البنفسجية تتجاوز بكثير أي فوائد قد تظهر على البشرة.

العلاج بالضوء هو إجراء طبي يتضمن تعريض الجلد لأشعة الشمس أو للأشعة فوق البنفسجية في بيئة خاضعة للتحكم، ويُستخدم على نطاق واسع لعلاج الصدفية والأكزيما في الحالات التي تفشل فيها العلاجات الأخرى أو لا تتناسب مع المريض.

تشير الأبحاث إلى أن العلاج بالضوء قد يساعد على تقليل الالتهاب وكبح الاستجابة المناعية للجلد، وهما عاملان أساسيان في تطور هذه الحالات.

ولكن من المهم الإشارة إلى أن هذا الإجراء يُنفذ في بيئة طبية حيث تُقاس جرعات الإشعاع المستخدمة بدقة لتقليل الآثار الضارة للتعرض للأشعة فوق البنفسجية، وتُجرى أيضًا فحوصات قبل العلاج لتقليل خطر الحروق.

أما في حالة حب الشباب، فالأدلة ضئيلة على أن التعرض للأشعة فوق البنفسجية قد يكون ذا فائدة.

نظرت دراسة استعادية (رجعية) عام 2023 في تعرض 19,939 مشاركًا للأشعة فوق البنفسجية على مدى ست سنوات، وأظهرت أن التعرض الطويل لمستويات منخفضة نسبيًا من الأشعة فوق البنفسجية (نوع من الإشعاع غير المرئي الذي تبثه الشمس) يوميًا (حوالي ساعة واحدة) كان مرتبطًا بانخفاض خطر الإصابة بحب الشباب المعتدل إلى الشديد لدى الشباب.

ولكن الدراسة شابتها عدة قيود؛ إذ لم تُقاس جرعات التعرض للأشعة بدقة بل استندت إلى تقديرات اعتمادًا على بيانات الموقع والطقس لفهم مقدار تعرض المشاركين للشمس. ولم تراعِ هذه الدراسة أيضًا الآثار السلبية المحتملة للتعرض.

أظهرت الدراسات التي أجريت على خلايا الجلد البشرية بعض الفوائد المحتملة للأشعة فوق البنفسجية، من بينها قتل بكتيريا Propionibacterium acnes المسببة لحب الشباب. ولكن هذه الفوائد ظهرت فقط على مستوى الخلايا، ولم تتكرر في الدراسات البشرية. وأجمعت معظم هذه الدراسات على أن أي تأثير مفيد قد يكون ضئيلًا وغير كافٍ للاستخدام العلاجي، خاصة بالنظر إلى الآثار الجانبية الضارة للأشعة فوق البنفسجية.

وجدت مراجعة حديثة لجميع الدراسات التي أجريت بين عامي 1992 و2022 بشأن التعرض لأشعة الشمس وحب الشباب، أن التعرض للأشعة فوق البنفسجية من غير المرجح أن يحسن أعراض حب الشباب.

وفي بعض الحالات، قد يؤدي إلى تفاقم حب الشباب. وربما سبب ذلك أن التعرض لأشعة UVB قد ينشط الخلايا المناعية، ما يزيد الالتهاب ويساهم في زيادة إنتاج الدهون، وهو عامل خطر معروف لحب الشباب.

مخاطر حروق الشمس

إلى جانب عدم وجود دليل على أن الشمس تعالج حب الشباب، توجد عدة آثار سلبية معروفة للتعرض لأشعة الشمس، مثل كزيادة كبيرة في خطر الإصابة بسرطان الجلد.

تشير الدراسات إلى أن الإصابة بحروق شمسية واحدة فقط في مرحلة الطفولة أو المراهقة قد تضاعف خطر الإصابة بسرطان الجلد لاحقًا. ويزداد هذا الخطر مع تكرار التعرض لحروق الشمس، وذلك لأن الأشعة فوق البنفسجية تسبب تلفًا كبيرًا في الحمض النووي لخلايا الجلد.

ويساهم التعرض للأشعة فوق البنفسجية أيضًا في الشيخوخة المبكرة للجلد مساهمة كبيرة، وذلك من خلال إتلاف الكولاجين والإيلاستين، ما يؤدي إلى ترهل الجلد وظهور التجاعيد.

للوقاية عند الخروج تحت الشمس، يُنصح بمت يلي:

  •  استخدام واقٍ من الشمس بعامل حماية 30 على الأقل، وإعادة تطبيقه كل ساعتين أو بعد السباحة أو التعرق.
  •  البحث عن الظل، خاصة في أوقات ذروة الشمس (من 10 صباحًا إلى 4 مساءً).
  •  ارتداء ملابس واقية كالقبعات ذات الحواف الواسعة والنظارات الشمسية التي تحجب الأشعة فوق البنفسجية.

حاليًا، تتوفر عدة خيارات فعالة وآمنة لعلاج حب الشباب، فيمكن علاج الحالات الشديدة باستخدام المضادات الحيوية الفموية ذات التأثير المضاد للالتهاب، أو عقار الإيزوتريتنوين الذي يقلل من إفراز الزيوت والنتوءات الجلدية والبكتيريا المسببة لحب الشباب. إذ يعد الإيزوتريتنوين فعالًا جدًا بحسب دراسة بسنت أنه أزال 85% من الآفات بعد أربعة أشهر فقط من الاستخدام، ولم يتطلب سوى ربع المرضى دورة علاج ثانية.

ومع إن هذه العلاجات فعالة، فإن المخاوف بشأن الآثار الجانبية، وخاصة تغيرات المزاج، تدفع بعض الناس للبحث عن بدائل. لكن دراسة حديثة على أكثر من 30 ألف مريض تناولوا الإيزوتريتنوين لم تجد صلة واضحة بين الدواء وتغيرات المزاج، ما يشير إلى أن هذا التأثير نادر جدًا.

يجب الحذر عند تناول الأدوية المخصصة لعلاج حب الشباب، فبعضها مثل الإيزوتريتنوين والتتراسيكلينات قد يزيد الحساسية تجاه الضوء. وقد أظهرت إحدى الدراسات أن ما بين 20 إلى 40% من المرضى الذين يتناولون نوعًا شائعًا من التتراسيكلين يعانون من حساسية للضوء.

ولهذا السبب من المهم ارتداء واقٍ من الشمس عند الخروج في الأيام المشمسة، ليس فقط لحماية البشرة وتقليل خطر الإصابة بسرطان الجلد، بل أيضًا لأن بعض الأدلة تشير إلى أن واقي الشمس قد يفيد المصابين بحب الشباب بتقليل الالتهابات وتقليل حساسية الضوء.

في المجمل، تتوفر بالفعل خيارات فعالة وآمنة لعلاج حب الشباب، لكن لدى الرغبة باستخدام الشمس أو أسرّة التسمير بدل العلاج المتاح، فمن الأفضل استشارة الطبيب لتجنب المخاطر المحتملة.

اقرأ أيضًا:

لماذا تجعل الشمس الناس يعطسون؟

ترجمة: علاء الشحت

تدقيق: مؤمن محمد حلمي

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.ibelieveinsci.com بتاريخ:2024-11-06 20:22:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى