العرب و العالم

أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الفرات: الحرب على غزة، تسرّع رسم شرق أوسط جديد

شفقنا- أكد استاذ العلاقات الدولية في جامعة الفرات السورية الدكتور خيام الزعبي، إن الحرب على غزة، تسرّع نحو رسم شرق أوسط جديد يصنعه مقاومو لبنان وإيران والعراق واليمن ومعهم جنود الجيش العربي السوري في الميدان.

وفي حوار خاص مع شفقنا العربي، اوضح الدكتور الزعبي ان الحرب على غزة معركة الإرادة الواحدة والجبهة الواحدة في مواجهة عدو واحد وهجمة موحّدة. وإنطلاقاً من كل ذلك، فإن الحرب في الشرق الأوسط ستظل مشتعلة ومستمرة  إلى أن يعلن الفلسطينيون قيام دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.

ان ما يحصل في غزة اليوم هو حلقة جديدة من سلسلة السياسات السرية والعلنية التي إنتهجها الكيان الصهيوني وحلفاؤه، ومحاولتهم التخلص من المقاومة وإشغال محور المقاومة عن دوره الكبير الذي يمارسه الآن في دعم فصال المقاومة ضد هذا الكيان ، ويساهم نتنياهو اليوم في المخطط الأخير لخنق غزة عبر قصفه للمدنيين وتدمير البنية التحتية هناك بما جعل له تداعيات إقليمية ودولية عديدة محتملة، قد تدفع نحو نشوب حرب عالمية ثالثة.

وأضاف ان بداية عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية دخلت على الخط عدة أطراف منها حزب الله في لبنان، فضلا عن الحوثيين في اليمن، والمقاومة الاسلامية في العراق  والجيش العربي السوري مع استمرار تهديد إيران التي حذرت على لسان وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان من أن “الشرق الأوسط صارت كبرميل بارود”. و أن محطة “طوفان الأقصى)، لن تعتبر مرحلة عابرة في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فهي لن تترك أثرها الآني فقط، بل إن مآلاتها ستمتد لسنوات عديدة.

وتأتي نوعية هذه العملية للمقاومة كأنّها تدشين لعودة معسكر الممانعة كمحور إقليمي مهم ورئيس في المنطقة، كما شكّلت ضربة كبيرة لصورة إسرائيل الاستخباراتية فهي ثاني أكبر خسارة تلحق بالقوات الإسرائيلية بعد حرب عام 1973، إذ إن وعود الأمن والرفاه والعيش الرغيد التي تروج للمهاجرين لإسرائيل قد تبددت بعد العملية فلا أمن بعد نجاح المقاومة و أظهرت أنها عاجزة عن حماية نفسها، فضلاً عن أن العملية أعادت الثقة بفكرة المقاومة وجدواها في مسيرة التحرير الفلسطيني.

بالمقابل إن “ضربة الانتقام الإيرانية”  رداً على استهداف القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بالعاصمة السورية دمشق مما دفع الإسرائيليين إلى العيش في حالة خوف ورعب وتوترٍ، كونهم يخشون من أن تؤدّي هذه العملية إلى حرب شاملة ومفتوحة تندلع مع حزب الله وسورية والمقاومة العراقية واليمنية وبعض فصائل المقاومة الفلسطينية، وكان من  تداعيات هذه الضربة انحسار الهيمنة العسكرية الإسرائيلية على المنطقة لصالح توازن قوى جديد يفرضه محور المقاومة، لذلك نحن أمام انقلاب خطير في قواعد الاشتباك في المنطقة، عند ذلك ستنفتح الاحتمالات والديناميكيات إلى سيناريوهات أخرى عديدة، منها احتمالية انتقال الحرب بالوكالة إلى المواجهة غير المباشرة بين روسيا والصين من جهة والغرب من جهةٍ أخرى، وسيناريو صدام الحضارات، وتأجج المواجهات في المنطقة ومختلف دول العالم.

وعلى الطرف الأخر أصبحنا نسمع أصواتاً من داخل أوروبا تعبر بكل صراحة عن مدى الاعتراف والشعور بالإحباط وخيبة الأمل من الفشل الذريع الذي ترتكبه إسرائيل من خلال استراتيجيتها في غزة، إذ فقدت الكثير من الخيوط وقدمت خسائر فادحة لم تكن في حساباتها، بالمقابل بدأ الدعم الإقليمي والدولي المطلق لإسرائيل بالانخفاض والتآكل، نتيجة مواصلة العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة .

من الطبيعي أن تفشل إسرائيل في غزة، بعد أن ضخت ترسانتها المليئة بالأسلحة الفتاكة، بالإضافة الى ملايين الدولارات في هذه الحرب على الشعب الفلسطيني بداعي إسقاط المقاومة، بالنتيجة سقط الكيان الصهيوني في الامتحان الفلسطيني، وكل ما أنجزه هو تدمير للبنية التحتية و قتل الآلاف من الأطفال و النساء، في حين لا تزال المقاومة تدك تل أبيب بنيران الصواريخ و ترفض رفع الرايات و الاستسلام.

وإنطلاقاً من ذلك فشل نتنياهو في تحقيق أحلامه بالمنطقة، الأمر الذي تسبب في الإضرار بمصالحه كونه اتبع سياسة خاطئة، فضلًاً عن زيادة قوة محور المقاومة وتماسكه في المنطقة ووقوفه ضد أهداف إسرائيل وأدواتها.

في هذا السياق إن المنطقة اليوم تدخل في مرحلة جديدة سيكون عنوانها التغيير، وسيتمخض عن المعركة الدائرة مع العدو ولادة شعب عربي متحرر من خوف الأعداء، وسينتج عنها إستعادة المحور المقاوم لدوره، وتعزيز ثقافة المقاومة بين شعوب المنطقة، المستندة إلى برنامج وطني نضالي واحد هدفه تحرير الأراضي المحتلة.

في المجمل من البديهيات الرئيسية القول بأنّ إسرائيل وأمريكا ترتكبان مقامرة خطيرة في غزة، حيث أن تدخلهما لا يحظى بأي شعبية في العالم، بذلك تفقد إسرائيل وأمريكا  تدريجياً أهم عوامل القوة التي تتحصنان بها، ليضاف كابوس جديد يقض مضجع تل أبيب والبيت الأبيض وزعمائهما السياسيين، وهو إستمرار رجال المقاومة بتحقيق الإنتصارات على جميع المستويات والجبهات.

وأخيراً ربما أستطيع القول، إن الحرب على غزة، وَفق هذا المنظور، تسرّع نحو رسم شرق أوسط جديد يصنعه مقاومو لبنان وإيران والعراق واليمن ومعهم جنود الجيش العربي السوري في الميدان، إنها معركة الإرادة الواحدة والجبهة الواحدة في مواجهة عدو واحد وهجمة موحّدة. وإنطلاقاً من كل ذلك، فإن الحرب في الشرق الأوسط ستظل مشتعلة ومستمرة  إلى أن يعلن الفلسطينيون قيام دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.

  • الحوار من: ليلى.م.ف
  • ماجاء في الحوار لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع

انتهى

 

 

 

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :ar.shafaqna.com
بتاريخ:2024-04-22 10:21:04
الكاتب:Sabokrohh

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من Beiruttime اخبار لبنان والعالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading