صحافة

التوجهات الإسرائيلية بعد انهيار النظام السوري: الفرص تفوق المخاطر

مثّل انهيار النظام السوري تحولاً استراتيجياً في المنطقة، شكّل فرصة للكيان لتعزيز مخطّطاته التوسعية ومصالحه، في ظلّ تحديات تتطلب الاستعداد لمزيد من التغيرات الإقليمية المحتملة.

وعلى إثره كثرت التقديرات والسيناريوهات الإسرائيلية التي تناولت الحدث على اعتبار أنه فرصة تاريخية من الضروري استغلالها بما ينسجم مع الطموحات الاحتلالية الإسرائيلية – الأمريكية لما يشكّله الحدث من أهمية لكلي الطرفين في توفير البيئة والحاضنة المناسبة لمختلف مخططات السيطرة على المنطقة في هذه المرحلة الحساسة لا سيّما بعد معركة طوفان والحرب على لبنان وما استطاع نتنياهو تحقيقه من إنجازات منحته الضوء الأخضر لاتخاذ كافة الإجراءات التصعيدية. وجاءت أول ردة فعل إسرائيلية على إسقاط نظام الأسد في تباهي نتنياهو بأن ما ألحقته إسرائيل بمحور المقاومة من ضربات عسكرية يُعدّ بمثابة المساهم الرئيس في التأدية إلى هذا السقوط.

في هذا التقرير، عرض لأبرز السيناريوهات والفرص والتوصيات التي تعكس التوجهات الإسرائيلية في هذه المرحلة بناءً على مجموعة من التحليلات والتصريحات العبرية.

الفرص (الفرص تفوق المخاطر)

– من خلال سيطرة المتمردين، سيتم فعلياً قطع المحاور البرية والجوية الواصلة بين إيران وسوريا، وصولاً إلى لبنان.

– مع توقف مسار إعادة ترميم حزب الله عسكرياً، بعد الحرب مع الكيان، ستُضطر قدراته المتبقية إلى التوجه نحو مواجهة التهديد السنّي القادم من سوريا وحماية نفسه داخلياً.

– ازدياد احتمالية أن يساهم الاتفاق، الذي تم التوصل إليه مؤخراً مع لبنان، في كبح جماح حزب الله في المدى الطويل، وتوسع حرية الكيان في فرض تنفيذه.

– اتّضاح أن محور المقاومة في المنطقة ليس سوى “حائط مائل”، بعد امتناع إيران وروسيا عن محاولة إنقاذ النظام السوري، ما يُعتبر بمثابة خيانة من حلفائه.

– تمتّع الكيان بحُرية حركة كاملة في سوريا، ستكون قادرة على تدمير أيّ تهديد.

– كل الظروف مواتية لترامب في الشرق الأوسط، لمحاولة تشكيل المنطقة، بدلاً من الانفصال عنها.

– لا توجد في الوقت الراهن أيّ جهة أُخرى، يمكن للجيش أن يفكر في “تسليمها” المنطقة العازلة في المستقبل المنظور، وبالتالي لا انسحاب من هذه المناطق، أو نقل المسؤولية عنه إلى أيّ طرف.

– في ظل الواقع الحالي، لا توجد أيّ جهة حكومية مستقرة في سوريا يمكنها أن تطالب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بسحب قوات الاحتلال من هناك، أو نشر قوات “أوندوف” في مواقع “الجيش السوري المنهار”.

– الاتفاق على فصل القوات أصبح اليوم بلا قيمة، وفقد كل شرعيته، بعد “محو” الطرف السوري من الاتفاق وغياب “الجمهورية العربية السورية” من كتب التاريخ، وهي تغيّر الآن ملامحها.

– إن إنهاء الحرب في غزة في هذه المرحلة سيمكّن الكيان من “تنظيف الطاولة”، استعداداً لدخول الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض، وتركيز الحوار معه على مواجهة التهديد الأكثر أهميةً وهو برنامج إيران النووي.

الخطوات المقترحة والتوصيات

– تصميم الدفاعات على الحدود مع سوريا.

– منع استيلاء الجهات “الجهادية” على قدرات عسكرية إذ لا ينبغي السماح لها بالسيطرة عليها.

– مهاجمة وتدمير الأسلحة الكيميائية المتبقية في سوريا، بالإضافة إلى منظومات الدفاع الجوي ومصانع إنتاج الأسلحة المتطورة التابعة للنظام، مع عدم المبالغة في التهديد الذي تشكّله على الكيان.

– تحديد “قواعد اللعبة” مع الجيران الجدد.

– التركيز على تهيئة الأرضية للفرص الكبيرة المطروحة على الطاولة لكل من الولايات المتحدة والكيان.

– التركيز على إعادة إحياء علاقات “حُسن الجوار” مع الجهات السنّية المحلية على الجانب الآخر من الحدود وتعزيز الشركاء المعتدلين في سوريا، وعلى رأسهم الطائفة الدرزية والأكراد.

– وضع خطة شاملة للتعاون ودعم الأردن واستقرار الحكم في عمّان، في ظل الهزات التي تشهدها سوريا، والتي قد تمتد إلى داخل حدود المملكة. إذ يُعدّ أمن حدود الأردن ذا أهمية كبيرة في منع تدفّق الأسلحة والذخيرة إلى الضفة الغربية.

– تذكير ترامب بأنه من دون تهديد عسكري موثوق به تجاه إيران، سواء من الجانب الأميركي، أو الإسرائيلي، والاستعداد لاستخدامه، لن تنجح الضغوط الاقتصادية.

– تعزيز فرص التطبيع الإقليمي، وفتح الباب أمام إعادة ترتيب المشهد الإقليمي بما يخدم المصالح الإسرائيلية والأميركية.

– الامتناع من إبداء النشوة المليئة بالشعارات، والتي تتطور في أعقاب إنجازات المعركة في الشمال. على اعتبار أنه لا يوجد في سوريا أيّ شيء يمكن أن يُستمدّ منه الأمل بعد الأسد فلا وجود لأيّ ممارسة سياسية ليبرالية، أو مجتمع مدني، أو دولة قومية متماسكة.

– ضرورة القيام بالأمر نفسه (احتلال المنطقة العازلة في سوريا) في تلك النقاط التي يحتلها جيش الاحتلال على الحدود اللبنانية، إذ إن سكان مستوطنات خط المواجهة لن يوافقوا على واقع أمني مختلف.

– بقاء قوات جيش الاحتلال متمركزة في المناطق الأمنية الحيوية للغاية لحماية الكيان على الحدود السورية في الجولان، الآن وإلى الأبد، إلى أن يتم العثور على شريك في الجانب الآخر.

دوافع وادّعاءات الخطوات الحالية

– احتلال الجانب السوري من جبل الشيخ والمناطق الفاصلة داخل الأراضي السورية تعزيزًا للدفاعات الحدودية، للحؤول دون وصول جهات إرهابية إلى حدودها.

– الحفاظ على المنطقة العازلة نظيفة من قوات الجيش هو درس مهم مستقى من ترسّخ قوات النخبة والرضوان على حدود الكيان في غزة والشمال على مدار السنوات الماضية.

– المصلحة والرغبة الإسرائيلية في نشوء فيدرالية، أو كونفدرالية تكون أطرافها متوازنة فيما بينها: الأكراد في الشمال، تحت رعاية الولايات المتحدة؛ السنّة في الشمال الغربي والوسط، تحت رعاية تركيا؛ العلويون في منطقة الساحل تحت رعاية روسيا؛ والدروز والسنّة المعتدلون في الجنوب بارتباط قوي مع الأردن، وبرعاية إسرائيلية-أميركية.

– ادّعاء أن الهدف من الغارات الجوية على سوريا هو الدفاع عن أمن الكيان، في مواجهة سيناريو متطرف، مثل أن تكون الحكومة الجديدة في سوريا معادية جداً له، ويمكن أن تشنّ هجوماً عليه.

– ادّعاء الخشية من وقوع السلاح الكيميائي في أيدٍ غير صحيحة.

– توجيه الكيان رسالة بأنه لن يسمح بفرصة جديدة للأحلام الجهنمية التي يسعى جيرانه لتحقيقها على بقية حدود البلد.

السيناريوهات المتوقعة

– استقرار الحكم بقيادة المتمردين مع دعم دولي وإعادة الإعمار.

– انزلاق سوريا إلى حرب أهلية تستمر أعواماً، تستولي خلالها مجموعات من المتمردين على الأسلحة التي تركها الجيش السوري وراءه، وبالتالي تفكك القوى المتمردة وصراعات داخلية قد تقود إلى تشكيل دولة متطرفة تهدد الاستقرار الإقليمي.

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :alkhanadeq.org.lb
بتاريخ:
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى