معاريف: حماس لم تُهزم

معاريف – موشيه فوزيلوف – 4/2/2025 حماس لم تُهزم
في المعركة على الوعي العام تنطلق أصوات تعلن ان حماس هُزمت. لكن هذا الادعاء بالحد الأدنى سابق لاوانه، وعمليا – كاذب. الحسم بالمعنى الحقيقي لا يجد تعبيره في اعداد مصابي حماس او بحشد الدمار في غزة بل في قدرة إسرائيل على أن تفرض على حماس ارادتها بحيث تكف عن أن تكون تهديدا استراتيجيا وتجبرها على التخلي عن امساكها بالحكم.
من يفهم هذا جيدا هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي طرح على البحث إمكانية توزيع سكان غزة في أرجاء العالم – الخطوة التي تستند الى فهم استراتيجي عميق للشروط اللازمة للحسم الحقيقي. في كتابه “حرب واستراتيجية” يصف البروفيسور يهوشفاط هركابي الحسم بانه لا ينتهي بتحقيق إنجازات تكتيكية أو بضربة عسكرية شديدة للعدو. يوجد اختباران جوهريان لتحديد النصر:
- تحقيق الأهداف التي وضعت للمعركة – بشكل غير قابل للتغيير من قبل العدو.
- خلق واقع استراتيجي جديد لا يمكن للعدو فيه أن يواصل كونه تهديدا ذا مغزى.
يكشف هذا الاختبار أن اعلان النصر على حماس في هذه المرحلة ليست سوى وهم خطير. رغم الضربة الشديدة التي تلقتها حماس وزعماؤها، تواصل المنظمة احتجاز الرهائن، تفعيل خلايا إرهاب والإبقاء على قوتها السياسية والاجتماعية في القطاع. طالما لم تتغير هذه الشروط فان حماس لم تهزم.
المناورة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة أضرت بشكل شديد بالقدرات العسكرية لحماس، لكن الاختبار الحقيقي هو هل كفت المنظمة عن أن تكون عنصر تهديد. عمليا، لا تزال حماس قادرة على أن تطلق الصواريخ، تنفذ العمليات وتحكم سكان غزة. المؤشر الواضح على أنه لم يتحقق الحسم بعد هو رفض حماس تحرير المخطوفين، او وضع سلاحها. منظمة لا تسارع للتخلي عن وجودها وعن مراكز قوتها لا يمكن هزيمتها فقط بوسائل عسكرية جزئية، ثمة حاجة لعملية أوسع وأعمق.
اذا كانت تريد ان تدفع حماس الى هزيمة حقيقية عليها، بالمشاركة مع الولايات المتحدة، ان تُفعل تهديدا عسكريا ذا مغزى وأصيل يدفع قيادة حماس لان تفهم بان لا مفر امامها غير الاستسلام بشروط إسرائيل. لا يدور الحديث فقط عن قصف إضافي او احباطات مركزة بل عن خلق واقع لا يطاق بالنسبة لحماس يضعضع امساكها بالحكم ويتسبب بانهيارها الداخلي.
صحيح حتى الان توجد إسرائيل فقط في منتصف الطريق الى هناك. من يدعي ان حماس هزمت منذ الان ينشر وهما خطيرا يعود مصدره الى المفهوم المنقطع عن الواقع – مفهوم يروج له منتدى “القادة من اجل امن إسرائيل” في ظل اغماض العيون امام الواقع على الأرض. ان الإصرار على الإعلان عن النصر قبل ان تتحقق الشروط الموضوعة لهركابي معناه التنكر للواقع بدلا من ادارته بشكل استراتيجي.
لاجل الوصول الى الهزيمة الحقيقية لحماس، إسرائيل ملزمة بان تحقق كل اهداف الحرب في غزة: إبادة القدرات العسكرية والسلطوية لحماس، تحرير كل المخطوفين وخلق واقع لا تكون فيه غزة تهديدا على إسرائيل – الان والى الابد. طالما لا توجد هذه الشروط، حماس لم تهزم. كل محاولة للادعاء بشكل آخر تنبع من أوهام او من مصالح سياسية.
كما فهم ترامب فان الحل الحقيقي لتصفية حماس يكمن في خلق شروط لا تسمح ببقائها على مدى الزمن سواء من خلال ابعاد سكان غزة ام من خلال تهديد عسكري ملموس وبلا هوادة. هكذا فقط يكون ممكنا الوصول الى حسم حقيقي، كما عرفه هركابي – حسم يغير وجه الواقع الاستراتيجي وليس فقط يوفر إحساسا بإنجاز لحظي.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-02-04 17:44:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>